العمارة المسكونة: لغز يوسف
الجزء الأول: البداية
في إحدى الليالي الباردة، كان يوسف، الشاب العشريني، يعيش وحده في شقة قديمة في عمارة مهجورة تقع في أطراف المدينة. كانت العمارة معروفة بين السكان المحليين بأنها مسكونة بالجن، لكن يوسف لم يكن يؤمن بهذه الخرافات. كان يوسف قد انتقل إلى هذه الشقة بعد أن فقد والديه في حادث مأساوي، وكان يبحث عن مكان هادئ ليعيش فيه بعيدًا عن ضجيج المدينة.
في أول ليلة له في الشقة، شعر يوسف بشيء غريب. كانت الأجواء ثقيلة، وكأن هناك شيئًا غير مرئي يراقبه. تجاهل يوسف هذا الشعور واعتبره مجرد توتر بسبب الانتقال إلى مكان جديد. لكنه لم يكن يعلم أن هذه الليلة ستكون بداية سلسلة من الأحداث المرعبة التي ستغير حياته إلى الأبد.
بينما كان يوسف يجلس في غرفة المعيشة يقرأ كتابًا، سمع صوت خطوات خفيفة تأتي من الممر. تجاهل الصوت في البداية، معتقدًا أنه مجرد وهم. لكن الصوت استمر في الاقتراب حتى شعر بوجود شيء يقف خلفه. التفت ببطء، ولم يجد أحدًا. عاد إلى قراءة كتابه، لكن الشعور بعدم الارتياح لم يتركه.
في اليوم التالي، قرر يوسف استكشاف العمارة. كانت العمارة مكونة من خمسة طوابق، وكل طابق يحتوي على شقق مهجورة مليئة بالغبار والعناكب. بينما كان يتجول في الطابق الثالث، لاحظ بابًا مغلقًا بإحكام. حاول فتحه، لكنه كان مقفلاً. شعر بشيء غريب يجذبه نحو هذا الباب، وكأن هناك سرًا مخفيًا خلفه.
عاد يوسف إلى شقته، لكنه لم يستطع التوقف عن التفكير في الباب المغلق. قرر البحث عن مفتاح الباب في الشقة، وبدأ يبحث في الأدراج والخزائن. بعد ساعات من البحث، وجد مفتاحًا قديمًا مخبأً في صندوق صغير تحت السرير. شعر بالإثارة والخوف في نفس الوقت، وقرر العودة إلى الطابق الثالث لفتح الباب.
عندما وصل إلى الباب، أدخل المفتاح في القفل وبدأ يديره ببطء. فجأة، سمع صوت همسات غامضة تأتي من خلف الباب. تجمد في مكانه للحظة، لكنه جمع شجاعته وأكمل فتح الباب. عندما فتح الباب، وجد غرفة مظلمة مليئة بالكتابات الغامضة على الجدران. كانت الكتابات بلغة لم يفهمها، لكنها كانت تبدو وكأنها تحذيرات.
شعر يوسف بالخوف، لكنه قرر استكشاف الغرفة. بينما كان يتجول في الغرفة، لاحظ مرآة قديمة معلقة على الحائط. عندما اقترب من المرآة، رأى انعكاسه، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا. كان هناك ظل غامض يقف خلفه في المرآة. التفت بسرعة، لكنه لم يجد أحدًا. عاد إلى المرآة، لكن الظل كان قد اختفى.
بدأت الأحداث الغريبة تتوالى بعد تلك الليلة. الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، والأضواء تومض بشكل غير منتظم. في إحدى الليالي، استيقظ يوسف على صوت همسات غامضة تأتي من غرفة النوم. عندما دخل الغرفة، وجد على الحائط كتابة غامضة بلغة لم يفهمها.
وفي تلك اللحظة، شعر يوسف بيد باردة تمسك بكتفه، وبدأت الغرفة تدور من حوله. فجأة، سمع صوتًا مخيفًا يقول: “لن تخرج من هنا حيًا!”
انتظروا الجزء الثاني…