غابة الأرواح الملعونة

غابة الأرواح الملعونة

5 المراجعات

عنوان القصة: غابة الأرواح الملعونة

كانت المجموعة تتألف من خمسة أصدقاء مقرّبين: ريم، عمر، سلمى، كريم، وندى. كانوا جميعًا من محبي المغامرات والخروج عن المألوف. لذا، لم يترددوا عندما خطرت في بالهم فكرة قضاء عطلة نهاية الأسبوع في كوخ صغير وسط غابة نائية، على الرغم من التحذيرات المتكررة من سكان البلدة القريبة حول الأساطير المرعبة المرتبطة بتلك الغابة. الغابة كانت محاطة بغموض غريب. قال أحد سكان البلدة: "أناس دخلوا الغابة ولم يعودوا أبدًا." بالطبع، لم يهتم الأصدقاء بهذه القصص، ظنّين أنها مجرد خرافات شعبية.

كانت الرحلة في البداية ممتعة. صوت ضحكاتهم كان يعلو على أصوات الغابة الغامضة. لكن مع اقترابهم من الغابة، بدأت الأجواء تتغير. تحولت الرياح الهادئة إلى هبوب بارد، وكأن الغابة نفسها تستعد لاستقبالهم. الأشجار كانت طويلة ومتراصة بإحكام، تمنع ضوء الشمس من الوصول للأرض.

"هل أنتم متأكدون أن هذا هو الطريق الصحيح؟" سألت ريم، التي كانت دائمًا الأكثر حذرًا في المجموعة.

"بالتأكيد، اتبعنا التعليمات بشكل صحيح"، قال عمر وهو يحاول التخفيف من توترها. "سنكون في الكوخ بعد قليل."

عندما وصلوا أخيرًا إلى الكوخ، كان المكان يبدو قديمًا ومنسيًا. نوافذه مغلقة، والأعشاب نمت حوله بشكل عشوائي. رغم ذلك، كان الأصدقاء متحمسين. "سيكون هذا مكانًا رائعًا لقضاء الليلة!" قال كريم وهو يحاول رفع معنويات الجميع.

الفصل الأول: إشارات غريبة

بعد أن استقروا في الكوخ، أشعلوا النار وتناولوا عشاءً بسيطًا. الجو كان هادئًا بشكل مقلق، حتى أن الغابة بدت وكأنها تراقبهم. بعد بضع ساعات، بينما كانوا يجلسون حول النار، بدأوا يسمعون أصواتًا خافتة تأتي من بين الأشجار. صوت خطوات، لكنه غير طبيعي. كان الصوت يقترب ثم يتراجع، وكأن أحدهم يتجول حول الكوخ.

"ما هذا الصوت؟" سألت ندى، وهي تحاول النظر من النافذة.

"ربما حيوانات برية"، قال عمر. "لا داعي للقلق."

لكن ريم شعرت بشيء غريب. كانت الظلال في الغابة تتحرك بطريقة غير طبيعية، وكأن شيئًا أو شخصًا يراقبهم من بعيد.

"علينا البقاء داخل الكوخ الليلة، وعدم الخروج لأي سبب كان"، قالت ريم بحزم.

الجميع اتفق على البقاء، رغم أن القلق بدأ يتسلل إلى نفوسهم. لكنهم لم يعرفوا أن تلك الأصوات كانت أول إشارات الخطر الذي كان يقترب.

الفصل الثاني: الاختفاء الأولimage about غابة الأرواح الملعونة

في الصباح، استيقظوا ليجدوا أن عمر قد اختفى. في البداية، ظنوا أنه ربما خرج للتجول في الغابة بمفرده. لكن مع مرور الساعات دون أن يظهر، بدأ القلق يتحول إلى رعب.

"علينا البحث عنه!" قالت سلمى. "لا يمكن أن يكون بعيدًا."

تفرق الأصدقاء في مجموعات صغيرة للبحث عن عمر. وبعد ساعات من البحث دون جدوى، وجدوا جثته معلقة على شجرة في عمق الغابة. لكن الجثة لم تكن عادية. كانت مغطاة برموز غامضة مرسومة على جلده، وعيناه مفتوحتان وكأن شيئًا قد أرهبه حتى الموت.

ارتجف الجميع عند رؤية الجثة. لم يعرفوا كيف يتعاملون مع هذا الموقف، ولا من كان يمكن أن يرتكب هذه الجريمة البشعة. ريم كانت الأكثر تماسكًا، رغم أن الخوف كان واضحًا في عينيها.

