سامي وشبح عائشه
في إحدى القرى النائية التي يلفها الصمت الدائم، كانت هناك قصة تحكى عن بيت قديم مهجور على أطرافها. كان هذا البيت، بواجهته المتداعية وسقفِه المائل، يرمز للغموض والشر. يقول الناس إنه مسكون بشبح امرأة تُدعى عائشة، التي عاشت في القرن التاسع عشر، وماتت بطريقة مروعة.
في إحدى الأمسيات الخريفية، قرر شاب يُدعى سامي أن يكتشف سر هذا المنزل. كان سامي طالبًا في المرحلة الجامعية ويحب الاستكشاف. اعتقد أن هذه القصة ليست سوى خرافة ويجب أن يُثبت ذلك.
وصل سامي إلى المنزل مع غروب الشمس. قوبل بصرير الأبواب المتهالكة، وكأنها تعلن عن دخوله. حمل مصباحًا يدويًا وبدأ في تفقد الطابق الأرضي. كان الأثاث قديمًا ومغبرًا، وصور العائلات السابقة معلقة على الجدران بأعينها الثاقبة. كانت رائحة الرطوبة والعفن تطغى على المكان.
صعد سامي إلى الطابق العلوي، حيث كانت الغرف أكثر تآكلًا وخرابًا. فجأة، شعر بشيء غير طبيعي في الهواء، كأن الطاقة المحيطة تتغير. كانت هناك غرفة واحدة، مغلقة بألواح خشبية، تبدو وكأنها قديمة جدًا مقارنة ببقية المنزل. تسلل الفضول إلى قلب سامي، فقرر أن يفتحها.
عندما فتح الباب، انبعثت رائحة كريهة من الداخل، وشاهد غرفة ضيقة مليئة بالأثاث المكسور والكتب القديمة. في الزاوية، كان هناك مرآة كبيرة مغبرة. اقترب سامي من المرآة، وكما لو كان مدفوعًا بقوة غامضة، بدأ يمسح الغبار عنها. وفجأة، ظهرت صورة وجه امرأة شاحبة، عيونها مليئة بالحزن والشر، وكانها تحدق مباشرة في سامي.
تجمد سامي في مكانه، وعقله يسبح في بحر من الذعر. بدأت المرآة تهتز، وسمع صرخات خافتة تملأ الأجواء. ظهر الشبح فجأة خلفه، وشعر بأيدي باردة تلمسه. قفز سامي إلى الوراء وهو يصرخ، لكنه شعر بشيء يحيطه، وكأن القوى غير المرئية تقيده.
تحرك سامي بسرعة نحو الدرج، ولكنه سقط أرضًا عندما أحس بيدٍ باردة تلتف حول كاحله. حاول بكل ما أوتي من قوة أن يتحرر، لكنه لم يستطع. هرع إلى الباب الخارجي، لكن الباب كان مغلقًا بقوة، وكأن هناك شيئًا ما يمنعه من الخروج.
فجأة، سمع سامي صوتًا خافتًا، كالهمس في أذنه. كان الصوت يُذكره بكلمات عن الألم والخيانة. في تلك اللحظة، أدرك سامي أن عائشة لم تكن وحدها. بل كانت روحًا تطارد من يعكر صفو بيتها. حاول أن يتماسك، لكن الخوف اجتاحه. فحوى الهمس كان يقول إنه لا يمكن للمرء الهروب من مصيره إذا ما دخل هذا المنزل.
بأخر قواه، دفع سامي الباب بقوة، وتمكن أخيرًا من الخروج إلى الهواء الطلق. ركض عبر الحقول المظلمة نحو قريته، وقلبي ينبض بسرعة. ومنذ تلك الليلة، لم يعد سامي إلى ذلك المنزل أبدًا.
وفيما بعد، بدأت تظهر تقارير عن شخصٍ آخر رأى وجه عائشة في المرآة، مما جعل السكان يتحدثون عن قصة سامي، وأصبح المنزل أكثر شهرة كرمز للرعب والظلام الذي لا يمكن تجاهله.