"بيت آنفيلد المسكون: القصة الحقيقية التي أرعبت بريطانيا"
الليلة المرعبة في ريف إنجلترا: قصة بيت آنفيلد المسكون
مقدمة
في عالمنا، تنتشر العديد من القصص التي تخيف القلوب وتبث الرعب في النفوس، ولكن عندما تكون القصة حقيقية، يصبح الأمر أكثر إرباكًا ومرعبًا. واحدة من أشهر هذه القصص هي قصة بيت آنفيلد المسكون، التي وقعت في ريف إنجلترا في السبعينيات، وظلت حتى يومنا هذا إحدى أكثر الحوادث التي أثارت الجدل حول وجود قوى خارقة للطبيعة. هذه القصة ليست مجرد أسطورة، بل هي واقع شهده العديد من الأشخاص، بما في ذلك الشرطة والمحققين في الأمور الخارقة.
بداية القصة
في عام 1977، عاشت عائلة هودجسون في بيت قديم في حي هادئ من ضواحي لندن. الأم، بيغي هودجسون، كانت تعيش مع أطفالها الأربعة: مارجريت، جانيت، جوني، وبيلي. بدأت الأمور بشكل عادي جدًا حتى ليلة غامضة في أغسطس من ذلك العام، عندما بدأت الفتيات بسماع أصوات غير طبيعية قادمة من الغرف المجاورة. في البداية، اعتقدوا أن الأمر مجرد حلم أو خيال أطفال، لكن سرعان ما تصاعدت الأمور بشكل مرعب.
تصاعد الأحداث
بعد عدة ليالٍ، بدأ الأثاث في المنزل يتحرك بشكل غير مبرر. تم دفع الكراسي عبر الغرف، وسقطت الأواني من فوق الرفوف. ذات ليلة، لاحظت جانيت أن سريرها يهتز بعنف من تلقاء نفسه. عندما ذهبت الأم بيغي لتطمئن، لم تستطع أن تفسر ما تراه أمامها: كانت قطع الأثاث تتحرك كأنها تحركها قوة غير مرئية.
مع تصاعد الأحداث، بدأ الأطفال يسمعون أصوات همسات غريبة، كأن هناك شخصًا غير مرئي يتحدث في الغرف. وعندما حاولوا تتبع المصدر، لم يجدوا شيئًا سوى ظلال تمر بسرعة من حولهم.
استدعاء الشرطة
بعد أن أصبح الوضع لا يحتمل، قررت بيغي الاتصال بالشرطة. عندما وصل الضباط، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً حتى شهدوا بأنفسهم بعض الظواهر الغريبة. إحدى الشرطيات أكدت أنها رأت كرسيًا يتحرك بمفرده عبر الغرفة، دون أي تدخل بشري. ومع ذلك، لم تتمكن الشرطة من تقديم تفسير لما يحدث، ولكنهم كانوا متأكدين من شيء واحد: أن هذا البيت ليس عاديًا.
تدخل المحققين الروحيين
مع ازدياد الخوف واليأس، تم استدعاء المحققين الروحيين للتحقيق في ما يحدث. إدوارد وارين وزوجته لورين، وهما أشهر المحققين في الحوادث الخارقة للطبيعة، جاءا إلى بيت آنفيلد للتحقيق في هذه الظاهرة. بعد عدة جلسات، اكتشف الزوجان أن المنزل مسكون بروح رجل يُدعى "بيل" الذي توفي في هذا البيت قبل سنوات.
بيل كان شخصية عدائية، وكان يزعم أنه لا يريد ترك المنزل. أثناء إحدى جلسات التواصل مع الروح، بدأت جانيت، ابنة بيغي، تتحدث بصوت عميق وغريب. الصوت كان مختلفًا تمامًا عن صوتها العادي، وادعت أنها تتحدث نيابة عن بيل. خلال هذه الجلسات، سجل المحققون عشرات التسجيلات الصوتية لظواهر خارقة تحدث أمام أعينهم.
التفاصيل المخيفة
خلال التحقيقات، زادت الأمور رعبًا. في إحدى الليالي، تم قذف قطع أثاث كبيرة من مكانها دون أي تفسير منطقي. كما أن الأبواب والنوافذ كانت تُغلق وتُفتح بقوة شديدة، دون أن يمسها أحد. كما تم تسجيل أصوات ضحكات مخيفة تأتي من زوايا مظلمة في المنزل.
الأكثر رعبًا، هو أن الأطفال بدأوا يعانون من حالات نوم غير مبرر، وكوابيس مرعبة تُوقظهم في الليل. جانيت على وجه الخصوص بدأت تُظهر سلوكيات غير طبيعية، وكأن هناك قوة خفية تسيطر عليها.
النهاية الغامضة
بعد عامين من الرعب المستمر، بدأت الأحداث الغريبة تتلاشى تدريجيًا. ببطء، عاد المنزل إلى طبيعته، لكن العائلة لم تستطع البقاء هناك لفترة طويلة. انتقلوا إلى مكان آخر بحثًا عن الراحة. حتى يومنا هذا، تظل قصة بيت آنفيلد واحدة من أكثر القصص الموثقة عن البيوت المسكونة، وألهمت العديد من الكتب والأفلام.
الخاتمة
قصة بيت آنفيلد المسكون هي واحدة من أكثر القصص المرعبة التي شهدها القرن العشرين، وهي تظل لغزًا لا يجد له العلماء تفسيرًا واضحًا. تثير هذه القصة التساؤلات حول ما إذا كانت هناك بالفعل قوى خارقة للطبيعة تؤثر في حياتنا، أم أن الأمر كله مجرد سلسلة من الصدف والهلوسات الجماعية. لكن بالنسبة لعائلة هودجسون، كانت تلك التجربة حقيقية للغاية، ومرعبة بما يكفي لتبقى محفورة في ذاكرة كل من عاشها.