العند والاعتذار والخوف
عندما تزوجت هند، أخبرتني والدتها بصوت مشوب بالجدية والرعب: “لا تغضبها أو تحزنها لأي سبب كان، فهي ليست كأي فتاة.”
بالطبع، اعتبرت هذه النصيحة كأي نصيحة أم عادية لزوج ابنتها، ولم أفكر فيها كثيراً.
عشنا ثلاث سنوات من الحياة الزوجية العادية، حتى حدثت تلك الليلة المشؤومة. كان النقاش بيني وبين هند بسيطًا في البداية، لكنه تحول إلى جدال حاد.
أخطأت في النهاية وخرجت غاضبًا دون أن أعتذر منها. لم أكن أعلم حينها أن تلك اللحظة ستكون بداية سلسلة من الأحداث الغريبة التي ستغير حياتي إلى الأبد.
في اليوم التالي، بدأت ألاحظ تصرفات هند الغريبة. عندما عدت إلى المنزل في المساء، كانت تجلس في زاوية المطبخ، تحدق في السقف بنظرة خاوية.
لاحظت لأول مرة أن شعرها الأسود الطويل يصل حتى أسفل ركبتيها، وكان يلمع بطريقة غير طبيعية في الضوء الخافت.
حاولت التحدث معها، لكنها لم ترد. فقط استمرت في التحديق بنظرة جامدة، كما لو كانت ترى شيئًا لا أستطيع رؤيته.
مع مرور الأيام، ازدادت تصرفاتها غرابة. أحياناً كنت أجدها تحدق بي بطريقة مخيفة، وكأنها تعرف شيئًا مخيفًا عني.
وفي مرات أخرى، كنت أتركها في غرفة الجلوس وأذهب إلى الحمام، لألتفت فجأة وأجدها تقف خلفي بهدوء تام، تحدق بي بتلك النظرة المزعجة.
بلغت الأمور ذروتها في ليلة استيقظت فيها عند الساعة الثانية صباحاً بسبب العطش. عند دخولي المطبخ لأشرب الماء، صدمت بمشهد جعل قلبي يكاد يتوقف:
كانت هند تقف على الحائط، متكئة على قوائمها الأربعة كالعنكبوت، تحدق بي بنظرة خاوية ومخيفة. شعرت بأنني في كابوس، لكن الألم في صدري أكد لي أنني مستيقظ.
كان في وسط العدم ، ولم يكن هناك أي سيارة أو مبنى في الأفق.
نظر إلى هاتفه ، لكنه لم يجد أي إشارة. كان هاتفه الوحيد للاتصال بالعالم الخارجي. حاول البحث عن شبكة ، لكنه لم يجد شيئًا. شعر باليأس والعزلة.
كان عالقًا هنا ، ولم يكن أحد يعرف مكانه. تساءل ماذا سيفعل زوجته وابنه إذا لم يعد إلى المنزل. تساءل ماذا سيحدث له إذا بقي هنا طوال الليل.