الظل في المرآة
قصة رعب “الليل في المرآة”
في إحدى الليالي المظلمة، جلست ليلى في غرفتها، تتأمل المرآة الكبيرة التي تزين جدارها. كانت المرآة قديمة، وقد ورثتها عن جدتها، وكان بها شيء غامض يجذب انتباهها. بينما كانت تحاول التركيز على دراستها، بدأت تشعر بشيء غير مريح في الجو.
فجأة، انطفأت الأضواء، وغطى الظلام الغرفة. شعرت ليلى بالقلق، لكنها قررت أن تستمر في الدراسة. وقفت بالقرب من المرآة، وفي تلك اللحظة، لاحظت شيئًا غريبًا. كان هناك ظل يتحرك في الخلفية، لكنه لم يكن هناك أحد في الغرفة سواها.
بدأت تشعر برعشة تسري في جسدها. اقتربت من المرآة، وبدأت تتفحصها عن كثب. بينما كانت تحدق في سطحها، لاحظت أن الصورة تعكس شيئًا مختلفًا. في المرآة، كانت ترى نفسها، ولكن خلفها، كان هناك كائن مظلم، ذو عيون حمراء متوهجة.
قلبها بدأ ينبض بسرعة، وكادت تشعر بأنها ستفقد وعيها. حاولت أن تستدير وتنظر خلفها، لكن لم يكن هناك شيء. عادت بنظرها إلى المرآة، ولاحظت أن الكائن قد اقترب أكثر. كان يبدو وكأنه يمد يده نحوها، كما لو كان يحاول الخروج.
ليلى، في حالة من الذعر، تراجعت خطوة إلى الوراء. لكن المرآة كانت تنبض بالحياة، وأخذت تعكس أشياء لم تكن تستطيع رؤيتها. سمعت همسات غامضة، وكلمات غير مفهومة تتردد في أذنيها، مما زاد من خوفها.
تذكرت قصة جدتها عن المرآة، وكيف أنها كانت تُستخدم في الماضي لاستحضار الأرواح. تمنت لو أنها لم تتجاهل تحذيراتها. بينما كانت تفكر في كيفية الهروب، شعرت بشيء يلمس كتفها. التفتت لتجد نفسها وحيدة، ولكن في المرآة، كان الكائن قد اقترب منها أكثر.
أصرت على الهروب، ولكنها وجدت نفسها عالقة في دائرة من الخوف. حاولت جاهدة أن تغلق عينيها، لكن الصوت همس في أذنها، قائلاً: "لا تفرطي في الأمل". في تلك اللحظة، أدركت أن المرآة لم تكن مجرد زينة، بل كانت بابًا لعالم آخر، عالم مليء بالرعب والخوف.
استجمعت قواها وركضت نحو الباب، فتحت الباب بسرعة وهربت من الغرفة. لكن خلفها، في المرآة، ظل الكائن يراقبها، عاقدًا العزم على الانتقام.
مرت ليلى بليلة لن تنساها أبدًا، وعرفت أن المرآة كانت أكثر من مجرد زجاج، بل كانت سجنًا للأرواح التي لا تُنسى.