آلَرآکْب آلَآخِيَر 🖤

آلَرآکْب آلَآخِيَر 🖤

0 المراجعات

 

العنوان:

الراكب الاخير 🖤

كانت الساعة تقترب من منتصف الليل حين توقفت الحافلة الوحيدة المتجهة إلى البلدة الجبلية الصغيرة. المطر يهطل بغزارة، والضباب يلتف حول الطريق كأن الجبال تخفي شيئًا في أحضانها. صعد "سامر" إلى الحافلة وهو يلهث، ممسكًا بتذكرة مهترئة حصل عليها قبل دقائق من إغلاق المحطة.

لم يكن في الحافلة سوى السائق، ورجل عجوز يجلس في المقعد الأخير. جلس سامر في المنتصف، محاولًا أن يدفئ نفسه من برودة الجو. كان الطريق وعراً، وصوت المطر على زجاج النوافذ يصنع لحنًا ثقيلًا.

بعد دقائق من الانطلاق، بدأ سامر يلاحظ شيئًا غريبًا: انعكاس العجوز في النافذة لم يكن يتحرك مع جسده. كان رأسه ثابتًا، بينما جسده يترنح مع اهتزاز الحافلة. حاول سامر أن يقنع نفسه بأنها أوهام بسبب الإرهاق، لكن قلبه بدأ ينبض أسرع.

اقترب السائق من منحدر حاد، وفجأة، همس العجوز بصوت أجش دون أن يلتفت:

> “لا تنظر خلفك… مهما سمعت.”

شعر سامر ببرودة تسري في عروقه. حاول أن يسأل العجوز ماذا يقصد، لكن الأخير ظل يحدّق في المقعد الفارغ أمامه.

ثم بدأ الصوت… خطوات بطيئة تأتي من خلف المقعد الأخير. لكن الحافلة كانت مغلقة، ولم يصعد أحد بعده. كانت الخطوات تقترب، ومع كل خطوة، شعر سامر أن الهواء يثقل. لم يجرؤ على الالتفات.

فجأة، توقفت الحافلة في منتصف الطريق. التفت السائق وقال بنبرة مشدودة:

> “لقد لحقت بنا…”

انطفأت الأنوار للحظة، وعندما عادت، كان العجوز قد اختفى. المقاعد فارغة، إلا من سامر.

نظر إلى السائق برعب، لكن ملامحه لم تعد بشرية. عيناه كانتا سوداويين بالكامل، وابتسامة باردة ارتسمت على وجهه وهو يقول:

> “الرحلة الحقيقية تبدأ الآن.”

ثم اندفعت الحافلة بسرعة جنونية نحو الظلام، بينما صرخ سامر، ولم يسمع سوى صدى صوته في الفراغ.

وفي صباح اليوم التالي، وجدت الشرطة الحافلة متوقفة على حافة المنحدر… فارغة تمامًا، والمطر قد غسل أي أثر للركاب.واستمرت عمليه البحث طويلا لكن لا يوجد اي دليل. هل فعلاً انتهى كل شيء ام انها البدايه. بدايه لبعد آخر. 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

0

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة