همسات من الليل
كنت في تلك الليلة الهادئة جالسًا في غرفتي، أعمل على مشروعي الجامعي. كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل، والجو خارجًا يبدو ساكنًا. فجأة، شعرت بشيء غريب. نظرت حولي، لكن لم يكن هناك شيء غير عادي.
لكن في الزاوية، كان هناك ظل. لم أستطع أن أميز ما هو، لكنه كان يتحرك ببطء. حاولت أن أركز، لكن كلما اقتربت منه، كلما كان يبتعد قليلاً. شعرت بقلبي ينبض بسرعة، وبدأت أرى أشياء غير موجودة.
قررت أن أطفئ الأضواء وأحاول النوم، لكن الظل لم يختف. سمعت همسات غامضة، وكأن هناك من يناديني. كانت الكلمات غير واضحة، لكن شعرت بالخوف يتسرب إلى داخلي.
بعد لحظات، شعرت بشيء يلمس كتفي. استدرت بسرعة، لكن لم يكن هناك أحد. فقط الظل، الذي أصبح أكثر كثافة الآن. حاولت الهروب، لكن قدميّ كانت كأنها مثبتة في الأرض.
في تلك اللحظة، أدركت أن هذا ليس مجرد ظل، بل شيء آخر. شيء يعيش في زوايا غرفتي، يتغذى على خوفي.
بدأت ليلى تشعر بأن الظل ليس مجرد خيال. في كل مرة كانت تدخل الغرفة، كان الظل يزداد وضوحًا، وكأن هناك شيئًا يريد أن يُخبرها بشيء. قررت ليلى أن تستكشف ماضي المنزل، فقامت بالبحث في المكتبة المحلية.
عندما عادت إلى المنزل، وجدت كتابًا قديمًا يتحدث عن عائلة كانت تعيش في هذا المنزل قبل عقود. كانت هناك قصة حزينة عن فتاة تُدعى مريم، التي فقدت حياتها في حادث مأساوي، وكان يُشاع أنها ما زالت تسكن المكان.
في تلك الليلة، بينما كانت ليلى نائمة، جاءها حلم غريب. رأت مريم، وهي ترتدي فستانًا أبيض، تشير إليها من الزاوية. كان هناك شعور عميق بالحزن في عينيها. استيقظت ليلى وهي ترتجف، وعرفت أنها يجب أن تتواصل مع مريم.
في الليلة التالية، قررت أن تترك ورقة في الغرفة، كتبت فيها: "أنا هنا لمساعدتك". وضعت الورقة في الزاوية حيث يظهر الظل. بعد لحظات، شعرت ببرودة في الهواء، وظهرت أمامها صورة مريم، تبتسم برفق.
قالت مريم بصوت مليء بالحنان: "أحتاج إلى مساعدتك لأحرر روحي. هناك شيء مفقود في هذا المنزل." بدأت ليلى تبحث في كل ركن، حتى وجدت صندوقًا قديمًا مخفيًا تحت الأرضية. فتحته لتجد فيه رسائل قديمة وصور لعائلة مريم.
مع كل اكتشاف، بدأت مريم تظهر بشكل أكثر وضوحًا، حتى أصبح بإمكان ليلى رؤية ملامح وجهها. أخبرتها مريم عن الحب الذي فقدته، وطلبت منها أن تضع الصور في مكان مقدس في المنزل.
بعد أن قامت ليلى بذلك، شعرت بارتياح كبير يملأ الغرفة. الظل بدأ يتلاشى، وكأنه يودعها. قبل أن تختفي تمامًا، قالت مريم: "شكرًا لك، ليلى. لقد حررتني."
عادت ليلى إلى حياتها الطبيعية، لكن لم تنسَ أبدًا تلك الليلة