"علينا المغادرة الآن!" قالت وهي تحاول السيطرة على الموقف.

لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة. عندما عادوا إلى الطريق الذي جاءوا منه، وجدوا أن الطريق اختفى. كان وكأن الغابة تمددت حولهم، تحاصرهم ولا تدعهم يغادرون.

الفصل الثالث: ظهور الشر

في الليلة التالية، بينما كانوا يحاولون التفكير في خطة للخروج من الغابة، سمعوا صوت خطوات تقترب مرة أخرى. لكن هذه المرة، لم تكن مجرد خطوات. كان الصوت واضحًا وثقيلًا، كأن شيئًا أو شخصًا يقترب منهم ببطء.

"من هناك؟!" صرخ كريم وهو يركض نحو النافذة.

لكن لم يكن هناك أحد. رغم ذلك، استمر الصوت بالاقتراب. فجأة، انطفأت الأضواء، وسادت الظلمة داخل الكوخ. بدأ الجميع يشعر بالخوف المتزايد. "علينا أن نخرج من هنا!" صرخت ندى.

حاولوا جميعًا الهروب من الكوخ، لكن بمجرد خروجهم إلى الخارج، واجهتهم صورة مرعبة: رجل طويل القامة، مشوه الوجه، يقف بين الأشجار، عينيه مشعتين بالشر. كان يحمل سكينًا في يده، وعليها آثار دماء.

"إنه هو!" صرخت ريم.

حاولوا الركض والهرب، لكن الرجل المشوه كان يطاردهم بسرعة مذهلة. تمكن من الإمساك بـ كريم وسحبه إلى الغابة. صراخ كريم تردد في الأجواء، لكنه تلاشى بسرعة، ولم يعد له أثر.

الفصل الرابع: الحل الغامض

لم يتبقَ الآن سوى ريم، سلمى، وندى. كانوا مرعوبين ويحاولون يائسين إيجاد طريقة للنجاة. ريم كانت الأكثر هدوءًا، وبدأت تربط الأحداث ببعضها. "هذه الرموز... ليست مجرد زخرفة. إنها طلاسم قديمة"، قالت وهي تتفحص الرموز المرسومة على جسد عمر وكريم.

"ماذا يعني ذلك؟" سألت سلمى.

"أعتقد أن هناك لعنة على هذه الغابة. وربما هذه الطلاسم هي المفتاح لإيقاف اللعنة."

في تلك اللحظة، سمعوا صوتًا قادمًا من أعماق الغابة. كان الصوت واضحًا وثابتًا: "لن تخرجوا من هنا... أنتم لي."

كانوا يعرفون أن الوقت ينفد، وأنهم إذا لم يفعلوا شيئًا قريبًا، سيواجهون نفس المصير المروع. قرروا محاولة العثور على الرجل المشوه ومواجهته مباشرة.

تتبعت ريم وسلمى وندى الأصوات التي كانت تأتي من الكهف في عمق الغابة. عندما وصلوا، وجدوا الكهف مليئًا بالرموز الغامضة، والرجل المشوه يقف في وسط الكهف، عيناه متوهجتان.

"أخيرًا أتيتم..." قال بصوت منخفض ومخيف.

الفصل الخامس: المواجهة النهائية

اندفعت ريم نحو الرجل المشوه وهي تحمل سكينًا قديمة عثروا عليها في الكوخ. حاولت مهاجمته، لكن الرجل كان قويًا للغاية. وبينما كانت تحاول مقاومته، بدأت الغابة نفسها تتفاعل. الأشجار بدأت تهتز، وكأن الأرواح التي سكنت الغابة كانت تستعد للانتقام.

سلمى وندى بدأتا بتمزيق الرموز المرسومة على جدران الكهف. مع كل رمز يتم تدميره، بدا الرجل المشوه يضعف. "إنها تعمل!" صرخت ندى.

في النهاية، سقط الرجل على الأرض، وتلاشت الأرواح التي كانت تحيط به. الغابة عادت إلى هدوئها المعتاد، واللعنة بدت وكأنها قد انتهت.

الفصل السادس: الخروج من الكابوس

عندما أشرقت الشمس في اليوم التالي، تمكنت ريم وسلمى وندى من العثور على الطريق الذي اختفى في الليلة السابقة. خرجن من الغابة وهن مرهقات نفسيًا وجسديًا، لكنهن نجون من كابوس لا ينسى.


النهاية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

14

متابعين

16

متابعهم

57

مقالات مشابة