في الظلام الدامس
المقدمة
في ليلة شتوية باردة، حيث كان القمر مختبئًا خلف غيوم كثيفة، قررت مجموعة من الأصدقاء القيام برحلة إلى غابة معزولة. لم يكونوا يعلمون أن تلك الرحلة ستكون بداية لكابوس لا ينتهي، كابوس سيغير حياتهم إلى الأبد
3 2 .البداية: دخول الغابة
بعد وصولهم إلى الغابة، بدأ الأصدقاء في نصب خيمتهم بالقرب من بحيرة صغيرة تحيط بها أشجار ضخمة. الجو كان هادئًا بشكل مخيف، ولكن ضحكاتهم وأحاديثهم كانت تكسر هذا الهدوء. لم يكن أي منهم يشعر بالخوف، فقد كانت نزهة بسيطة في رأيهم. لكنهم لم يعرفوا أن تلك الغابة تحمل أسرارًا مظلمة.مع مرور الساعات، بدأ الظلام يتسلل شيئًا فشيئًا، حتى ابتلعت الغابة آخر ضوء من الشمس. في تلك اللحظة، بدأت الغابة تتحول. الأصوات التي كانت خافتة تحولت إلى همسات، وصوت خطوات غامضة كان يتردد بين الأشجار. كانت الحيوانات، التي كانت غير مرئية، تشعر بالخطر الذي يقترب، وكانت تختبئ بين الظلال
3 .الصدام الأول:إلقاء مع المجهول
المجهولبينما كان الأصدقاء مجتمعين حول النار، سمعوا صوتًا غريبًا قادمًا من أعماق الغابة. كان الصوت يشبه أنين شخص يتألم، لكن لم يكن هناك أي شخص في الجوار. بدأت الرياح تهب بشكل مفاجئ، وكأنها تحمل رسائل مشؤومة. اقترح أحدهم التحقق من مصدر الصوت، وكان الفضول قد سيطر عليهم.توجهوا معًا نحو مصدر الصوت، حاملين مصابيحهم التي كانت تضيء الطريق بشكل خافت. كلما اقتربوا، كان الصوت يزداد قوة، وفي النهاية، وصلوا إلى شجرة ضخمة، جذورها كانت تمتد بعمق في الأرض. فجأة، خرج من خلف الشجرة كيان غريب، كان يبدو كظل بلا شكل محدد، لكنه كان يمتلك عينين لامعتين تراقبهم بشدة. تجمد الأصدقاء في مكانهم، غير قادرين على الحركة أو الصراخ.الكابوس الحقيقي يبدأبعد لحظات من الصمت المرعب، بدأ الكيان الغامض بالاقتراب ببطء، وكأنه يختبر ردة فعلهم. حاولوا التراجع، لكن الأرض من تحتهم بدأت تتشقق، وأصبحوا محاصرين. بدأت أصوات غريبة أخرى تتعالى من جميع الجهات، وكأن الغابة بأكملها تتحدث معهم.فجأة، اختفى الكيان كما ظهر، لكن أحد الأصدقاء لم يستطع الحركة. عندما اقتربوا منه، اكتشفوا أنه كان مجمدًا في مكانه، عيناه متسعتان بالخوف، وكان جسده باردًا كالثلج. لم يكن هناك أي تفسير لما حدث، لكنهم كانوا يعلمون أن الوقت قد حان للهرب.
4العودة إلى المخيم
هرع الأصدقاء عائدين إلى المخيم، قلوبهم تخفق من الخوف. لكن عندما وصلوا، وجدوا أن خيمتهم قد تمزقت، وممتلكاتهم مبعثرة في كل مكان. النار التي أشعلوها كانت قد انطفأت، وكأن شيئًا ما مر من هنا وأطفأها عن عمد.كانت الساعات تمر ببطء، وكل دقيقة كانت تبدو كساعة. كانت تلك الليلة طويلة جدًا، لم يكن أي منهم قادرًا على النوم. حتى الأصوات في الغابة كانت قد تغيرت، فأصبحت تحمل طابعًا أكثر تهديدًا.
5الهروب: محاولة النجاة
مع بزوغ الفجر، قرر الأصدقاء الرحيل فورًا. بدأوا يجمعون ما تبقى من أغراضهم ويستعدون للرحيل. لكن الغابة لم تكن مستعدة للسماح لهم بالمغادرة بسهولة. الطريق الذي دخلوا منه اختفى، وأصبحوا محاصرين في متاهة من الأشجار التي تبدو وكأنها تتحرك ببطء لتغلق عليهم.بدأ الأصدقاء في الهروب بلا هدف، فقط كانوا يحاولون النجاة. لكن الغابة كانت تحاصرهم، وكلما حاولوا الابتعاد، كانت تسحبهم إلى أعماقها. كل صوت كان يزداد قوة، وكل ظل كان يبدو أكثر تهديدًا.
6النهاية: المواجهة الأخيرة
بعد ساعات من الجري بلا توقف، وصلوا إلى حافة منحدر شديد. كانوا مرهقين، خائفين، ولا يعرفون ماذا يفعلون. لكن فجأة، ظهر الكيان الغامض مرة أخرى أمامهم، هذه المرة كان أقرب وأكثر وضوحًا. كان كيانًا مظلمًا تمامًا، لكن عيناه كانتا تلمعان بضوء أحمر مشؤوم.لم يكن لديهم خيار آخر، فقرروا المواجهة. أحدهم التقط حجرًا ورماه باتجاه الكيان، لكن الحجر مر من خلاله وكأنه لم يكن هناك. كان هذا الكيان غير قابل للمساس، وكان الخوف يتملكهم بشكل أكبر.بلا سابق إنذار، اندفع الكيان نحوهم، وأحاط بهم من جميع الجهات. شعروا بشيء يسحب أرواحهم، وكأن الحياة تتلاشى من أجسادهم. حاولوا الصراخ، لكن لم يكن هناك صوت. فجأة، ساد الظلام الدامس
7.الخاتمة: الغابة الصامتة
مع شروق الشمس، اختفت كل تلك الأحداث المرعبة، ولم يبقَ إلا هدوء مطلق في الغابة. عند وصول فريق إنقاذ للبحث عن الأصدقاء المفقودين، لم يجدوا أي أثر لهم سوى الخيمة الممزقة وبعض أغراضهم المبعثرة. الغابة كانت صامتة، وكأن شيئًا لم يحدث.لكن، في أعماق الغابة، كانت هناك شجرة ضخمة، تحمل على جذورها علامات غريبة. تلك العلامات كانت تروي قصة عن أصدقاء دخلوا الغابة ولم يخرجوا منها أبدًا.