فى قلبي أنثى غير عادية

فى قلبي أنثى غير عادية

0 المراجعات

تقول له :

-لماذا لم تقل أحبك؟

-لأنى استحى أن أقول كلمة لا تعبر عما أشعر به تجاهك ،فالحب عندى ليس كلمة يقولها ولد مراهق لأول بنت تعجبه تضاريسها ،ولا أحبك على طريقة الشعراء الذين يتغزلون فى قوام المرأة وسحر عينيها ثم ما يلبث أن يزول مع أول اصطدام بالواقع أو بمن هى أجمل منها ،

الحب عندى ليس ليلة ألهو بها معكِ  ولا فعل فاضح يبرره  ذلك الخاتم الملتف حول إصبعك ،ولانك عندى أغلى من كل ذلك فلا أظن أن كلمات اللغة كلها قد تعطيك قدرك أو تحتمل تلك الفياضانات من المشاعر التى يختلج بها صدرى ،

-هل تعنى بذلك أنك تحبنى أكثر مما فعل الناس جميعاً ؟

-لا أعلم كيف أشرح لك ؟وكيف تتحمل حروف اللغة المحدودة شعوراً غير محدود ،ولا أدرى ماذا أقول عندما أراك صدفة تعبرين الطريق ،فهو لم يكن أبداً شعوراً عادياً لأن العادى يصبح فى حضورك استثنائى،وتتغير نواميس الكون حين حضورك تصبح أشعة الشمس سهام  ذهبية والناس فراشات بيض تتراقص بكل الوان الجمال الخارج من شعاع النور القادم من عينيك .

لأنك غير عادية يختفى بوجودك صخب الكون وتصمت أوجاع القلب وأصبح روحاً طائرة تتلمس أنفاسك فى الجو لتكون روحاً تملأ صدرى حياة بدونك لا حياة فيها .

فى حضورك لا أكون عادياً فلست معك سوى طفل تشرد بين أحضان الكون حتى وجد حضنك كوناً يليق به .

إنك لست عادية لذلك  لا أستطيع أن أقارنك بكل تلك النساء الائى هن لا شىء بجوارك ويصبحن نقاطاً على الخريطة فقط فى حضورك .

قد تكونين عند غيرى مجرد أنثى عابرة تضاف لألاف الجميلات لكنك عندى كوناً تحتكرين فيه الجمال وكل النساء ،حبيبتى لا أحد يراك كما أراك ولا أحب أن يفعلوا فأنا أشفق عليهم من سحر حضورك الذى يجعلني  بلاشك شخصاً غير عادي.. فأنا حبيبك وكفانى فخراً أن لى قلب لا يرى سواك ،لأنى أراك بقلبي وفى قلبي  أنت أنثى أبداً لم تكن عادية .

-لا أشعرأنك تشتاق إلى فى غيابى فرغم كل ما تقول اجدك تقابلنى بفتور .

-لست تفهمين ما أمر به فأنا عندما أراك تشتعل داخلى ثورة كبركان خامد ما لبث أن اشتعل ،ورغم ذلك أملك كبرياءاً شرقياً يجبرنى على التحكم فى ثورته ،ولا أريد أن يشار إليك أن يوماً  ان حبك كان بقلب مجنون مثلى.

لماذا لا تحبنى بالطريقة العادية ؟

-هل الحب عندك أن تتلامس يدينا بشغف كلما إلتقينا  ،أو أن الثم شفتيك لأشبع بعض شهوتى نحوك؟ بالطبع لا ،فانت عندى مثل مدينة محرمة وكتاب مقدس لا يمكن أن أقرأإ بعض  عباراته إلا  بعد ان أتطهر ،ولأنك لست عادية فلا يمكن ان يكون حبك عادياً بنظرة خافتة وشهوة نشبعها فى جانب  حديقة أو مدخل بيت أو ركن منزو من طريق غير مضىء ،

كيف تطلبين منى أن أجعلك مثل الفتيات المائلات فى الطرقات الباحثات عن نظرات الإعجاب وأنا أغار علي أنفاسك فى الهواء أن يشتمها أحد بعدك ،فمن فضلك لا تجبرينى أن أحبك مثلما يفعلون فى التلفاز أو خلف شاشات السينما الضخمة  وأفلام الهاتف .

-اختلافك يخيفنى؟

-وكيف تخافين من رجل  انت كل عالمه وكل أحلامه ؟ كيف تخافين من رجل لا يراك جسد يعجبه بقدر ما يراك قلباً نقياً لا يشبه كثيراً من القلوب التى تحيط بنا ؟بل كيف تخافين من رجل لا يهتم كثيراً بصيحات الموضة وحجم الشفاه ومقدار ارتفاع النهود ؟ 

نعم انا ذلك الرجل الذى يرى الجمال أنت ،والنساء أنت والكون أنت ؟هل تعلمين لماذا ؟

لأنك مازلت تمليكين براءة الماضى ولم تغيرك رتوش اليوم ولا تبهرك مساحيق التجميل التى يخفون خلفها ملامحهم العادية بل لأنك مازلت إلى اليوم نقية مثل قلعة حصينة أبت أن تتلون مع الزمن فبقيت جميلة كما هى .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

4

متابعين

2

متابعهم

1

مقالات مشابة