خيوط الماضي: حين يصبح الحب مصيدة

خيوط الماضي: حين يصبح الحب مصيدة

1 reviews

في الجزء الثاني من هذه القصة...

ظننت أنني بدأت أكتشف خيوط الغموض حين رأيت امرأة غريبة في غرفة سرية داخل قصر زوجي رائد، تدّعي أنها والدته رغم أنه قال إنها توفيت منذ سنوات. كنت أظن أنني بدأت أفهم... لكن الحقيقة كانت أعمق، وأشدّ ظلامًا مما تخيلت.

حتى وجدت تلك الرسالة.

رسالة كُتبت بخط أنيق على ورقة قديمة، تقول ببساطة:

"يجب ألا تكتشف الحقيقة أبدًا."

في تلك اللحظة… أدركت أنني أقف على حافة هاوية، والحقيقة التي كنت أبحث عنها قد تكون الشيء الذي يدمرني.

تجمّدت اللحظة... وكأن الزمن توقف

الصورة في يدي، وعيناي مثبتتان على وجه رائد. لونه شحب فجأة، وبدأت يداه ترتجفان. كلماته الأخيرة ترنّ في أذني:

"كنت أعرف أن هذه اللحظة ستأتي."

لم يكن صوته يحمل دهشة… بل استسلامًا مريرًا، وكأنني لم أكتشف سرًا بل أزلت ستارًا عن حقيقة ظلّت تنتظر انكشافها.

همستُ:

رائد؟ ماذا يعني هذا؟ لماذا تملك صورتي وأنا طفلة؟ ومنذ متى؟

لكنه لم يجب. فقط نظر إلى الصورة وكأنها تحمل لعنة لا يُمكن كسرها. ثم رفع رأسه، وعيناه تمتلئان بشيء غريب… خليط من الحزن، والخوف، وربما الحب أيضًا.

قال بصوت متقطّع:

لم يكن زواجنا صدفة يا حبيبتي… لقد كنتِ دائمًا قدري.

حين يتحول الحب إلى سؤال

شعرت بقلبي يهبط. سألته وأنا بالكاد أتمالك نفسي:

هل كنت تراقبني طوال هذا الوقت؟ هل كل ما عشناه كان جزءًا من خطة؟

أشار إلى الأريكة:

أجلسي. هناك أشياء كثيرة عليكِ معرفتها. قصة بدأت قبل أن نلتقي… ولا تكتمل إلا بكِ.

الطفولة، الفقد، والربط الغامض

جلسنا، وكان الصمت بيننا كثيفًا كالغبار الذي يسبق العاصفة. ثم بدأ يحكي. حكى عن طفولته، وكيف أن فقدان والديه لم يكن مجرد حادث مأساوي، بل مؤامرة كانت تستهدف عائلته بسبب النفوذ والمال.

قال:

في تلك الليلة، اختبأت في حديقة منزلنا. رأيتُ سيارة غريبة تهرب. ثم ظهرت سيارة أخرى، توقفت أمام منزل مجاور… وخرجت منها فتاة صغيرة، تبكي، تحمل دمية ممزقة. كانت تلك الفتاة أنتِ.

أخرج قلادة من جيبه. قلادة صغيرة تحمل نقشًا غريبًا.

سقطت منكِ في الحديقة. واحتفظت بها طوال هذه السنوات. كنتِ الشيء الوحيد الذي أعاد إليّ الإحساس بالأمل في تلك الليلة المظلمة.

من حب إلى هوس؟

كنت مشوشة… هل كانت قصة حب أم هوس؟

سألته:

لماذا لم تخبرني منذ البداية؟ لماذا كل هذا الغموض؟

أجاب بصوت خافت:

لأني لم أكن متأكدًا أنك ستصدقينني. خفتُ أن تريني مهووسًا. أردت أن أبني علاقتنا على ما هو حقيقي أولاً… قبل أن أعترف بالحقيقة كاملة.

قصر الأحلام… أم حصن الأسرار؟

مع مرور الأيام، كشف لي رائد المزيد من التفاصيل الصادمة. الأجنحة المغلقة في القصر لم تكن للزينة. كانت تحتوي على أجهزة مراقبة، وغرف تحكم، وملفات أمنية.

حتى الخدم… لم يكونوا سوى حراس شخصيين متنكرين.

قال:

الطبيب الذي رأيته… ليس طبيبًا فحسب. هو أيضًا خبير أمني، يساعدني على البقاء حيًا، وعلى إبقاءكِ آمنة من أولئك الذين يسعون خلفنا.

الشك ينبت في القلب…

رغم كل تلك الاعترافات، كان داخلي يتآكل. هل أنا حقًا زوجة… أم رهينة في قصة أكبر مني؟ بدأت الكوابيس تطاردني. وجوه مجهولة، همسات غامضة، شعور دائم بأنني مراقبة.

حتى رائد… بدأت أشك فيه.

الرسالة التي غيّرت كل شيء

ذات ليلة، وبينما كنت أفتّش في كتبه القديمة، سقطت ورقة مطوية بعناية. رسالة قديمة، مكتوبة بخط يد أنيق… لكنها لم تكن موجّهة لرائد.

بل لشخص آخر.

كانت تتحدث عن "الخطة، وعن "الهدف"، وفي النهاية كتبت جملة واحدة فقط بخط عريض:

"تأكد من أن الفتاة لن تكتشف الحقيقة أبدًا... يجب أن تبقى في الظل."

في تلك اللحظة، تجمّدت دمي في عروقي.

هل رائد ضحية… أم جزء من المؤامرة؟

من كتب تلك الرسالة؟
ما هي الحقيقة التي لا يُفترض أن أكتشفها؟
هل رائد كان بدوره لعبة في يد شخص آخر؟
أم أنه من البداية كان يعلم… وكان يخفي أكثر مما أظهر؟

يتبع...

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

0

followings

1

similar articles