أولُ غيمةٍ تخترقها خيوطُ الشمس.

أولُ غيمةٍ تخترقها خيوطُ الشمس.

0 المراجعات

كالقاربِ المتعبِ أعودُ إلى شاطئ صدركِ الملوَّنِ بصدفِ النمشِ المثير، كالموج أنسلُّ منْ رملِ يديكِ مرةً، وأعودُ مرةً أخرى فتفيض أنهارُ كفكِ شعرًا، كالريحِ حينَ تُشعلُ جمرةً في غابةِ الشِّعرِ أشتعلُ حبًّا وشوقًا وشعرا هذا المساءْ.

. إني أعوذُ بكِ منَ الشِّعرِ الرجيم، إنّي أحبّكِ حتى يصير هذا الجسمُ رميمًا، فهل تحبينني ؟ هل تُمسكُ خيوطُ الشمسِ بيدين عاريتين كيديكِ؟، 

إني أخافُ أن تشتعلي شعرًا، ثمَّ رمادًا و تُبعثينَ منْ كلِّ قصائدِ الآلهةْ.. 

إياكِ أن تجعلي منَ الحبِّ دينًا، كما فعلتُ، إياكِ أن تجعلي من القلبِ جنةً، كما فعلتُ، إياكِ أنْ ترقصي شبهَ عاريةٍ إذا قرأتِ قصيدةً لامرءِ القيس كما خُيِّلَ لي أن كل نساءِ العالمِ تفعل..

 يا حبيبتي- هذا النداء يلزمهُ شهقة تقطعها الأنفاسُ المتصاعدة بصدري- آهٍ يا حبيبتي لو تبحرينَ معي للشعرِ هذا المساء، تخرُّ الجبالُ، يرقصُ القمرُ البهلوانُ، يعلو السحاب الرهيفُ إلى منتهاهُ.. وتميلين على كتفي كطائرٍ حطَّ على غصنِ زيتونةٍ في أورشليمْ، يهتزُّ عرشُ الشِّعرِ هذا المساء، يكتبُ أصدقائي العزاءَ الأخير، ولا أهتمُّ إلّا لعينيكِ حينَ تدمعينَ.. ليتني أستطيعُ أن لا أحبّكِ، أن لا أكتبُ عنْ عينيكِ الهادئتين، وعنْ كلِّ جيوشي المهزومةِ أمامَ نهديكِ، عنْ قصائدي المسفوكةِ فداءً لخصركِ الأملس، ليتني أرتدُّ عن حبكِ ثمَّ أعودُ نادما وعاشقا وحزينا لأبدأ من جديد.. 

إن الحبَّ يا حبيبتي يحفظُ البدايات، لكنني اكتشفت مملكةً أخرى في الحبِّ، أبدءُ فيها عندما تسأمين، عندما تشعرينَ أني لم أعد أحبكِ، أبدأُ منتحرًا فيكِ، أغوصُ إلى الموتِ حبًّا، أفتحُ نافدةَ الغيبِ وأعرى من كلِّ طقوسِ الحب القديمةِ، أدخلُ دينا جديدًا في الحب، أسكنُ مدنًا أخرى لم يصفها شاعرٌ قبلي، كأن أصفَ الظلَّ حينَ يتشكَّل خجولا تحتَ نهديكِ، أعبرُ، لا أدري إلى أينَ سأعبرُ، لو كنتُ أدرى، لعرفَ العاشقونَ أنني أسلكُ طريقهمْ وأترنحُ سكرانًا بخمرِ العارفين.. أقول لهمْ: أنا لستُ شاعرًا ولا بعضَ شاعرْ، لكنني أريدُ كتابةَ قصيدةً عنِ القمرْ، فحبيبتي تحبُّ القمرْ، تحبُّ الليلَ، تحبُّ السهرْ، أنا لستُ شاعرًا، لكنني أحبُّ المطرْ.. سيبتسمُ العاشقونَ لي، فهلْ تبتسمينَ لي مثلهم؟ لا أريدُكِ أن تكوني مثلهمْ، أنتِ ليسَ مثلكِ شيءٌ ولو مجازًا، أنتِ وبعدكِ لا أدري ما مصيري.. ...... 

عندما سقطَ المطرْ، وابتلَّ شعركِ الأشقرْ، نبتَ في حقولِ الشعرِ الواسعةِ قصبُ السكرْ، فأحببتكِ دونَ اعتراض، ومسحتُ سكينَ شِعري _ منْ دماءِ الجميلاتِ_ بمنديلِ دموعكِ دون اعتراض، سمحتُ لنفسي بكسرِ الوزنِ والإيقاعِ دونَ اعتراض، 
وقلتُ: أحبكِ، أحبُّكِ يا أجملَ اعتراض..

عندما كنتُ وحدي، كنتُ أرسمُ ملامحكِ وأنتشي بتفاصيلها المثيرةِ، كنتُ عاشقًا وهميًّا أو مجنونا أو صفة لا أعرفها، كنتُ أضعُ خانةً على صدركِ وأكتبُ في المرآةِ أمامها  قصيدةً كي لا أنسى مكانها المحدَّدَ، كنتُ أرسمُ معبدًا على فخدكِ الأيسرِ وأدعو قلبي للسجودِ، كنت أرسمُ فراشةً على الكتف الأيمنِ وأنفخُ فيها من روحي لتطيرَ من زهرةٍ لأخرى في الصباح،
عندما كنتُ وحدي كان اللهُ في السماء.

مَشيتُ إليكِ،
فوقَ الماءِ ظلّي
وتحتَ الماءِ،
يغرقُ فيكِ كلِّي.

بلا جهةٍ،
كأنِّي سابحٌ في الفضاءِ الحرِّ،
أصعدُ لتّجلّي 

أصيبُ القلبَ،
قالتْ: لا تُمتني بقبْلتكَ،
القتيلُ أنايَ قُلِّي

هلِ الكلماتُ بينَ الناسِ وردٌ؟
سيذْبلُ في المساءِ،
وأنتِ فُلِّي.

 

لا أريدُ أن أنتهي من الكتابة، أنا شاعرٌ بالخيبةِ خُلقَت كي أغيرَ تاريخَ هذا القلب، هو ألفُ روحٍ وكلّ هذا الجسد الممتد.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

articles

1

followers

2

followings

2

مقالات مشابة