أحمد والكنز الغامض
عاد أحمد إلى منزله متعبًا بعد يوم طويل من العمل كان يوم الخميس، وكالعادة، كل ما كان يريده هو تناول وجبة سريعة والاسترخاء على الأريكة لبعض الوقت.ولكن قبل أن يتمكن من الجلوس، أوقفته زوجته سارة بوجهها المتوتر: "العمال سيأتون غدًا لتركيب نظام تصريف المياه الجديد، ولكنهم بحاجة إلى حفرة في الفناء الخلفي يجب عليك أن تحفرها قبل الصباح."
نظر إليها أحمد بعيون متعبة وطلب منها أن تتركه ليأخذ قسطًا من الراحة أولاً فهمت سارة مشاعره وتركته ليهدأ لبعض الوقت ومع انشغالها في تحضير العشاء، دخل ابنهما الكبير، يوسف، إلى الغرفة. "أبي، أحتاج إلى المصاريف المدرسية غدًا." لكن أحمد لم يكن في حالة نفسية تسمح له بالاستماع صاح في وجه ابنه غاضبًا، مما جعل يوسف ينسحب بسرعة.
سارة، التي سمعت ما حدث، لم تكن سعيدة بما فعله أحمد. طلبت من يوسف أن يترك والده ليهدأ، وأعادت الانغماس في المطبخ. في هذه الأثناء، جاءت ابنتهم مريم من الخارج ودخلت على والدها مباشرة. "أبي، أحتاج إلى طقم جديد للكلية، هل يمكنك شراءه لي؟" لكن أحمد، الذي كان قد بلغ ذروة الغضب، صاح فيها أيضًا. غادرت مريم الغرفة بهدوء، تاركة والدها غارقًا في أفكاره السلبية.
أحمد شعر بأنه لا يمكنه البقاء في المنزل أكثر من ذلك. نهض بسرعة وقرر أن يبدأ في حفر الحفرة في الفناء الخلفي، ربما يساعده العمل الجسدي على التخلص من توتره. أخذ الفأس وبدأ يحفر بكل ما أوتي من قوة، غارقًا في همومه.
كل ضربة من الفأس كانت تعبيرًا عن غضبه وإحباطه. ومع كل حفرة كان يشعر أن غضبه يتبدد تدريجيًا. وبعد أن حفر بعمق حوالي متر، شعر بأن الفأس اصطدمت بشيء صلب. توقف عن الحفر ونظر بعناية. كانت هناك قطعة معدنية مدفونة تحت التراب. في البداية، ظن أنها مجرد قطعة خردة قديمة، ولكن الفضول دفعه لاستكشافها أكثر.
بدأ في إزالة التراب بحذر من حول القطعة المعدنية. ومع كل طبقة من التراب كان يزيلها، كان يكشف المزيد من جوانب القطعة. وأخيرًا، بعد جهد كبير، تمكن من كشف غطاء معدني كبير. حاول أحمد رفع الغطاء ولكنه كان ثقيلاً بشكل غير عادي.
بعد عدة محاولات، وأخيرًا، تمكن من فتح الغطاء. تحت الغطاء، كشف النور الخافت من كشافه عن سلم حجري يهبط نحو الأسفل. تفاجأ أحمد، ولكن الفضول كان أقوى من خوفه. بدأ بالنزول ببطء وحذر، متسائلاً عن المكان الذي يقود إليه هذا السلم.
استمر السلم بالنزول، وأحمد يمسك بالكشاف بإحكام، حتى انتهى إلى غرفة واسعة تحت الأرض. كانت الغرفة مملوءة بأشياء لم يكن يتوقعها أبدًا.
عندما فتح أحمد الصندوق، اكتشف مجموعة من المجوهرات الثمينة، قطع نادرة من الذهب والألماس، إضافة إلى خريطة قديمة. كانت الخريطة مرسومة بدقة، ولكنها كانت تشير إلى مكان غير معروف في الجبال البعيدة.
بينما كان أحمد يتفحص المجوهرات والخريطة، بدأت تتسلل إلى عقله أفكار متناقضة. هل يأخذ المجوهرات ويصبح ثريًا بين ليلة وضحاها؟ أم يعيد إغلاق الصندوق ويدع هذا السر الغامض مدفونًا كما كان؟ وفي تلك اللحظة، شعر أحمد بوجود شيء غريب خلفه.
التفت بسرعة وإذا بظل ضخم يقف عند مدخل الغرفة. تجمد أحمد في مكانه، بينما بدأت تصدر أصوات غريبة من الظل. كانت مزيجًا من همسات وصرخات مكتومة. حاول أحمد التحرك، لكن قدميه لم تستجب، وكأنه مغناطيس قوي يجذبه نحو الظل.
"أنت تجاوزت حدودك!" قال الصوت بصوت منخفض ولكنه يحمل تهديدًا واضحًا. كان الظل يتحرك ببطء نحو أحمد، فيما كانت الحيطان تهتز كما لو كانت تستجيب لوجود هذا الكائن المجهول.
شعر أحمد بأن هذا المكان ليس كما يبدو، وأنه لم يكن يجب عليه أبدًا أن يكتشفه. لكن الوقت قد فات على الندم. بدأ الظل يقترب أكثر فأكثر، وبدأت عيناه تتوهج بلون أحمر مخيف. عرف أحمد في تلك اللحظة أنه يواجه خطرًا حقيقيًا، وأن هذا المكان قد يكون ملعونًا أو محميًا بقوى خارقة.
بذل أحمد جهده للهروب، ولكنه شعر بأن جسده أصبح ثقيلًا جدًا. وعندما كان الظل على وشك الإمساك به، شعر فجأة بتيار هواء قوي دفعه للخلف، كأنه نُقِل إلى مكان آخر.
استيقظ أحمد فجأة على الأرض في الفناء الخلفي، يتنفس بصعوبة شديدة. كانت ملابسه مبللة بالعرق والتراب، وكأن ما حدث كان كابوسًا. لكنه كان يحمل في يده الخريطة القديمة، دليلاً على أن ما حدث لم يكن مجرد وهم.
عاد أحمد إلى المنزل وهو يشعر بحيرة عميقة وخوف من المجهول. قرر أن يخفي الخريطة عن الجميع، لكنه علم أن حياته لن تكون كما كانت من قبل. كان يعلم أن هناك شيئًا في هذا العالم أكبر مما يتصور، وأنه قد انخرط في شيء لا يمكن أن يفهمه.