مارك والبيت المهجور
في قرية صغيرة تقع في أعماق الغابات المظلمة، كان هناك منزل قديم ومهجور يعرف بـ "منزل الظلال". يقول السكان المحليون إنه تاريخه يمتد لعقود عديدة، وتحكي الشائعات عن أرواح شريرة تتجول فيه.
كان هناك شاب اسمه مارك، فضولي بطبعه، قرر الدخول إلى "منزل الظلال" لرؤية ما إذا كانت القصص صحيحة. كانت الساعة توشك على منتصف الليل، والهدوء الذي يكتنف الغابة جعل كل صوت يبدو مخيفًا.
عندما دخل مارك المنزل، شعر بأجواء باردة تلفه، وكأن شياطين
الليل تراقبه. كانت الغرف مظلمة، والنوافذ مغلقة بإحكام، مما جعل الغرف تبدو وكأنها قبور مظلمة. وفي الزوايا الظلام يتسلل، ويشعر مارك بأن الجدران تتنفس حياة خفية.
فيما يتجول مارك داخل المنزل، سمع أصوات غريبة تأتي من غرفة مظلمة في الطابق العلوي. كانت تلك الأصوات تشبه إلى حد كبير صوت خطوات ثقيلة تتقدم نحوه. انقضى مارك بسرعة في اتجاه الدرج، لكنه شعر بشيء يمسك بكتفه بقوة.
توقف مارك، ولم يستطع التحرك. كان يشعر بالبرودة الشديدة تنتشر في جسده، وكأن يداً غير مرئية تمتد من وراءه. صوت همسات غريبة يتسلل إلى أذنه، تتلاشى وتعود بشكل غير واضح.
بينما كان يقف مارك في هذا الظلام المخيف، شاهد ظلالًا يتحركون في كل اتجاه حوله. كانوا يأتون من كل زاوية، يتلاعبون بالظلام ويندملون في الجدران. كأن الظلال تأخذ أشكالًا مروعة لترهب قلبه.
فجأة، انطفأت الأنوار، والمنزل غرق في الظلام التام. سمع مارك ضحكات هستيرية وصرخات مدوية، ولكن لم يكن هناك أحد في المنزل، سوى هو والظلام الذي يحيط به. حاول مارك الجري، ولكن كلما حاول الهروب، زادت الظلال تورطًا وتكاثفًا حوله.
وفي لحظة من الفزع، عادت الأنوار فجأة. وجد نفسه وحيدًا في الغرفة التي كان فيها قبل أن تنطفئ الأنوار، دون أي أثر للظلال أو الأصوات المرعبة. لم يكن هناك سوى هدوء الليل العميق.
خرج مارك من المنزل بسرعة، وكأنما لم يكن قلبه يزال ينبض بشكل هادئ. لم يكن يعرف هل كانت الظلال حقيقية أم كانت مجرد خيال من وحي خياله المخيف، ولكنه عاش باقي حياته وهو متأكد أن "منزل الظلال" يختفي في الظلام، ينتظر المغامرين الفضوليين ليظهر لهم جانبًا من رعب الليل.