قصة رعب مخيفه جدا
في ليلة خريفية باردة، كانت الرياح تعصف بالأشجار العالية، وتنحني الأغصان تحت قوتها كما لو أنها تهمس أسرارًا قديمة. "سليم"، وهو شاب في الثلاثينيات من عمره، عاش وحيدًا في بيت قديم بُني على أطراف قرية نائية. ورث هذا البيت عن أجداده الذين حذروه دائمًا من الغابة التي تحيط بالمكان. تلك الغابة كانت دائمًا محط إشاعات القرية، حيث يقال إنها مأوى للأرواح الشريرة التي تظهر في الليالي المظلمة.
سليم لم يكن يصدق هذه القصص، لكن شيئًا ما كان يشعر به مؤخرًا يثير الريبة في نفسه. منذ أسابيع قليلة، بدأ يسمع أصواتًا غريبة في الليل، همسات تأتي من الغابة كأنها تناديه باسمه. تجاهل الأمر في البداية، لكنه في كل ليلة كان يشعر بازدياد وضوح تلك الهمسات، وكأن شيئًا ما يقترب منه.
في تلك الليلة، قرر سليم أن ينهي هذا الغموض. حمل مصباحه اليدوي وخرج إلى الفناء الخلفي. كانت الغابة تبدو أكثر سوادًا مما اعتاد عليه. ضوء المصباح كان خافتًا أمام العتمة التي بدت كأنها تغمر كل شيء. تقدم بخطوات مترددة نحو حدود الغابة، حيث كان دائمًا يتوقف عند هذا الحد، لكنه في هذه الليلة قرر أن يتخطى هذا الحاجز.
بينما كان يسير بين الأشجار الكثيفة، كانت الرياح تصدر أصواتًا غريبة وكأنها تحاول منعه من التقدم. وبينما هو يمشي، شعر فجأة بشيء يتحرك بين الأشجار. استدار بسرعة ووجه المصباح نحو المكان، لكنه لم ير شيئًا. كان قلبه ينبض بقوة، لكنه تابع السير، وهو يقول لنفسه إنها مجرد أوهام.
فجأة، سمع صوتًا واضحًا خلفه، صوت خطوات بطيئة ومتتابعة. تجمد في مكانه، وشعر ببرودة غريبة تسري في عروقه. استدار ببطء، ووجه المصباح نحو مصدر الصوت. عندها رأى ما لم يتوقعه أبدًا.
على بعد أمتار قليلة، كان يقف شخص مغطى برداء أسود طويل، وجهه مخفي تحت ظل غطاء الرأس. توقف سليم للحظات وهو يحاول أن يستوعب ما يراه، لكن الكيان لم يتحرك. أضاء سليم وجه الكيان بالمصباح، وتجمدت الدماء في عروقه.
كان الوجه الذي يراه هو وجهه هو! لكن مشوه بشكل مخيف. عيون غارقة في سواد مطلق، وفم ملتوي بشكل غير طبيعي. حاول سليم أن يخطو خطوة للخلف، لكن الكيان تقدّم نحوه بسرعة غير متوقعة. قبل أن يتمكن سليم من الهرب، امتدت يد الكيان وأمسكته من رقبته بقوة.
همس الكيان بصوت خافت ومخيف: "لقد عدت لأخذ ما هو لي...".
صرخ سليم بقوة وحاول المقاومة، لكن قبضته كانت كالفولاذ، وشعر وكأن شيئًا يسحبه نحو الأرض. الأرض تحت قدميه بدأت تتحول إلى شيء يشبه الرمال المتحركة، وبدأ يغرق في الظلام. صرخ، لكن صوته لم يصل إلى أحد. فجأة، اختفى كل شيء.
في صباح اليوم التالي، عندما لم يظهر سليم في القرية، قرر بعض السكان الذهاب للبحث عنه. عندما وصلوا إلى بيته، وجدوا الباب مفتوحًا على مصراعيه، والغرفة الرئيسية خالية تمامًا. لا أثر لسليم، لكن على الأرض كانت هناك آثار أقدام مغطاة بالطين، تتجه نحو الغابة. بعض الشيوخ في القرية قالوا إن الأرواح الشريرة أخذته، وأنه قد لا يعود أبدًا. لكن أحدهم، بنبرة غامضة، همس: “ربما هو العائد... من الظلام.”