"الوجه خلف القناع -الجزء الثالث- لعنة المرآة"

"الوجه خلف القناع -الجزء الثالث- لعنة المرآة"

0 المراجعات

 

image about

لم تعد الحياة كما كانت بعد عودة ليلى وكريم من الغابة. القرية، التي كانت مليئة بالحياة، أصبحت مكانًا يسوده الرعب. الليل أصبح أطول، والظلال تبدو كأنها تتحرك من تلقاء نفسها. كل من اقترب من ليلى وكريم شعر ببرودة غريبة تسري في عروقه، وكأنهم يحملون جزءًا من الظلام معهم.

بدأت ليلى ترى انعكاسات وجهها في كل مكان، لكن الوجه الذي تراه لم يكن لها. كان الوجه المشوه، بابتسامته المروعة، يظهر لها في كل مرآة وكل سطح عاكس. وبدلاً من أن تختفي هذه الرؤى مع الوقت، أصبحت أكثر تكرارًا وقوة. لم يكن بإمكان ليلى أن تنظر في عيني أحد دون أن ترى الوجه المخيف يظهر للحظات ثم يختفي. وكان الصوت الذي سمعته في الغابة لا يزال يهمس في أذنها، يقودها نحو الجنون.

كريم، من جهته، لم يتوقف عن البحث عن طريقة لإنهاء هذه اللعنة. قرر أن يستشير امرأة عجوز كانت تعيش في أطراف القرية، معروفة بأنها تعرف أسرار الماضي المظلم للقرية. عندما وصل إليها، وجدها تنتظره، وكأنها كانت تعرف أنه سيأتي.

قالت له العجوز بصوت مليء بالغموض: "لعنة المرآة ليست مجرد انعكاس، إنها باب بين العوالم. الوجه الذي رأيته هو روح محبوسة تبحث عن جسد لتعيش فيه. وإذا لم توقفها، ستجد طريقها إلى العالم الحي من خلال ليلى."

سألت كريم: "كيف يمكنني إيقافها؟"

ردت العجوز: "عليك أن تعيدها إلى عالمها، لكن الثمن سيكون باهظًا. يجب أن تأخذ مكانها في المرآة."

بدون تردد، قرر كريم التضحية بنفسه لإنقاذ شقيقته والقرية. في ليلة مقمرة، أخذ ليلى إلى الكوخ القديم حيث بدأت الكارثة. كان القناع لا يزال هناك، على الأرض، بالقرب من المرآة المشوهة.

أمسك كريم القناع ووضعه على وجهه مرة أخرى، وهو ينظر في المرآة. بدأت المرآة تتشقق كما حدث من قبل، ولكن هذه المرة، بدلاً من أن يظهر وجه ليلى، ظهر وجه كريم في المرآة، وبدأ يبتسم تلك الابتسامة المروعة. فجأة، امتدت يد من المرآة، ممسكة بكريم وسحبته نحوها.

صرخت ليلى محاولة إمساك شقيقها، لكن المرآة تحطمت إلى ألف قطعة قبل أن تتمكن من الوصول إليه. عندما هدأ كل شيء، وجدت ليلى نفسها وحيدة في الكوخ، والمرآة المحطمة تناثر منها ضوء أخضر غريب.

ظنت ليلى أن كل شيء انتهى، لكنها كانت مخطئة. بدأت الهمسات تعود، لكن هذه المرة كان صوت كريم. "أنا هنا، في الجانب الآخر. لا تدعي الوجه يأخذني."

في كل مرة تقترب ليلى من سطح عاكس، ترى شقيقها محبوسًا، يصرخ من داخل المرآة، ووراءه الظل المخيف الذي رأته من قبل، يحاول السيطرة على جسده. أدركت ليلى أنه رغم تضحيات كريم، لم تنته اللعنة بعد. الآن، يجب عليها أن تجد طريقة لإنقاذ شقيقها قبل أن يتحول بالكامل إلى الوجه المخيف.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

17

متابعين

10

متابعهم

6

مقالات مشابة