قصة الرعب: "الظل في المرآة"

قصة الرعب: "الظل في المرآة"

1 المراجعات

في قرية نائية، كانت هناك أسطورة تتحدث عن مرآة قديمة، يُقال إن من ينظر إليها بعد منتصف الليل يرى ظلًّا غريبًا. كان الجميع في القرية يتجنبون الاقتراب من تلك المرآة، لكن ليلى، فتاة شجاعة، لم تستطع مقاومة الفضول.

في ليلة عاصفة، قررت ليلى أن تستكشف الحقيقة وراء الأسطورة. تسللت إلى منزل العجوز التي كانت تمتلك المرآة. كان المنزل مظلمًا وموحشًا، وصدرت أصوات غريبة من الرياح التي تعصف بالخارج. عندما دخلت الغرفة، وجدت المرآة الكبيرة مغطاة بغبار الزمن.

تقدمت بخطوات حذرة، ورفعت الغطاء عن المرآة. في البداية، لم ترَ شيئًا سوى انعكاس وجهها. لكن فجأة، بدأت الصورة تتشوه، وظهر ظلٌ خلفها. كان ظلًا مظلمًا، بلا ملامح، يتحرك ببطء نحو ليلى. شعرت بالخوف يتسلل إلى قلبها، لكنها تماسكت وقررت أن تتحدى ذلك الظل.

"من أنت؟" سألت، لكن لا رد. ظلّ يقترب ببطء، وكأنما يراقبها. تراجعت ليلى، لكنها لم تستطع الابتعاد عن المرآة. فجأة، همس الظل بصوت خافت، "أنت من اخترت النظر إليّ."

أصابها الذعر، وبدأت تتراجع بسرعة نحو الباب. لكن الباب كان مغلقًا بإحكام. حاولت مرارًا فتحه، لكن لم يكن هناك جدوى. كانت تدرك أنها محاصرة، وأن الظل يقترب أكثر فأكثر.

في تلك اللحظة، تذكرت ما قاله جدها عن قوة الإيمان. جمعت شجاعتها وصاحت: "أنا لا أخاف منك! أنا قوية!" تلاشى الظل للحظة، وكأن كلماتها أثرت فيه.

لكن الظل عاد مرة أخرى، هذه المرة بشكل أكثر عنفًا. "لن تخرجي من هنا!" صرخ. شعرت ليلى بأن قلبها سيتوقف من الخوف. لكن في لحظة حاسمة، استجمعت شجاعتها وألقت بنفسها نحو المرآة، متمنية أن تتمكن من كسر السحر الذي يحيط بها.

انفجرت المرآة فجأة، وخرجت منها أشعة ضوء ساطعة. شعرت ليلى بأن شيئًا غير مرئي يدفعها للخارج. في لحظة، وجدت نفسها في الحديقة الخارجية، بعيدًا عن المنزل.

لكنها لم تكن وحدها. كان هناك أشخاص من القرية، وقد سمعوا صرخاتها. أخبرتهم بما حدث، لكن لم يصدقها أحد. اعتبروا ما حدث مجرد خرافات.

منذ تلك الليلة، لم تعد ليلى كما كانت. أصبحت تبحث عن الظل في كل مرآة، تتساءل إن كان سيعود. كانت تعلم أن هناك شيئًا مظلمًا يراقبها، وأن الأسطورة لم تنته بعد

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

0

مقالات مشابة