محمود السفاح المجنون
في إحدى القرى النائية، عاش رجل غريب الأطوار يُدعى “محمود” كان يعيش وحده في كوخ قديم على أطراف الغابة الكثيفة، بعيداً عن سكان القرية الذين كانوا يتحاشونه ويخشونه لم يكن أحد يعرف الكثير عن ماضي محمود أو من أين أتى لكنه كان يُعرف بوحشيته وغموضه
على مر السنين بدأت الشائعات تنتشر في القرية حول اختفاء بعض الأشخاص بشكل غامض كان الجميع يخشون التحدث عن الأمر علانية لكن القصص التي تناقلها الناس خلف الأبواب المغلقة كانت مرعبة. قيل إن كل من يقترب من كوخ محمود لا يعود أبداً
تزايدت الشكوك عندما لاحظ السكان أن كل ضحية تختفي تُرى آخر مرة وهي تسير بالقرب من الغابة المحيطة بكوخ محمود ومع مرور الوقت بدأ الرعب يتغلغل في نفوسهم عندما عثروا على بقايا عظام بشرية ملقاة على أطراف الغابة وكأنها تعرضت لتشويه فظيع
بدأت الشائعات تتحدث عن أن محمود ليس مجرد قاتل، بل سفاح يأكل لحم ضحاياه. كان البعض يزعمون أنهم سمعوا صرخات بعيدة تأتي من اتجاه كوخه في الليالي المظلمة. ومع اختفاء المزيد من الأشخاص، بدأ الخوف يتزايد بين سكان القرية.
ذات ليلة مظلمة، قرر شاب شجاع يُدعى "علي" مواجهة الخوف وكشف الحقيقة حول محمود علي كان صديقًا لأحد المختفين ولم يعد يحتمل الانتظار أخذ سكيناً معه وانطلق نحو الغابة متجهاً إلى كوخ السفاح
عندما وصل علي إلى الكوخ لاحظ أنه كان غارقاً في الظلام ولا يوجد سوى ضوء خافت ينبعث من الداخل تقدم ببطء، متجنباً أي صوت حتى وصل إلى النافذة ونظر إلى الداخل ما رآه جعله يجمد في مكانه
محمود كان جالساً إلى طاولة خشبية، وأمامه جثة هامدة وقد بدأ في تقطيع لحم الضحية ببطء وبعناية. كان يتصرف كما لو كان يجهز وجبة عشاء عادية، بلا أي تعبير عن الندم أو الذنب وعلى وجهه ابتسامة باردة تُظهر متعته البشعة بما يقوم به
تراجع علي عن النافذة وهو يشعر بالرعب يتسرب إلى عروقه ولكن قبل أن يتمكن من الهروب خرج صوت من داخل الكوخ “أعلم أنك هنا” قال محمود بصوت هادئ لكنه مرعب "لماذا لا تنضم إلي؟"
بدأ علي يركض بسرعة نحو القرية غير قادر على استيعاب ما رآه. عندما وصل إلى القرية أخبر الجميع بما حدث في تلك الليلة، اجتمع السكان معًا مسلحين بما استطاعوا من أدوات وذهبوا إلى الكوخ
ولكن عندما وصلوا لم يجدوا سوى كوخ مهجور ومحمود قد اختفى دون أثر كما لو أنه لم يكن هناك قط تبقت فقط العظام والبقايا لتذكرهم بالرعب الذي عاشوه
منذ ذلك الحين لم يجرؤ أحد على الاقتراب من الغابة وأصبحت قصة السفاح الذي يأكل لحم ضحاياه مجرد أسطورة يتناقلها الناس لكن الخوف الذي خلفه ظل عالقًا في نفوسهم لسنوات عديدة.