قبل أن تدق الساعة

قبل أن تدق الساعة

0 المراجعات

الفصل الأول: أول رسالة

في الليلة التي انقطعت فيها الكهرباء عن الحي، استيقظت "ليلى" على طرقات خفيفة على النافذة. لم يكن هناك أحد، لكن ورقة بيضاء كانت مثبتة على الزجاج من الخارج. كتبت عليها عبارة غريبة:

“تبقّى 72 ساعة. لا تنامي في الظلام.”

ظنّت أنها مجرد مزحة ثقيلة من أحد الجيران، لكنها شعرت بعدم ارتياح عميق. كانت الورقة بدون توقيع، بخط يشبه الطباعة، ولكن بشيء غير مريح... وكأن الكلمات حيّة.

عندما نظرت خلفها نحو الغرفة، شعرت بشيء يتحرك في الظل، لكنها أقنعت نفسها أنه وهم، أو مجرد تأثير انقطاع الكهرباء.

الفصل الثاني: العد التنازلي

في اليوم التالي، أثناء تنظيفها للمطبخ، وجدت ورقة أخرى داخل الثلاجة، مجعدة ومبللة قليلاً.

“48 ساعة. لا تصدقي ما تراه عيناك.”

بدأت "ليلى" تلاحظ أشياء غريبة. انعكاس صورتها في المرآة يتأخر نصف ثانية. الهاتف يتصل من تلقاء نفسه، بصوتها. ورائحة دخان خفيف تنتشر كل ليلة مع اقتراب الساعة الثالثة فجراً.

حتى جيرانها لاحظوا تغيرًا في سلوكها، لكنها لم تكن قادرة على شرح ما يحدث. كل ما تقوله يبدو وكأنه هلوسة.

توقفت عن النوم. وأبقت الأنوار مضاءة طوال الليل.

الفصل الثالث: اللحظة 00:00

اليوم الثالث. الورقة الجديدة كانت تحت وسادتها:

“24 ساعة. الساعة ستدق. كوني مستعدة.”

ليلى حبست أنفاسها طوال اليوم. فصلت الكهرباء عن المنزل، وأغلقت جميع النوافذ. جلست في منتصف الغرفة، تحت ضوء شمعة، والساعة تشير إلى 11:59 مساءً.

حين دقّت الساعة الثانية عشرة، انطفأت الشمعة وحدها. كل شيء توقّف. حتى صوت أنفاسها اختفى.

ثم، في الظلام الكامل، سُمِعَت طرقات على الباب. ليست عشوائية. ثلاث طرقات... ثم ثلاث أخرى... ثم ثلاث أخيرة.

الفصل الرابع: بعد الساعة

فتحت الباب ببطء، ولم تجد أحدًا. لكن الأرض أمام عتبة الباب كُتب عليها بخط متوهج:

“تم اختيارك. سنعود في الوقت المناسب.”

في الصباح، بدا كل شيء طبيعيًا. لا أوراق، لا آثار، لا دخان. فقط ساعة الحائط التي توقفت تمامًا عند 00:00، ولا تتحرك بعدها أبدًا.

ومع كل ليلة، تشعر ليلى أن الوقت لم يعد يمضي… بل ينتظر شيئًا.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

0

متابعهم

0

مقالات مشابة