الفندق القديم الملعون
الفصل الأول: الوصول
كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، والريح تهب بعنف حول الفندق القديم المهجور. لم يبقَ من النوافذ سوى إطارات صدئة، والأبواب الخشبية كانت تصدر صريرًا مخيفًا مع كل هبة ريح. قرر مجموعة من الأصدقاء الشجعان استكشاف هذا المكان الأسطوري، معتقدين أنه مجرد تحدٍ لا أكثر. ولكن ما وجدوه داخل تلك الأبواب القديمة تجاوز كل توقعاتهم.
أحمد، قائد المجموعة، كان متحمساً لهذه المغامرة. كان قد سمع الكثير من القصص عن هذا الفندق، وقرر التحقق منها بنفسه. بينما كان يسير في الرواق المظلم، شعر ببرودة غريبة تنتاب جسده، وكأنه مراقب من قِبل عيون خفية.
سارة، الفتاة الوحيدة في المجموعة، كانت تشعر بالخوف أكثر من الإثارة. حاولت إقناع أصدقائها بالتراجع، ولكنهم لم يستمعوا إليها. بينما كانت تتجول في إحدى الغرف، سمعت صوت ضحكة خافتة، وكأن شخصًا ما يراقبها من الظلام.
الفصل الثاني: اكتشافات مرعبة
استمر صوت الرياح في عويله، بينما كان الأصدقاء يتعمقون في دهاليز الفندق المظلمة. بعد ساعات من الاستكشاف، عثروا على غرفة مهجورة، عليها لوحة معدنية صدئة تحمل رقم "13". كانت هذه الغرفة مختلفة عن غيرها، فقد كانت هناك هالة من الظلام تحيط بها.
أحمد، بشجاعته المعتادة، دخل الغرفة أولاً. كانت الأثاث متراكمًا في زاوية، والغبار يغطي كل شيء. وعلى الحائط، كانت هناك لوحة مرسومة يدويًا لامرأة شابة ذات عيون حزينة. بينما كان يتفحص اللوحة، شعر بلمسة باردة على كتفه. التفت سريعًا، لكنه لم يرَ شيئًا.
سارة، التي كانت تتبعه من الخلف، شعرت بالرعب. "أحمد، هل أنت بخير؟" سألته بصوت يرتجف.
"نعم، أنا بخير. أعتقد أنني تخيلت الأمر." أجابها أحمد وهو يحاول أن يبدو واثقًا من نفسه.
ولكنهم لم يكونوا وحدهم في تلك الغرفة. بينما كانوا يستكشفونها، بدأت الأثاث تتحرك من تلقاء نفسها، والأبواب تصدر أصواتًا غريبة. وسمعوا همهمة خافتة، كأن شخصًا ما يحاول التحدث.
**في هذه الأثناء، كان علي، أحد الأصدقاء، يبحث في المكتبة القديمة للفندق. عثر على كتاب قديم ومهترئ، كان غلافه من الجلد الأسود. وعندما فتحه، وجد صفحات مكتوبة بخط اليد، تتحدث عن طقوس غريبة كانت تجري في هذا الفندق، وعن روح امرأة شابة لُعنت إلى الأبد.
الفصل الثالث: المواجهة
أحسّ الأصدقاء ببرودة شديدة تنتشر في الغرفة 13، وكأن قوة شريرة قد استولت عليها. بدأت اللوحة المرسومة على الحائط تتوهج بضوء خافت، وظهرت فيها صورة المرأة الشابة بشكل أكثر وضوحًا. عيناها كانت تحدق مباشرة فيهم، وكأنها تطلب الانتقام.
أحمد، الذي كان الأقرب إلى اللوحة، شعر برعشة تجري في جسده. "أعتقد أننا أزعجناها." همس بصوت خافت.
سارة، التي كانت ترتجف من الخوف، حاولت إقناع أصدقائها بالمغادرة. "لنخرج من هنا الآن، هذا المكان ملعون." صرخت.
