قصة رعب حقيقية وقعت في الجزائر
قصة رعب من الجزائر
في إحدى القرى النامية بالجزائر، انتشرت قصة عن بيتٍ مهجور، كان يعرف بين الناس بأنه مسكون بالأشباح. هذا البيت كان قديمًا، وتحيط به أشجار كثيفة، ويصدر منه صوت صفيرٍ غريب كل ليلة.
يحكى أن هذا المنزل كان ملكًا لرجلٍ غني عاش قبل سنوات طويلة مع عائلته، ولكنهم اختفوا فجأة دون أثر، تاركين كل شيء كما هو. أصبح المنزل مهجورًا منذ ذلك الحين، وكل من حاول العيش فيه كان يهرب بعد أيامٍ قليلة، محملًا بالخوف والرعب.
قرر شابٌ يُدعى "يوسف" أن يكتشف سر هذا البيت، بعد أن تحداه أصدقاؤه للذهاب إليه وقضاء ليلة هناك. كان يوسف جريئًا بطبعه، ولكنه لم يكن يؤمن بالأشباح أو القصص المخيفة.
في ليلةٍ مظلمة، دخل يوسف إلى المنزل وأضاء مصباحه. كان المنزل يبدو قديمًا ومليئًا بالأتربة، وأثاثه مهشم ومتهالك. جلس يوسف في إحدى الغرف، محاولًا التغلب على خوفه، وبدأ يسمع أصواتًا خافتة، كأن أحدهم يهمس باسمه. شعر بقشعريرة تجتاح جسده، لكنه قاوم وأقنع نفسه بأن الأمر مجرد خيالات.
بعد مرور ساعة، سمع خطوات تقترب منه ببطء، وعندما نظر إلى الباب، شاهد ظلًا غريبًا يظهر ويختفي. حاول يوسف الخروج، لكن الباب كان مغلقًا وكأن هناك قوة خفية تمنعه من الهروب. فجأة، رأى وجوهًا مشوهة تظهر في زوايا الغرفة، تقترب منه وتضحك ضحكات باردة.
لم يتحمل يوسف الرعب، وبدأ يصرخ بقوة حتى أغمي عليه. في الصباح، وجده بعض المارة مغمىً عليه أمام المنزل، وعندما أفاق، كان يرتجف ويقول “لن أعود هناك أبدًا… ذلك البيت مسكون حقًا!”
وبعدها، انتشرت القصة أكثر بين أهل القرية، وأصبح بيت الرجل الغني المفقود مكانًا يهابه الجميع، ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه حتى اليوم.
بعد أن انتشرت قصة يوسف مع البيت المسكون، قرر مجموعة من الشباب في القرية، تحت تأثير الفضول وحب المغامرة، أن يذهبوا بأنفسهم للتحقق من صحة القصة. كان من بينهم شابٌ آخر يُدعى "سليم"، الذي لم يكن يؤمن بالخرافات أو القصص المرعبة، بل اعتبر أن كل ما حدث مع يوسف مجرد أوهام.
تجمعت المجموعة أمام البيت المهجور في إحدى ليالي الشتاء الباردة. عندما دخلوا المنزل، شعروا جميعًا بأجواء ثقيلة وغريبة، كأن المكان يحتفظ بأسرارٍ مرعبة. الهواء في الداخل كان باردًا بشكلٍ غير عادي، رغم أنهم كانوا قد أغلقوا الأبواب خلفهم.
وبينما كانوا يتجولون في أنحاء المنزل، بدأت الأصوات تظهر مجددًا. هذه المرة، لم تكن همسات خافتة فقط، بل صرخات مكتومة وأصوات ضحكات مقطعة. بدأت بعض النوافذ تُغلق وتُفتح من تلقاء نفسها، والأثاث يتحرك كأنه مسحور. شعر البعض بالخوف وأرادوا المغادرة، لكنهم تفاجؤوا بأن الأبواب كانت مغلقة بإحكام، كما لو أن قوة خفية تمنعهم من الخروج.
سليم، الذي كان يحاول الحفاظ على هدوئه، شعر فجأة بشيءٍ باردٍ يلمس كتفه. التفت سريعًا، لكنه لم يجد أحدًا خلفه. وبينما هو يبحث حوله، لاحظ أن المرآة الموجودة في زاوية الغرفة بدأت تُظهر وجوهًا مخيفة، وكأنها تتنفس ببطء وتقترب منهم. لم يستطع التحمل وصرخ قائلاً: “من أنتم؟ ماذا تريدون؟”
رد عليه صوتٌ غريب من العدم، قائلاً: "هذا بيتنا… ولن يخرج أحدٌ من هنا حيًا!" بدأت الأضواء في المنزل تتذبذب، وازداد الجو برودة بشكل مرعب. وفي لحظةٍ من الرعب والارتباك، قرر الجميع الركض بأقصى سرعة نحو الباب ومحاولة تحطيمه. وبمعجزةٍ ما، انفتح الباب أمامهم فجأة، وركضوا جميعًا خارج البيت دون أن ينظروا خلفهم.
بعد تلك الليلة، تغيرت حياة كل من دخل ذلك البيت؛ كانوا يرون ظلالًا غريبة في الليل، ويسمعون همسات حتى في منازلهم. أصبحت القرية بأكملها تعرف أن البيت المهجور ليس مجرد أسطورة، بل يحتوي على أسرار مخيفة وقوى خارقة للطبيعة.
ومنذ ذلك الحين، أصبح المنزل معزولًا تمامًا، ولم يجرؤ أحدٌ على الاقتراب منه أو حتى المرور بجانبه في الليل.