الكوخ المسكون: رحلة إلى فخ الأرواح المظلمة
في قرية نائية تحيط بها الغابات الكثيفة، كان هناك منزل قديم يثير الرعب في قلوب الجميع. لم يكن أحد يجرؤ على الاقتراب منه، فقد تداول أهل القرية قصصًا مرعبة عن هذا المنزل لعقود طويلة. كل من دخل هذا المنزل لم يعد منه أبدًا. البعض يقول إنه مسكون بالأشباح، والبعض الآخر يعتقد أن هناك لعنة قديمة تحيط به.
في يومٍ من الأيام، قرر شاب يدعى "سامي" كشف الحقيقة وراء تلك القصص. سامي لم يكن يؤمن بالخرافات، وكان يعتقد أن كل ما يتحدث عنه أهل القرية هو محض أوهام. استعد بجهاز تصوير وكشاف ضوئي، وتوجه نحو المنزل عند غروب الشمس. عندما وصل إلى بوابة المنزل، شعر ببرودة غريبة تلامس بشرته، لكن عناده دفعه للدخول.
فتح الباب المتهالك بصوت مزعج، وكانت الرائحة الكريهة تملأ المكان. المكان بدا مهجورًا لعقود، والأثاث مكسور، والجدران مغطاة بالغبار والعناكب. بدأ سامي في التقاط الصور للمكان، محاولًا توثيق كل ما يجده، لكنه لاحظ شيئًا غريبًا: كلما التقط صورة، كانت تظهر ظلال غامضة في الصور، رغم أنه لم يكن هناك أحد غيره في المنزل.
تابع استكشافه للطابق السفلي، حيث كانت القصص الأكثر رعبًا تروي أن هناك قبوًا يُحبس فيه الأشخاص ولا يُفتح أبدًا. بحث عن باب القبو، وبالفعل وجده مخفيًا خلف أحد الألواح الخشبية. كان الباب مغلقًا بقفل صدئ، لكن سامي تمكن من كسره بعد عدة محاولات. فتح الباب ببطء، ونزل الدرج المؤدي إلى القبو.
عندما وصل إلى أسفل، شعر بأن الهواء أصبح أكثر كثافة، وكأن شيئًا غير طبيعي يحيط به. القبو كان مظلمًا بشكل مخيف، ولم يكن سوى ضوء الكشاف يضيء المكان. وبينما كان يمشي ببطء، تعثرت قدمه في شيء. عندما وجه الضوء نحو الأرض، رأى صندوقًا قديمًا. بدا الصندوق كما لو أنه لم يُفتح منذ مئات السنين.
دفعه الفضول لفتح الصندوق، وعندما فعل ذلك، ظهرت أمامه أوراق قديمة وممزقة، كانت مكتوبة بلغة غريبة لم يفهمها. لكن أكثر ما لفت انتباهه كان صورة قديمة لعائلة تقف أمام المنزل. كانت الصورة مشوهة قليلاً، لكن وجه أحد الأطفال في الصورة بدا مألوفًا بشكل غريب. عندما دقق النظر، تجمدت الدماء في عروقه؛ الطفل في الصورة كان يشبهه تمامًا.
بدأت الأصوات تتصاعد في القبو. همسات غير مفهومة تحيط به، وضحكات مكتومة تتردد في أذنيه. حاول سامي أن يخرج من القبو، لكنه شعر أن شيئًا يمسكه من قدمه. نظر خلفه، ولم يكن هناك شيء واضح، لكن الإحساس بالخوف كان يغمره.
صعد السلم بسرعة محاولًا الهروب، لكن الباب الذي دخل منه كان قد أغلق بإحكام. حاول فتحه دون جدوى. الأصوات أصبحت أكثر وضوحًا، وكأنها تقترب منه ببطء. شعر بأنفاس ثقيلة خلفه، وعندما استدار، وجد كيانًا مظلمًا يقف في الزاوية، لا يمكن تمييز ملامحه بوضوح، لكنه كان يشع طاقة مرعبة.
في تلك اللحظة، أدرك سامي أنه لن يتمكن من الخروج. البيت لم يكن مجرد مبنى قديم؛ كان فخًا للروح، مكانًا يبتلع كل من يدخل إليه. وعندما حاول الصراخ، لم يكن هناك صوت، كأن البيت قد سرق كل صوت بداخله.
مرت الأيام، ولم يعد سامي إلى القرية. وعندما ذهب بعض الرجال للبحث عنه، لم يجدوا أي أثر له سوى الكاميرا الخاصة به ملقاة على الأرض عند باب القبو. عندما فحصوا الصور على الكاميرا، وجدوا صورًا لسامي، لكن آخر صورة كانت الأكثر رعبًا: كانت صورة لسامي يقف داخل القبو، وخلفه يظهر نفس الكيان المظلم الذي رآه قبل أن تختفي كل شيء.