ليالي الثانوية العامة المرعبة
في إحدى القرى الهادئة الواقعة على أطراف مدينة صغيرة، كان هناك طالب في الثانوية العامة يُدعى أحمد. كان أحمد يعيش حياة طبيعية مثل أي طالب آخر، يهتم بدروسه ويستعد لامتحانات الثانوية العامة التي كانت تحدد مستقبله. لكن في إحدى الليالي، تغير كل شيء.
كانت الأمطار تهطل بغزارة في تلك الليلة، وكانت الرياح تعصف بقوة. أحمد كان يجلس في غرفته الصغيرة، يراجع بعض الدروس استعدادًا للامتحانات. فجأة، انقطعت الكهرباء. أشعل أحمد شمعة ليتمكن من رؤية كتبه، لكنه لاحظ أن الظلال التي تلقيها الشمعة على الحائط بدت غريبة، كأنها تتحرك من تلقاء نفسها.
لم يهتم في البداية واعتقد أن الأمر بسبب التعب. لكنه بعد لحظات سمع صوتًا خافتًا يأتي من خارج نافذته. كانت الغرفة تطل على حديقة المنزل الخلفية، وكانت الحديقة دائمًا مظلمة ومهجورة ليلاً. فتح أحمد النافذة قليلاً محاولاً سماع الصوت بوضوح، لكنه لم يرَ شيئًا سوى ظلام دامس. قرر تجاهل الأمر وعاد إلى مراجعة دروسه.
بعد مرور نصف ساعة تقريبًا، سمع صوت خطوات قادمة من الطابق السفلي. كانت عائلته كلها نائمة، وكان هو الوحيد المستيقظ. تسلل الخوف إلى قلبه و جسده بالكامل ، لكنه قرر النزول للتحقق. أمسك بشمعة أخرى ونزل ببطء على السلم، وحين وصل إلى الطابق السفلي، توقف الصوت فجأة.
في تلك اللحظة، لاحظ أحمد شيئًا غريبًا. باب القبو كان مفتوحًا قليلاً، وهو يعلم جيدًا أن الباب دائمًا ما يكون مغلقًا لأنه نادرًا ما يتم استخدام القبو. دفع الباب ببطء ودخل، لكن القبو كان فارغًا تمامًا كما كان يتوقع. ومع ذلك، شعر بأن هناك شيئًا غير طبيعي في الهواء، كأن هناك من يراقبه.
بينما كان أحمد يهتم بالخروج من القبو، سمع صوت همسات خلفه ارتبك قليلا ثم . استدار بسرعة، ورأى خيالًا يتحرك في الزاوية. كان الخيال لشخص يرتدي ثوبًا أبيض، وجهه غير واضح بسبب الظلام، لكن عينيه كانتا تلمعان في الظلام بطريقة مخيفة. تجمد أحمد في مكانه، ولم يستطع الصراخ أو التحرك. الشخص أو الكيان الغريب بدأ يتحرك نحوه ببطء، يقترب منه دون أن يصدر صوتًا.
في لحظة يأس، ركض أحمد بأقصى سرعة خارج القبو وأغلق الباب خلفه بقوة. قلبه كان ينبض بسرعة، وبدأ يسمع طرقات قوية على الباب كأن الكيان يحاول الخروج. لم يتوقف الطرق إلا بعد دقائق، لكن أحمد لم يجرؤ على فتح الباب مجددًا.
في اليوم التالي، حاول أحمد إخبار عائلته بما حدث، لكنهم لم يصدقوه، معتقدين أنه كان يحلم أو متوترًا بسبب الامتحانات. ومع ذلك، لم يجرؤ أحمد على النزول إلى القبو مرة أخرى، وكلما مر بجواره، شعر بتلك النظرة المخيفة تراقبه من خلف الباب المغلق.
مرت الأيام، ولكن أحمد لم ينسَ تلك الليلة. وظل يتساءل ما إذا كان ما رآه حقيقيًا أم أنه كان مجرد وهم من مخيلته المثقلة بالتوتر والخوف.