قصة رعب عن المنازل القديمة التي تحمل اسرار مرعبة وغامضة
"المنزل على تلة الغموض"
في إحدى الليالي الشتوية الباردة، قرر "أدهم" وزوجته "ليلى" الانتقال إلى منزل جديد يقع في قرية نائية بعيدًا عن صخب المدينة. كان المنزل قديمًا يعود إلى القرن التاسع عشر، ولكن جماله وسعره المغري جعلاه يبدو وكأنه فرصة لا يمكن تفويتها. عند وصولهما إلى المنزل لأول مرة، كانت الرياح تعصف حولهما، والمطر يهطل بغزارة. لكن "أدهم" و"ليلى" لم يهتما بذلك، فقد كانا متحمسين لبدء حياة جديدة في هذا المكان.
في الليلة الأولى، كان كل شيء هادئًا إلى أن بدأت "ليلى" تشعر بشيء غريب. كانت تسمع أصوات خطوات خفيفة على الأرضية الخشبية العتيقة، ولكن عندما تنظر حولها، لا تجد أحدًا. حاولت تجاهل الأمر، وأقنعت نفسها بأن هذه مجرد أوهام نتيجة التعب.
مع مرور الأيام، بدأت الأمور تصبح أكثر غرابة. الأبواب تُفتح وتُغلق من تلقاء نفسها، والأضواء تومض وتطفئ بشكل مفاجئ. في إحدى الليالي، استيقظ "أدهم" ليجد "ليلى" واقفة أمام النافذة وهي تنظر إلى الخارج بثبات. عندما اقترب منها وسألها عن السبب، قالت إنها كانت ترى شخصًا يقف عند حافة الغابة المحيطة بالمنزل، لكنه اختفى عندما أدار لها ظهره. بالطبع، لم يكن هناك أحد عندما خرج "أدهم" ليتفقد الأمر.
بدأت "ليلى" تشعر بالخوف أكثر، خصوصًا بعد أن استمرت في رؤية نفس الرجل يقف عند نفس المكان كل ليلة. لكن "أدهم" لم يكن يرى أي شيء، واعتقد أن زوجته بدأت تعاني من الهلوسة. حاول تهدئتها وأخبرها بأن المنزل قديم، وهذه الظواهر قد تكون نتيجة تآكل في البنية التحتية أو مشاكل كهربائية.
ولكن في إحدى الليالي، سمع "أدهم" بنفسه صوتًا غريبًا. كان صوت نحيب منخفض يأتي من قبو المنزل. أخذ مصباحه وتوجه نحو القبو ليكتشف ما إذا كان هناك شيء خاطئ. القبو كان مظلمًا وباردًا، والجو بدا كثيفًا كأن الهواء نفسه لا يريد التحرك. وبينما كان يمشي في القبو، لاحظ وجود باب صغير في الزاوية، كان مغلقًا بإحكام. دفع الباب ببطء ليكتشف غرفة صغيرة مليئة بالأتربة، وكانت هناك رائحة عفنة تملأ المكان.
في تلك اللحظة، لمح شيئًا في زاوية الغرفة. كان صندوقًا قديمًا مغطى بالغبار. فتحه ليجد بداخله مجموعة من الصور القديمة وبعض الوثائق. وبينما كان يتفحص الصور، شعر بشيء غريب. كانت الصور لعائلة قديمة كانت تسكن هذا المنزل، ولكن كان هناك شخص مفقود في الصور. هناك فجوة غريبة في الصورة العائلية، وكأن هناك شخصًا تم محوه عمداً.
عاد "أدهم" إلى الطابق العلوي وأخبر "ليلى" بما وجده، ولكنها لم تكن مفاجأة بالنسبة لها. أخبرته بأنها تشعر بأن هناك روحًا غاضبة في المنزل، وأن هذا الشخص الذي كانت تراه في الغابة قد يكون مرتبطًا بطريقة ما بتلك العائلة. رغم محاولاتها لشرح ما تشعر به، "أدهم" ظل متشككًا.
ولكن في تلك الليلة، تغير كل شيء.
في منتصف الليل، استيقظ "أدهم" على صوت صراخ. اندفع نحو غرفة "ليلى"، ليجدها ممددة على الأرض، ترتعش بشدة وعيناها تحدقان في السقف. حاول إيقاظها، لكنها كانت غارقة في حالة من الذعر الشديد. وبينما كان يحاول تهدئتها، شعر بشيء غريب يزحف على جسده. نظرت عيناه إلى السقف، وهناك رآه: كيان مظلم كان يتسلل ببطء نحوهم، مظهره غير واضح وكأنه مزيج بين الدخان والظل.
حاول "أدهم" الهرب، ولكن الكيان بدأ يقترب بسرعة، وبدأت الغرفة تغمرها برودة قاتلة. فجأة، شعر بيد تمسكه من كتفه، كانت "ليلى" قد استيقظت، وبعيون مليئة بالخوف أخبرته أن عليهما مغادرة المنزل فورًا.
ركض الزوجان خارج المنزل، ولم يتوقفا حتى وصلا إلى سيارتهما. جلسا داخل السيارة، يرتجفان من الرعب، وقررا ترك المنزل إلى الأبد.
في اليوم التالي، عادا لجمع أمتعتهما بمرافقة أحد الجيران الذي أخبرهما بحقيقة مخيفة: منذ سنوات طويلة، كانت تعيش في هذا المنزل عائلة تعرضت لمأساة غامضة. أحد أفراد العائلة، وهو الابن الأكبر، اختفى في ظروف غريبة ولم يعثر له على أثر. ومنذ ذلك الحين، قيل إن روح ذلك الشاب تطارد المنزل، باحثة عن الانتقام أو الحل.
غادر "أدهم" و"ليلى" المنزل دون أن يلتفتا إلى الوراء. وفي كل مرة يتذكران تلك الليلة المرعبة، يشعران وكأن الكيان المظلم لا يزال ينتظرهما في مكان ما، في زاوية مظلمة من العالم.
لخاتمة
هذه القصة تمثل إحدى الأمثلة العديدة على أن المنازل القديمة قد تحمل في جدرانها أسرارًا مظلمة، وأن الأرواح قد تبقى عالقة في عالمنا، تبحث عن شيء لا نستطيع فهمه. ولكن السؤال الذي يبقى هو: هل تلك الأرواح تسعى للانتقام، أم أنها ضحية للغموض الأبدي الذي لا ينتهي؟