البيت الملعون تحديا
في إحدى القرى الصغيرة، كان هناك بيت مهجور على أطراف البلدة يعرفه الجميع باسم "البيت الملعون". كانت الأشجار المحيطة به كثيفة، ويبدو البيت من بعيد وكأنه يختبئ خلفها. لم يجرؤ أحد من أهل القرية على الاقتراب منه بعد غروب الشمس، فقد انتشرت عنه الكثير من القصص المرعبة.
تقول الأسطورة إن هذا البيت كان ملكًا لعائلة ثرية عاشت فيه قبل عقود. ولكن ذات ليلة، اختفت العائلة بأكملها دون أثر، ولم يُعثر على أي دليل يفسر ما حدث لهم. منذ ذلك الحين، بدأت تحدث أشياء غريبة في البيت. سمع الناس أصواتًا قادمة منه، على الرغم من أنه كان خاليًا تمامًا. كانت الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، وتشتعل الأضواء فجأة في منتصف الليل ثم تختفي.
في أحد الأيام، قرر شاب يُدعى "علي" التحقق من هذه القصص بنفسه. كان علي شجاعًا ولا يؤمن بالخرافات. قال لأصدقائه: “سأدخل هذا البيت الليلة، وسأثبت لكم أنه لا يوجد شيء مخيف.”
عندما حلّ الظلام، ذهب علي إلى البيت الملعون. عند وصوله، شعر بالبرودة تسري في جسده، رغم أن الليلة كانت دافئة. دخل علي عبر الباب الأمامي الذي كان مفتوحًا، وكأن البيت كان ينتظره. عندما خطا إلى الداخل، بدأ يسمع همسات خافتة، وكأنها أصوات بعيدة تنادي باسمه.
تقدم علي بحذر عبر الممرات المظلمة. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه، لكن عندما استدار، لم يجد أحدًا. ازداد شعوره بالخوف، لكنه استمر في التقدم حتى وصل إلى غرفة كبيرة في الطابق العلوي.
داخل الغرفة، كانت هناك مرآة قديمة معلقة على الحائط. عندما اقترب منها علي، رأى شيئًا مرعبًا. لم يكن انعكاسه هو ما ظهر في المرآة، بل صورة لرجل غريب بملامح مشوهة ينظر إليه بعينين مظلمتين. بدأ علي يشعر بأن الأرض تهتز تحته، وبدأت الجدران تقترب منه ببطء.
حاول الهروب، لكنه شعر بأن شيئًا غير مرئي يسحبه نحو المرآة. سمع صوتًا يهمس في أذنه: "أنت الآن جزء من اللعنة." في تلك اللحظة، اختفى علي داخل المرآة، ولم يره أحد مجددًا.
في اليوم التالي، عثر أهل القرية على حقيبة علي بالقرب من البيت، لكنه لم يعد إلى منزله أبدًا. أصبحت قصته جزءًا من أسطورة البيت الملعون، وازداد خوف الناس من الاقتراب من هذا المكان المريب.