قصه بتوحي عن ظلام الليل وام بتحاول تطمن اطفالها عشان ميخافوش
"ظل في الليل"
في إحدى القرى النائية، حيث تكتنفها الغابات الكثيفة والأشجار العالية، كانت تعيش عائلة صغيرة مكونة من الأب والأم وطفليهما. كانت الحياة في تلك القرية هادئة، لكن الغموض كان يلفها، خاصة عندما كانت الشمس تغرب وتتحول السماء إلى ظلال داكنة.
في إحدى الليالي، بينما كانت العائلة تجلس حول المدفأة، بدأت الأم تحكي للأطفال قصة عن "ظل الليل". كان يُقال إنه كائن يعيش في الغابة، يتجول تحت ضوء القمر، يبحث عن ضحاياه. كانت تروي كيف أن الناس الذين فقدوا في الغابة كانوا يُسمعون أصواتاً غريبة قبل أن يختفوا. كان الأطفال يستمعون بشغف، لكنهم شعروا بالخوف أيضاً.
في صباح اليوم التالي، قرر الطفل الأكبر، الذي يُدعى سامي، أن يذهب في رحلة استكشافية إلى الغابة مع صديقه. على الرغم من تحذيرات والدته، كان الفضول يدفعهما للذهاب. انطلقا في صباح مشمس، وكأن شيئاً لن يحدث.
تعمقا في الغابة، وبدأت الأشجار تحجب ضوء الشمس، مما جعل الجو غريباً وبارداً. بينما كانوا يستكشفون، سمعوا صوت خرير غريب. كان الصوت يأتي من عمق الغابة، حيث تتداخل الظلال مع بعضها. قرر سامي وصديقه الاقتراب ويحاولن اضاءة المكان بالكبريت
مع تقدمهم، بدأ الصديقان يشعران بشيء غريب، كأن شخصاً يراقبهما. ولكن لم يكن هناك أحد حولهما. بعد فترة، اكتشفا كهفاً صغيراً مغطى بالأعشاب. فضولهم دفعهما لدخول الكهف. كان الظلام حالكاً، لكنهما استطاعا رؤية بعض الرسومات الغريبة على الجدران.
بينما كانا يتأملان الرسومات، سمعوا صوت خطوات خلفهما. استداروا بسرعة، لكن لم يجدوا شيئاً. بدأ الخوف يتسرب إلى قلبيهما، وقررا الخروج من الكهف. لكن، حينما قررا الخروج، شعر سامي بشيء يلمس كتفه. التفت ليجد ظلاً طويلاً يقف خلفه، عيونه تتلألأ في الظلام.
"ما هذا؟!" صرخ سامي، وركض مع صديقه باتجاه المخرج. لكن الظل كان أسرع، وقد حاصرهما في عمق الكهف. تملكت الفوضى والرعب قلوبهم، وبدأت الأضواء تتلاشى، بينما سمعا صوتاً غريباً يهمس بأسمائهما.
"اخرجوا، اخرجوا! انه منزلي" كان الصوت يتردد في أذهانهما. لكنهما لم يعرفا إلى أين يذهبا. استمر الظل في التقدم نحوهما، مع كل خطوة كانت قلوبهما تخفق بشدة. ومع ذلك، كان هناك شيء غريب في هذا الظل، فقد كان يبدو وكأنه يأخذ شكل شخص مألوف.
"ماما؟" همس سامي، لكن الظل لم يكن والده. بل كان كائنًا مظلمًا، يتألف من العدم. بدأ الظل يتحدث، بصوت مخيف وبارد: "لقد أتيتم إلى أراضيي، والآن يجب أن تدفعوا الثمن."
في تلك اللحظة، تذكرا ما قالته والدتهما عن الأرواح التي لا تجد طريقها إلى البيت. بدآ يركضان، لكن الظل كان يلاحقهما بلا هوادة. تصاعد الرعب في أعماق قلبيهما، وحاولا التهرب من قبضته.
عندما وصلا إلى المخرج، كان الظل يقترب أكثر. شعرا بحاجتهما للمساعدة، وصراخهم ينطلق في الغابة. فجأة، خرجت ضوء القمر من بين السحب، وسقط على الظل. بدأ يتلاشى شيئاً فشيئاً، وكأنه غير موجود.
استغلا الفرصة وركضا خارج الكهف، حيث كانت الشمس تسطع في الأفق. تنفسا الصعداء، وعادا إلى القرية، حيث استقبلتهم والدتهم بقلق. لكن في أعماقهما، كانا يعلمان أن تلك الليلة كانت مجرد بداية لقصة لم تنته بعد.
منذ تلك الليلة، أصبح سامي وصديقه حذرين من الذهاب إلى الغابة. وكانا يدركان أن الظل كان لا يزال هناك، مختبئًا في الظلام، ينتظر فرصة جديدة للظهور.