ولكن قبل أن يتمكنوا من الهرب، ظهرت صورة المرأة الشابة من اللوحة. كانت واقفة أمامهم، وجهها مشوهًا من الغضب، وعيناها تتوهجان بنور أحمر. بدأت تتحدث بصوت خافت، ولكن مسموع بوضوح: "لقد دنستم ملجئي، وسأنتقم منكم."
**في هذه الأثناء، كان علي قد وصل إلى الغرفة، حاملًا الكتاب القديم. قرأ بصوت عالٍ تعويذة من الكتاب، آملاً في طرد الروح الشريرة. ولكن بدلاً من ذلك، زاد غضب الروح، واشتدت العاصفة داخل الغرفة.
الفصل الرابع: النهاية المجهولة
تملكت الفوضى الغرفة 13. هبت رياح عاتية داخل الغرفة رغم أن النوافذ كانت مغلقة، وبدأت الأثاث تتحطم. ظهرت شقوق عميقة في الجدران، وكأن المبنى نفسه كان يقاوم القوة الشريرة التي تسكنه.
أحمد، بشجاعة يائسة، أمسك بالكتاب القديم وبدأ يقرأ التعويذة بصوت عالٍ، ولكن كل ما فعله هو زيادة غضب الروح. اقتربت منه المرأة الشابة، وعيناها تتوهجان بنور أحمر قاتم.
سارة، التي كانت ترتجف من الخوف، حاولت الهرب، ولكنها اصطدمت بجدار غير مرئي. كانت محاصرة في هذه الغرفة الملعونة.
علي، الذي كان يحمل مصباحًا يدويًا، لاحظ شيئًا غريبًا على السقف. كانت هناك علامة غريبة، تشبه نجمة ذات خمسة رؤوس. تذكر أنه قد قرأ عن هذه العلامة في الكتاب القديم، وهي علامة تدل على بوابة لعالم آخر.
الفصل الخامس والأخير: نهاية اللغز
أخيراً، فهم علي معنى العلامة الغريبة على السقف. كانت بوابة، بوابة لعالم آخر، وعالم الروح الشريرة. وبينما كان يركز نظره على العلامة، شعر بقوة غريبة تتدفق من خلاله.
أحمد، الذي كان يحاول حماية أصدقائه، دفع بالروح بعيدًا عنه، ولكنها كانت قوية جدًا. في تلك اللحظة، تذكر علي الكلمات التي قرأها في الكتاب القديم. كان هناك طقس قديم يمكن استخدامه لإغلاق هذه البوابة.
بصوت عالٍ وواضح، بدأ علي يردد كلمات الطقس. مع كل كلمة، زادت قوة النور التي تشع من العلامة، حتى أصبحت الغرفة مضاءة بنور ساطع. وبدأت الروح تصرخ وتصرخ، تحاول مقاومة القوة التي تحاول سجنها.
**في لحظة من الإلهام، أدرك سارة أنهم بحاجة إلى قوة الجميع لإغلاق البوابة. أمسكت بأيدي أصدقائها، وركزوا كل طاقتهم على العلامة. معًا، دفعوا الروح الشريرة إلى داخل البوابة، وأغلقوها بإحكام.
عادت الغرفة إلى طبيعتها، ولكن الأصدقاء كانوا منهكين ومرعوبين. خرجوا من الفندق سريعًا، ولم ينظروا إلى الوراء أبدًا.
في الأيام التالية، حاول الأصدقاء نسيان ما حدث في ذلك الفندق. ولكنهم علموا أنهم لن ينسوا أبدًا تلك الليلة المرعبة. وعرفوا أن هناك بعض الأسرار التي من الأفضل تركها مجهولة.
النهاية
هذه هي قصة الفندق الملعون، قصة عن الرعب والشجاعة والصداقة. وقد أثبتت هذه القصة أن الشر موجود في كل مكان، ولكن الخير يمكن أن ينتصر دائمًا.