قصة رعب البيت الازرق

قصة رعب البيت الازرق

0 المراجعات

 

**"لطالما كانت القصص والمواقف الغامضة مثار اهتمام الإنسان منذ الأزل، حيث تجذبنا تلك اللحظات الغامضة التي تمزج بين الحقيقة والخيال. في هذا النص، سنتناول قصة مليئة بالأحداث المثيرة التي تسير بنا عبر أجواء من الغموض والرعب. استعد لاستكشاف عوالم مجهولة، حيث تختلط الأصوات غير المفهومة بالظلال التي تلوح في الأفق، وتنمو الأسئلة بلا أجوبة. إنها حكاية عن البيت الأزرق، المكان الذي يحمل في طياته أسرارًا دفينة ينتظر الجميع كشفها."**

في أحدِ الأحياءِ القديمةِ، كان هناك بيتٌ قديمٌ يُعرفُ بينَ السكانِ بالبيتِ الأزرقِ. على الرغمِ من أنَّ لونَهُ الأزرقَ الباهتَ كان قد طُمِسَ مع مرورِ الزمنِ، إلا أنَّ الاسمَ ظلَّ عالقًا بينَ أهلِ الحيِّ. لم يسكنْ أحدٌ فيهِ منذُ عشراتِ السنينِ، وكان كلُّ من مرَّ بجانبِهِ يشعرُ بوخزةِ خوفٍ غيرِ مبررةٍ.

تحيطُ القصصُ بالبيتِ الأزرقِ، وكلُّ واحدةٍ أكثرُ غرابةً من الأخرى. كان الناسُ يقولونَ إنَّ الأرواحَ تسكنُهُ، وأنَّ أصواتَ همساتٍ غامضةٍ تُسمَعُ في الليلِ. لكنَّ القصةَ الأكثرَ رعبًا كانت تلك التي تتحدثُ عن عائلةٍ كانت قد سكنتْ هناكَ منذُ زمنٍ بعيدٍ.

تقولُ الأسطورةُ أنَّ العائلةَ كانت مكونةً من أبٍ وأمٍّ وطفلتِهم الصغيرةِ ليلى. كان البيتُ الأزرقُ في ذلكَ الوقتِ مليئًا بالضحكِ والحياةِ. ولكن في ليلةٍ مظلمةٍ وعاصفةٍ، اختفتْ ليلى بشكلٍ غامضٍ. بحثوا عنها في كلِّ مكانٍ، ولكن دونَ جدوى. لم يعثروا لها على أثرٍ، واختفى كلُّ أثرٍ للحياةِ في البيتِ الأزرقِ بعدَ ذلكَ الحادثِ.

بعدَ مرورِ سنواتٍ، لاحظَ الجيرانُ أمورًا غريبةً تحدثُ في البيتِ. أضواءٌ تتوهجُ في الليلِ رغمَ أنَّ البيتَ كان مهجورًا، وأصواتُ ضحكٍ طفوليٍّ تُسمَعُ من داخلِهِ، حتى بعدَ أنْ تأكدَ الجميعُ أنَّهُ لا يوجدُ أحدٌ بالداخلِ. من بينِ القصصِ التي تمَّ تداولُها، كانت هناكَ حكايةٌ عن رجلٍ قررَ استكشافَ البيتِ الأزرقِ بدافعِ الفضولِ.

دخلَ الرجلُ البيتَ في ليلةٍ مظلمةٍ، وشعرَ ببرودةٍ شديدةٍ رغمَ أنَّ الجوَّ كان صيفيًا في الخارجِ. كان هناكَ شعورٌ بالخوفِ يسيطرُ عليهِ كلما تقدَّمَ نحوَ الداخلِ. وبينما كان يمشي في الممراتِ المظلمةِ، شعرَ بأنَّ هناكَ عينينِ تراقبانهِ. وفجأةً، سمعَ صوتَ ضحكةٍ طفوليةٍ تقشعرُّ لها الأبدانُ. نظرَ حولهُ، لكنهُ لم يجدْ شيئًا.

ثم، من العدمِ، ظهرتْ أمامهُ فتاةٌ صغيرةٌ ترتدي فستانًا أبيضَ ممزقًا وملطخًا بالترابِ. كانتْ عيناها شاحبتينِ وملامحُها تحملُ نظرةً حزينةً. أدركَ الرجلُ على الفورِ أنَّها ليلى، الطفلةُ التي اختفتْ منذُ سنواتٍ. حاولَ الهربَ، لكنَّ البابَ أغلقَ بقوةٍ خلفهُ. بدأتْ ليلى تتحركُ ببطءِ نحوهُ، وهمستْ بصوتٍ مخيفٍ: "لماذا تركوني؟"

في لحظةِ رعبٍ، هجمَ عليهِ شعورٌ بالضيقِ الشديدِ، وكأنَّ شيئًا كان يسحبُ الهواءَ من رئتيهِ. وقبلَ أن يفقدَ الوعيَ، سمعَ آخرَ كلماتِ ليلى: "لن يغادرَ أحدٌ هذا المكانَ."

في الصباحِ، وجدَ الجيرانُ بابَ البيتِ الأزرقِ مفتوحًا على مصراعيهِ، ولكن لم يُعثرْ على أيِّ أثرٍ للرجلِ. ولم يجرؤْ أحدٌ على دخولِ البيتِ الأزرقِ منذُ ذلكَ اليومِ، حيثُ يُقالُ إنَّ روحَ ليلى الغاضبةِ لا تزالُ تجوبُ داخلَهُ، تبحثُ عن منقذٍ لها، أو ربما ضحيةٍ جديدةٍ.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة