قصص رعب الجزة التاني للكبار فقط🔞
|»قبر العجوز الساحرة«|
القبور هي الاماكن التي يحل بها الظلام، الهدوء حيث تجدها قابعة وساكنة في هدوء مريب، من يدخلها يشعر وكأن روحه باتت معلقة ويتأثر بكل ما يحدث بداخلها حتى وإن كانت نسمة خفيفة من الهواء
•إن القبور قادرة على إثارة الرعب داخل النفوس والفزع الأكبر، ولا أحد منا يمكنه أن ينكر أنها تثير التوتر و القلق من كل ذلك أنها تزيد من فضول الواحد منا بدرجة من الممكن أن تكون سببا في أذى كبير يلحق به
هذة القصة حدثت معي بالفعل منذ فترة زمنية ليست ببعيدة تتجاوز السنتين ومن يومها رحل عنا والدي رحمه الله وتغمده برحمته، ذهبنا للمقابر والتي كانت بعيدة للغاية عن مساكننا وكانت بمكان منعزل بالجبال، كنت ممن ذهب للمقابر للدفن وتوديع والدي، وبعد الانتهاء من الدفن وكل شيء عاد الجميع معاذ انا
على الرغم من محاولاتهم الجادة في عودتي برفقتهم إلا إنني أبيت ذلك وآثرت البقاء بجانب والدي، مكثت أقرأ بجواره القرآن الكريم، أبي كان أحب الأشخاص إلى قلبي فطوال حياتي كان يحبني، وكان بمثابة الصديق الصدوق والأب الحكيم الحنون الغالي والعزيز على قلبي في نفس الوقت؛ لم أتحمل صدمة رحيله ولم أتحمل فكرة بقائه وحيدا بعيدا عني تحت التراب.
•كنت حينها لازلت صغيرا في السن، وأول حالة وفاة تمر علي في حياتي، وأتذكر أن عقلي حينها وكأن خطبا ما أصابه لم يستوعب ما حدث، أما عن عيني فالدموع لم تجف بها ولا للحظة واحدة، أتذكر يومها أن حالتي كان يرثى لها
كل من عائلتي حاولو إقناعي بالعودة معهم، والبعض منهم من حاول أن يؤنسني ويظل معي ولكني رفضت بشدة، وكانت كلماتهم لي ليس من الحكمة البقاء وحيدا بالمقابر ولاسيما ليلا والظلام الحالك من حولك، كانت تعبيرات وجوههم تزداد رعبا حينما يذكرون بأن المقابر مكان وموضع يهابه الجميع، ويتعجبون ويستنكرون من موقفي برغبتي بالبقاء وحيدا وليلا
وبقيت بمفردي بجوار قبر والدي رحمه الله أقرأ ما حفظت من القرآن الكريم وكان كل الفضل في ذلك يرجع إليه، فقد كان على الدوام يحثني ويشجعني على حفظ القرآن الكريم كاملا؛ وفجأة بينما كنت أقرأ والدموع تسيل من عيني من شدة ألم الفراق سمعت صوتا يصدر من داخل القبر، اقتربت ولازلت أقترب حتى جعلت أذني على القبر نفسه
قلت في نفسي هل صوت أبي
وصرخت مناديا على حارس المقبرة، والذي لم يقصر معي فأتاني بكل سرعة وسألته برعب ملموس بنبرة صوتي عما إذا كان يسمع صوتا مثلما أسمع؟!، فأجابني وقد ظهر عليه القلق علي بأنه لا يسمع شيئا ولم يتركني وحيدا وأخذني وأوصلني حتى المنزل
•وكنت متيقنا بأنني سمعت صوتا من قبر والدي، صوتا كان أشبه بصوت الصراخ وكأن شخصا يستغيث، عندما عدت ذهبت لعمي وسألته هل فعلا مات أبي يا عمي؟!، وهل تأكدتم بأنه مان فعليا فلربما دخل في غيبوبة وأنزلناه قبرا معتما، ماذا لو دفناه حيا يا عمي
استغرب عمي من كلامي وأخبرني بأن والدي تعرض لحادث، وعلى الرغم من إنعاشه ودخوله لأكثر من عملية جراحية إلا إنه لم يستعيد وعيه، ومكث قرابة الشهر الكامل فاقدا لوعيه، ويوم رحيله عن الحياة توقف قلبه ومخه وجميع وظائف جسده عن العمل، فكيف يعقل أن ندفنه حيا
شيئا ما بداخلي يخبرني بأن أبي لازال على قيد الحياة، وأن هذه الصرخات صرخات استغاثة منه، لذا باليوم التالي ذهبت للمقبرة ومكثت هناك أقرأ القرآن وأدعو له الله سبحانه وتعالى أن يرحمه ويغفر له حتى حل الظلام ولم أنتبه لذلك، انتبهت حينما سمعت نفس الصرخات فاقتربت من مصدر الصوت ولازلت أقترب حتى فوجئت بأن الصوت مصدره القبر التي بجوار قبر والدي، حاولت أن أقرأ المكتوب على القبر ولمن، ففوجئت باسم محذوف بطريقة عجيب
هرعت مسرعآ لحارس المقبرة وأعطيته وصف القبر وطريقة حذف الاسم المكتوب عليه سألته لمن يعود ومتى دفن صاحبها، اعترفت له عن مدى صعوبة الأصوات التي سمعتها على يومين متتاليين من هذه القبر المريب
•وكانت إجابة حارس المقابر كالصاعقة التي حلت بقلبي، لقد أخبرني قائلا: “يا بني ألم أحذرك من البقاء وحيدا بالمقابر ولاسيما عند حلول الظلام يا بني لا تتدخل في عالمهم فعالمهم ليس كعالمنا، وعلى الرغم من كل ذلك إلا إني سأخبرك وسأبرد نيران قلبك، هذه القبر يعود لسيدة عجوز وقد كانت في محياها ساحرة مشعوذة لا تجيد شيئا بحياتها إلا الأذى والضرر والتعامل مع خدام الجن الأشرار؛ ومنذ أن دفنت يا بني وعلى الدوام لا أسمع إلا أصوات صرخات مخيفة للغاية ولكني لم أتدخل نهائيا، واسمها حذفه بهذه الطريقة التي رأيتها امرئ ممن آذتهم بحياتها
رحلت عن المقابر ولم أعود إليها من حينها، والأغرب من كل ذلك أن أصوات العجوز لاتزال تلاحقني بين الحين والآخر حتى يومنا هذا.