
رواية النداء الأخير
الفصل الأول: الصندوق الخشبي
في مساء خريفي هادئ، وبينما كان "حسام" يرتّب أغراض جده الراحل، وجد صندوقًا خشبيًا صغيرًا مخبأً تحت سريره القديم. بدا عليه الغبار ومرور الزمن، لكنه كان مغلقًا بإحكام وقفل نحاسي صدئ. لم يكن هناك مفتاح، لكن فضوله كان أقوى من أن يتجاهله.
أحضر مفكًا صغيرًا وحاول فتحه، وبعد دقائق من الجهد، انفتح القفل فجأة وكأن الصندوق وافق على ذلك. في الداخل، وُجدت رسالة صفراء مطوية بعناية، كتب عليها بخط يدوي أنيق: "افتحها فقط عندما تشعر أن العالم من حولك لم يعد كما تعرفه".
تردّد حسام في البداية، أعاد الورقة إلى مكانها، وأقفل الصندوق مجددًا، لكنه لم يستطع التوقف عن التفكير بها. ما الذي يمكن أن تحتويه؟ ولماذا تُركت له وحده؟ هل كان جده يعلم أنه سيجدها؟
في الليلة نفسها، راوده حلم غريب: كان يقف على سطح عمارة شاهقة في مدينة فارغة تمامًا، والهواء ساكن كالموت. ظهر له وجه جده فجأة، وقال له بصوت خافت: “الوقت ينفد، يا حسام. لا تتأخر.”
استيقظ فزعًا، وقد قرر أن يفتح الرسالة... مهما كانت العواقب.
الفصل الثاني: التحوّل
مرت أيام، وتغيّرت أشياء كثيرة. بدأ حسام يشعر بأن الشوارع التي يعرفها لم تعد كما كانت. وجوه الناس أصبحت جامدة، وكأن الحياة تسربت منهم. الأصوات اختفت، وبدأ يسمع نداءً خافتًا كل ليلة، نفس الجملة تتكرر: "افتح الرسالة".
في إحدى الليالي، جلس في شرفته، والنداء يتردد بقوة. قرر فتح الرسالة. عندما فرد الورقة، امتلأ الجو بضوء خافت، وكُتبت الكلمات:
“حسام، لقد تم اختيارك لتكون الحارس الأخير للواقع. إذا قرأت هذه الكلمات، فاعلم أن العالم على وشك الانهيار.”
الفصل الثالث: الحارس
لم يفهم حسام ما المقصود، لكن منذ تلك اللحظة بدأت الأحداث تتسارع. وجد نفسه يرى أشياء لا يراها الآخرون: تشققات في السماء، ظلالًا تتجول بين الناس، وساعة في قلب المدينة تتوقف كل ليلة عند الدقيقة 11:11.
كان عليه أن يتخذ قرارًا. إما أن يتجاهل الأمر ويعيش حياته كما هي، أو أن يتبع النداء حتى النهاية. وفي لحظة صمت تام، سمع الصوت الأخير: "إمّا أن تُغلق الباب، أو أن يبتلعنا الفراغ".
فأغلق الرسالة، وعاد إلى الصندوق، فوضعها فيه، وأقفل القفل بإحكام. في اليوم التالي، عاد كل شيء إلى طبيعته... أو هكذا بدا.