فرانكنشتاين : الخلق والندم
في ليلة عاصفة وغامضة، في أحد القصور البعيدة التي يحيط بها الضباب، جلس الدكتور فيكتور فرانكنشتاين في مختبره المظلم المليء بالأنابيب والمعدات الغريبة. كان مهووسًا بفكرة غريبة قد سيطرت عليه لأشهر: إعادة إحياء الموتى. بعد سنوات من البحث والتجارب، وصل أخيرًا إلى اللحظة التي طالما انتظرها.
قام بجمع قطع من الجثث البشرية من المقابر والأماكن المهجورة، وربطها معًا بمهارة تشبه عمل الخياط الذي يصنع ثوبًا. استمر فيكتور في العمل ليلاً ونهارًا، دون أن ينام أو يستريح، معتقدًا أن العلم هو القادر على التلاعب بالحياة والموت. وفي تلك الليلة، جاءت اللحظة الحاسمة. السماء كانت مشتعلة بالعواصف والرعد، وهو ينتظر البرق ليضرب الأجهزة التي ابتكرها.
وعندما أضاء البرق السماء، انطلق شعاع من الكهرباء إلى جسد الوحش المسجى على الطاولة. بعد لحظات قليلة من الانتظار المرعب، بدأت يد الوحش تتحرك ببطء، ثم فتح عينيه، ليواجه خالقه بنظرة باردة لا تحمل سوى الشر والفراغ.
كان ذلك الكائن مخيفًا في مظهره: طويل وضخم، وجهه مشوه، ومكون من أجزاء بشرية غير متجانسة. رغم نجاح فيكتور في إعادته للحياة، إلا أنه كان يعلم في أعماقه أنه ارتكب خطأً فادحًا. فالوحش، رغم حياته، كان خاليًا من الروح البشرية التي تميز البشر عن الوحوش.
حاول فيكتور الهروب من المشهد المروع، لكنه لم يستطع. الوحش بدأ في استيعاب العالم من حوله، وبدأ يدرك أنه مرفوض ومنبوذ. لم يكن له مكان في هذا العالم. حاول التواصل مع البشر، لكن مظهره المخيف كان سببًا في نشر الرعب أينما ذهب. بدأت الكراهية تنمو في قلب الوحش، وقرر الانتقام من خالقه.
في إحدى الليالي الباردة، قرر الوحش مطاردة فيكتور وعائلته. بدأ بأصدقائه، ثم انتقل إلى أحبائه. لم يترك أحدًا دون أن يترك خلفه آثار دموية. كان انتقامه بطيئًا وقاسيًا. أراد أن يشعر فيكتور بالألم نفسه الذي شعر به عندما أدرك أنه لن يكون يومًا محبوبًا أو مقبولًا.
في النهاية، وجد الوحش فيكتور في مكان بعيد وسط الجبال المغطاة بالثلوج. كانت المواجهة الأخيرة بين الخالق والمخلوق، بين الإنسان والعلم المظلم. قال الوحش : لقد أعطيتني الحياة، لكنك لم تعطني سببًا للعيش. الآن ستعرف ما يعنيه فقدان كل شيء".
انتهت المواجهة بمأساة. فرانكنشتاين مات وحيدًا، وسط الثلوج، بينما اختفى الوحش في الظلام، ولم يعثر عليه أحد مرة أخرى.
النهايه