منزل رعب المظلم

منزل رعب المظلم

4 المراجعات

منزل رعب 

في أعماق غابة كثيفة، حيث لا تسطع الشمس ولا تصدر أصوات الحياة اليومية، كان هناك منزل قديم مهجور. هذا المنزل كان معروفًا بين أهل القرية بقصصه الغريبة. اعتاد الناس على تجنب هذا المكان، خصوصًا بعد غروب الشمس، حيث كانوا يتحدثون عن أصوات غامضة تُسمع من داخله.

ذات مساء، قرر شاب يُدعى سامي أن يتحدى الأساطير ويستكشف هذا المنزل. كان يعتقد أن القصص ما هي إلا خرافات مبنية على خيال الناس. حمل سامي مصباحًا يدويًا وكاميرا، وذهب إلى المنزل القديم. عندما اقترب من الباب الخشبي المتآكل، شعر بشيء غير مريح يسري في جسده، لكنه تمالك أعصابه ودفع الباب المتهالك ليدخل إلى الداخل.

أمام سامي كان المنزل عبارة عن مزيج من الغبار والخراب. تمايلت الأبواب المتهالكة بصوت صرير خافت، بينما كانت الأشباح من ذكريات الماضي تطفو في الأرجاء. كانت هناك آثار أقدام طفيفة على الأرض، وكأن شخصًا ما قد مرّ هنا مؤخرًا، لكن سامي كان وحده.

دخل سامي إلى غرفة المعيشة، حيث كان هناك مكتب قديم فوقه مجموعة من الكتب البالية. بدأ في التقاط الصور وفحص كل ركن من أركان الغرفة. بينما كان يستعرض بعض الصور التي التقطها، سمع صوت خطوات خفيفة تتبع حركته. التفت بسرعة، لكنه لم يجد شيئًا سوى الصمت القاتل. عاد إلى عمله، لكنه شعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي يراقبه.

بعد مرور فترة، سمع سامي صوتًا قادمًا من الطابق العلوي، كأنه صرخات منخفضة من شخص يستغيث. أخذ نفسًا عميقًا وقرر الصعود إلى الطابق العلوي رغم تردد قلبه. كانت الدرجات خشبية وتهتز تحت وزنه، لكن سامي استمر في الصعود.

عندما وصل إلى الطابق العلوي، اكتشف أن الغرف كانت أكثر تآكلًا وتعفنًا. في إحدى الغرف، وجد سريرًا قديمًا مغطى بالتراب، وعند النظر إلى الجدار، لاحظ سامي نقشًا غريبًا على الجدار يبدو كأنه تم رسمه بواسطة أصابع طفل. كان النقش عبارة عن أوجه مشوهة تعكس ألمًا وحزنًا.

عند هذه النقطة، بدأ سامي يشعر بشيء غير عادي. سمع صرخات أعلى، كما لو أن شخصًا ما كان في ورطة. قرر العودة إلى الطابق السفلي، لكنه حينما حاول فتح الباب، وجد أنه مغلق بإحكام. حاول فتحه بكل قوته، لكن الباب لم يتحرك. في تلك اللحظة، تذكر القصص التي كانت تتحدث عن كائنات شريرة تحبس الضحايا داخل المنزل.

فجأة، لاحظ سامي شيئًا في الزاوية. كان هناك ظل مظلم يتحرك ببطء نحو الباب المغلق. حاول أن يلتقط صورة للظل، لكنه كان غير قادر على التركيز. كلما اقترب الظل، زادت درجة الرعب التي شعر بها سامي. كان هذا الظل يبدو وكأنه يتخذ شكلًا بشريًا، لكن وجهه كان مغطى بكآبة وألم لا يوصف.

أصبح الهواء في الغرفة باردًا فجأة، وسامي شعر بالبرودة تجمد عظامه. كانت الأصوات تتعالى، وكأن الصرخات تجتمع حوله من جميع الجهات. ثم فجأة، أُضيئت الغرفة بضوء خافت وسرعان ما تلاشى، تاركًا سامي في ظلام دامس.

عندما عاد الضوء، اكتشف سامي أنه في وسط الغرفة التي كان فيها الظل، وكان الباب الآن مفتوحًا. قرر الهروب فورًا، وركض عبر المنزل بأسرع ما يمكنه. وعندما خرج أخيرًا إلى الهواء الطلق، شعر كأنه وُلد من جديد.

لكن مع ذلك، لم يكن سامي هو نفسه بعد تلك التجربة. كان قد حمل معه شيئًا غير مرئي، شعورًا بالقلق والاضطراب لم يفارقه. منذ ذلك اليوم، نادرًا ما تحدث سامي عن تلك الليلة، لكنه كان يعرف أن هناك شيئًا ما في ذلك المنزل، شيء مظلم لا يمكن وصفه. وكان يعرف أيضًا أن ذلك الشيء قد لحق به، وأنه لن يكون قادرًا على الهروب منه أبدًا.

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

3

متابعهم

7

مقالات مشابة