منزل الظلال علي البحر
عنوان القصة: منزل الظلال على البحر
كان المنزل الكبير المهجور يطل على البحر بواجهته الحجرية القديمة ونوافذه المكسورة التي تسمح للرياح بالصفير في الداخل. منذ عشرات السنين، تُرك هذا المنزل وحيدًا على شاطئ بعيد، تحيط به الرمال والأمواج العاتية التي تتكسر بصوتٍ مرعب تحت نوافذه.
يُقال إن هذا المنزل لم يكن يومًا خاليًا، بل تسكنه أرواح هائمة منذ أن غرقت عائلة بأكملها في البحر أمامه في ليلة عاصفة قبل 50 عامًا. لا أحد يقترب منه، ولا أحد يتجرأ على البقاء فيه بعد غروب الشمس. ولكن المغامرة كانت تغري أربعة أصدقاء، أمل، علي، خالد، ونورا، الذين قرروا أن يكتشفوا الحقيقة بأنفسهم.
الفصل الأول: الوصول إلى المنزل
في ليلة مظلمة وباردة، قرر الأصدقاء الأربعة أن يقضوا الليل في المنزل المهجور على شاطئ البحر. كان المنزل بعيدًا، وللوصول إليه، كان عليهم السير عبر طريق رملي طويل ووعر. كان الجو غائمًا، والرياح تعصف بشدة وكأنها تحذرهم من المضي قدمًا.
عندما وصلوا إلى المنزل، شعروا جميعًا ببرودة غريبة على الرغم من الطقس الحار. وقفت أمل تنظر إلى المنزل الضخم، الذي بدا وكأنه يحدق فيهم بأعين مظلمة. "هل أنتم متأكدون من أننا نريد فعل هذا؟" سألت بتردد.
خالد، الذي كان دائمًا الأكثر شجاعة، قال بضحكة: "مجرد بيت قديم. لا توجد أشباح هنا."
فتحوا الباب الخشبي الذي أصدر صريرًا مخيفًا، ودخلوا. كان الداخل أكثر رعبًا مما توقعوا. كانت الجدران متآكلة، والأثاث مغطى بالغبار والعناكب. لكن ما زاد الأمور سوءًا هو الرائحة الكريهة التي كانت تملأ المكان، وكأن المنزل نفسه ميت منذ زمن طويل.
الفصل الثاني: البداية الغامضة
أثناء تجولهم في المنزل، اكتشفوا أن الطابق الأرضي كان يحتوي على غرفة معيشة كبيرة تطل على البحر. كانت النوافذ مغبرة، لكن من خلالها، كان بإمكانهم رؤية الأمواج الهائجة. في تلك اللحظة، سمعوا صوتًا خافتًا قادمًا من الطابق العلوي، وكأنه صوت خطوات ثقيلة تتحرك ببطء.
نظرت نورا حولها، وقالت بصوت مرتجف: "هل سمعتم هذا؟"
علي حاول أن يطمئنهم قائلاً: "ربما مجرد خشب قديم يتحرك مع الرياح."
لكن لم يكن هناك رياح في الداخل، وصوت الخطوات استمر. قرروا الصعود للتحقق. عندما وصلوا إلى الطابق العلوي، وجدوا ممرًا طويلًا به عدة غرف. في نهاية الممر، كانت هناك غرفة واحدة مغلقة. وقفت أمل أمامها وشعرت بشيء يجذبها إلى الداخل.
"لا تفتحوا الباب!" قال خالد فجأة، وقد شعر بشيء غير طبيعي، لكن أمل كانت قد دفعت الباب ببطء.
الفصل الثالث: غرفة اللعنة
داخل الغرفة كانت هناك نافذة كبيرة تطل على البحر مباشرة. كان الجو مظلمًا بالخارج، والأمواج تعلو وتضرب الشاطئ بقوة. في وسط الغرفة كانت هناك مرآة قديمة مغطاة بقماش أسود. اقتربت أمل من المرآة وسحبت القماش بحذر. عندما ظهرت المرآة، رأوا فيها انعكاسهم... لكن كان هناك شيء آخر. خلفهم في المرآة، ظهر شخص غريب، وجهه غير واضح، يقف في الزاوية.
صرخت نورا وهربت إلى خارج الغرفة، لكن الباب أغلق بقوة خلفهم. حاول علي وخالد فتح الباب، لكن دون جدوى. بدأت الأضواء تخفت، وظهر صوت همس غامض حولهم.
"لقد جئتم... لكنكم لن تخرجوا."
