المنزل المهجور الذي لا يرحل عنه ساكنوه!
في يوم من الأيام، استأجر راجل بيت على أطراف الغابة، وكان البيت ده مهجور بقاله فترة طويلة، وماكنش فيه حد ساكن فيه. صاحب البيت قرر يعمل فيه صيانة كاملة، يغير الديكور، ويطليه من جديد، وبعد كده عرضه للإيجار. الراجل ده جه واستأجره هو ومراته وأولاده.
بيحكي الراجل عن تجربته الغريبة اللي حصلت له هناك، وبيقول: "نقلت أمتعتي للبيت ده، وقضينا أول ليلة فيه مع مراتي وأولادي. كانت ليلة هادئة وجميلة، وبعد كام يوم استقررنا في البيت ده. كنت مبسوط جداً بالمنظر اللي على أطراف الغابة، وأولادي كانوا فرحانين جداً بالحديقة الصغيرة اللي جنب البيت اللي كانوا بيقضوا فيها اليوم كله بيلعبوا ويمرحوا.
كنت بروح شغلي الصبح وأرجع بالليل، وكان نومي عميق عشان أقدر أروح شغلي تاني يوم. لكن مراتي كانت بتحب السهر قدام التلفزيون. وبعد أسبوع، جات لي في السرير وهي مش قادرة تتحرك، خايفة جداً، وعينيها مليانة رعب، وقالت لي: "في حاجة غريبة في البيت ده!" فسألتها: "إيه هي؟"، ردت وقالت إنها كل ليلة تسمع صوت ضجة في الممر اللي بيؤدي للمطبخ، وأحياناً تسمع صوت صراخ أطفال وصوت رجليهم وهم بيركضوا في كل حتة في البيت. حاولت أطمنها، وقلت لها دي ممكن تكون أصوات التلفزيون أو المذياع، ونصحتها إنها تواظب على الصلاة وقراءة القرآن عشان تهدأ.
الليلة دي نمنا وكل شيء كان هادي، لكن في اليوم اللي بعده، رجعت متأخر من شغلي، وأنا تعبان جداً. دخلت البيت لقيت مراتي قاعده في ركن البيت، عيونها شاخصة، ومتجمدة من الخوف، عرقانة ومرعوبة. لما فاقت، قالت لي: "كنت قاعدة في الصالة، وفجأة لقيت ست قاعده معايا، وبتتكلم معايا، وقالت لي إنها وعائلتها كانوا ساكنين في البيت ده من زمان، وإنهم مش هيمشوا منه أبداً. نصحتني أدور على مكان تاني ليك وليا."
كنت في حالة صدمة لما سمعت الحكاية دي منها، ولسه مش قادر أصدق، لحد ما ظهر قدامي رجل قصير، وقال لي: "إحنا مش عايزين نأذيكم، بس إحنا أصحاب البيت الحقيقيين، وجينا هنا قبل ما تجي انت بسنين كتير، علشان كده بنطلب منك تدور على مكان تاني."
وافقت على طول أطلع من البيت، وبدأت أبحث عن مكان تاني لي أنا وأولادي. طلبت منه مهلة لحد ما ألاقى بيت تاني، ووافق وقال لي: "مفيش مشكلة، بس خليك بعيد عنا، إحنا مش هنبين ليكم تاني."
في النهاية، رحلنا عن البيت ده قبل ما المدة تخلص، وقلنا خلاص مش هنرجع تاني.