
الرسالة اللي ماكانتش ليّا
البداية: ظرف غريب على عتبة الباب
صحيت من النوم متأخر شوية كعادتي، وكنت ناوي أبدأ يومي بشكل عادي. لكن أول ما فتحت الباب، لقيت ظرف بني صغير مرمي قدامه.
مافيش عليه لا اسم ولا عنوان، بس مكتوب عليه بخط واضح: "افتح لوحدك".
دخلت الشقة وأنا ماسك الظرف في إيدي، حسيت بإحساس غريب، مزيج من فضول وخوف بسيط. فتحته، ولقيت جواه ورقة واحدة مكتوب فيها:
“إلحق نفسك... الساعة 9 بالليل عند الكوبري القديم، قبل فوات الأوان.”
---
الشك بيبدأ
في البداية ضحكت، افتكرت إن دي هزار من صحابي، أو يمكن إعلان غريب. بس طول اليوم فضلت الورقة شاغلة دماغي.
مين اللي بعتلي؟ وليه الكوبري القديم؟ وليه لازم أكون هناك لوحدي؟
سألت نفسي ألف مرة، بس ماوصلتش لإجابة.
وقبل الساعة 9 بشوية، قررت أروح... يمكن ألاقي حاجة، أو يمكن ألاقي نفسي.
---
المقابلة في الظلام
وصلت للكوبري، وكان الجو هادي بشكل مريب.
مافيش عربيات، ومافيش صوت غير صوت الهوى اللي بيعدّي بين أعمدة الحديد القديمة.
فضلت واقف دقايق، لحد ما سمعت صوت خطوات من بعيد.
ظهر راجل في الخمسينات تقريبًا، لابس جاكيت جلد، ومبين عليه التوتر.
قاللي من غير مقدمات:
“أنا آسف إني جرّيتك كده، بس مافيش غيرك ممكن يساعدني.”
سألته باستغراب: “إنت مين؟ وأنا إيه علاقتي باللي بيحصل؟”
قاللي:
“الرسالة كانت المفروض تروح لحد تاني... بس واضح إنها وصلت لك بالغلط. بس بما إنك جيت، يبقى أنت الشخص المناسب.”
---
الاختيار الصعب
اداني ملف صغير، فيه صور وأسماء ومعلومات عن شخص مجهول بيهدد حياته.
قاللي إنه كان شغال معاه زمان، وإنه خاين، وناوي يعمل حاجة خطيرة.
“أنا عايزك تسلّمه الرسالة دي. ماينفعش أنا أظهر.”
سألته: “وليه أنا؟”
رد: “لإنك شخص عادي... ومحدش هيشك فيك.”
كنت قدامي اختيارين:
أرفض وأرجع بيتي وكأن مافيش حاجة حصلت،
أو أدخل في حاجة أكبر مني، كلها غموض وخطر... بس فيها نوع من الإثارة اللي عمري ما جربتها.
---
النهاية المفتوحة
في الآخر، خدت الملف... ومشيت.
ماعرفتش إذا كنت بعمل الصح، أو بلعب دور في حاجة غلط.
بس اللي متأكد منه، إن اللحظة دي غيّرتني.
كلنا في لحظة معينة بنتحط قدام قرار يحدد إحنا مين.
وساعات... الرسائل اللي بتيجي "بالغلط"، بتكون هي الصح.
---
انتهت