ثم اختفى كل شيء. المرآة تحطمت من تلقاء نفسها، وانتشرت الشظايا في كل مكان. في تلك اللحظة، أدركوا أنهم عالقون في المنزل.
الفصل الرابع: البحث عن مخرج
بعد أن هربوا من الغرفة المسكونة، عادوا إلى الطابق السفلي محاولين إيجاد مخرج. لكن الأبواب التي دخلوا منها كانت مغلقة بإحكام، وكأن المنزل قرر أن يحتجزهم. كانت الرياح تضرب النوافذ بعنف، وصوت البحر كان أشبه بزئير مرعب.
"علينا أن نجد طريقة للخروج!" قال خالد وهو يحاول كسر نافذة، لكن حتى الزجاج كان يبدو كأنه غير قابل للكسر.
بينما كانوا يتجولون في المنزل، اكتشفوا بابًا صغيرًا مخفيًا خلف أحد الجدران في المطبخ. فتحوا الباب ليجدوا سلمًا يقودهم إلى قبو مظلم. لم يكن لديهم خيار سوى النزول.
الفصل الخامس: القبو المظلم
عندما نزلوا إلى القبو، شعروا بأن الهواء أصبح أكثر برودة بشكل لا يصدق. كان القبو مليئًا بالصناديق القديمة والكتب المغبرة. لكن في الزاوية، كانت هناك لوحة قديمة معلقة على الحائط، تظهر عائلة تقف أمام المنزل.
قال علي بصوت منخفض: "هذه هي العائلة التي غرقت هنا."
بينما كانوا يقتربون من اللوحة، بدأت العيون في اللوحة تتحرك، وكأنها تراقبهم. ثم ظهر صوت ضحكة خافتة. فجأة، انفتح صندوق قديم في الزاوية، وخرج منه ضوء أحمر غريب.
أمل، التي كانت دائمًا الأكثر فضولًا، اقتربت من الصندوق. بدا وكأن الصندوق يدعوها. عندما نظرت بداخله، رأت شيئًا غريبًا: كانت هناك دمية قديمة بوجه مشوه، وعيناها الحمراء تلمعان بشكل شيطاني.
"هذه الدمية..." همست أمل.
فجأة، انطفأ الضوء في القبو، وأصبحت الأمور أكثر رعبًا.
الفصل السادس: اللعنة تتحقق
في الظلام، سمعوا صوت خطوات تقترب. هذه المرة، لم يكن مجرد وهم. شيء ما كان يتحرك نحوهم. كانت الأرواح التي تسكن المنزل قد استيقظت. شعرت نورا بأيدٍ باردة تلمس كتفها، وعندما استدارت، رأت وجهًا شاحبًا مخيفًا يحدق بها من الظلام.
صرخت وهربت نحو السلم، لكن الباب انغلق أمامها. كانت الأصوات تملأ القبو، وكأن الأرواح قد حاصرتهم.
"علينا إعادة الدمية إلى مكانها!" صرخ علي.
بدأوا يبحثون عن أي دليل يشير إلى مكان هذه الدمية. وفجأة، تذكرت أمل أسطورة كانت قد قرأتها عن المنزل: "الدمية هي روح الفتاة الصغيرة التي غرقت، وإذا لم تُعد إلى البحر، ستبقى اللعنة قائمة."
الفصل السابع: المواجهة الأخيرة
هرع الأصدقاء إلى الطابق العلوي مع الدمية، وقرروا أن يأخذوها إلى الشاطئ. عندما وصلوا إلى الخارج، كانت العاصفة في أوجها. الأمواج كانت تحطم الشاطئ بقوة، والرياح تعصف بجنون. وقفوا أمام البحر، وقرروا أن يلقوا بالدمية في المياه.
لكن قبل أن يفعلوا ذلك، ظهرت أمامهم صورة غريبة في الهواء: فتاة صغيرة بوجه شاحب وعينين حزينتين.
قالت الفتاة بصوت متقطع: "ساعدوني... أعيدوني إلى حيث أنتمي."
وبدون تردد، ألقت أمل الدمية في البحر. فور سقوطها في المياه، هدأت العاصفة، واختفت الصورة الشبحية للفتاة.
الفصل الثامن: النهاية الغامضة
في الصباح، كان المنزل هادئًا. عندما استيقظ الأصدقاء على شاطئ البحر، شعروا وكأنهم عاشوا كابوسًا. لكنهم لم ينسوا ما رأوه وما عاشوه. رغم كل شيء، غادروا المنزل أخيرًا، وهم يعرفون أنهم لن يعودوا إليه أبدًا.
لكن بعد أن ابتعدوا، ظهر على الشاطئ أثر أقدام صغيرة تسير نحو البحر……