حكايه حب من أحببت وغدًا

حكايه حب من أحببت وغدًا

0 المراجعات

​"أحببت وغدًا": حكاية حب خارجة عن المألوف

​لم يكن لقاؤهما الأول لقاءً عاديًا. لم يكن مشهدًا سينمائيًا تلتقي فيه الأعين بالصدفة في مقهى مزدحم، أو في مكتبة قديمة تفوح منها رائحة الورق. كانت قصتهما أشبه بمعركة، صراعًا بين نارين: ناره هو التي لا تعرف سوى التحدي والتمرد، ونارها هي التي تحرق كل ما هو مألوف ومستقر.

​"أحببت وغدًا" لم يكن مجرد كتاب، بل كان رحلة، رحلة إلى أعماق علاقة عاطفية غير تقليدية. هو "وعد"، الشاب المتمرد الذي يمتلك ماضياً مضطرباً، شخصيته معقدة وغامضة، يبدو وكأنه لا يبالي بأي شيء في هذا العالم. هي "ريم"، الفتاة الهادئة والرصينة، التي تسعى للحياة المثالية وتحاول جاهدة أن تتبع القواعد وتفعل ما هو "صحيح".

​عندما التقيا، لم يكن هناك حب من النظرة الأولى. كانت هناك دهشة، استغراب، وربما قليل من الكراهية. ريم كانت ترى في وعد كل ما تكرهه: تهور، عدم مسؤولية، وفوضى. كان يمثل كل ما هو ضد مبادئها وقيمها. أما هو، فكان يرى فيها الفتاة المثالية المملة، التي تعيش في فقاعة من القواعد والتقاليد التي لم يعرفها يوماً.

​ولكن، كما يقولون، الأضداد تتجاذب. ببطء، بدأت الجدران التي شيدها كل منهما في الانهيار. ريم بدأت ترى ما وراء قناع القسوة واللامبالاة الذي يرتديه وعد. اكتشفت في داخله طفلاً جريحاً، يبحث عن الأمان والحب. طفلاً لم يجد من يحتويه، فقرر أن يحمي نفسه بقوة مزيفة.

​من جانبه، وعد بدأ ينجذب إلى هدوء ريم وسلامها الداخلي. كانت تمثل له ملاذًا، مرساة يمكنه أن يلقي بها سفينته التائهة. علمته أن الحب ليس ضعفًا، بل قوة، وأن الاعتماد على شخص آخر ليس استسلامًا، بل هو مشاركة.

​كانت قصتهما مليئة بالتحديات. لم يكن من السهل على عائلتها أن تتقبل وعد. ماضيه كان يطارده، والشائعات كانت تحاصره. كان عليه أن يثبت لهم، ولنفسه، أنه يستطيع أن يتغير. وأن الحب ليس مجرد مشاعر عابرة، بل هو قرار، قرار بالقتال من أجل شخص تؤمن به.

​أما ريم، فكانت تواجه صراعًا داخليًا. هل تستسلم لضغوط عائلتها وتتخلى عن وعد؟ أم تتبع قلبها وتخوض معركة الحب معه؟ كانت تعلم أن طريقها لن يكون سهلاً، ولكنها كانت تؤمن بأن الحب الحقيقي يستحق كل التضحيات.

​"أحببت وغدًا" ليس مجرد رواية عن قصة حب بين فتاة مثالية وشاب متمرد. بل هي قصة عن التحول، عن القبول، وعن الغفران. هي قصة تعلمنا أن الحب لا يعرف القواعد، ولا يهتم بالماضي. الحب هو أن ترى الروح، لا المظهر.

​قصة ريم ووعد تذكرنا بأننا جميعًا لدينا جوانب مظلمة، وجوانب مشرقة. وأن الحب الحقيقي ليس أن تجد شخصًا مثاليًا، بل أن تجد شخصًا يحبك بكل عيوبك، ويساعدك على أن تصبح أفضل نسخة من نفسك.

​في نهاية الرواية، لا أستطيع أن أقول إن وعدًا أصبح "مثاليًا". لم يتخل عن تمرده بالكامل، ولم يتغير ليصبح شخصًا آخر. بل تعلم أن يوجه طاقته نحو الخير، وأن يستخدم قوته لحماية من يحب. أما ريم، فتعلمت أن الحياة لا يجب أن تكون مثالية لكي تكون سعيدة. تعلمت أن تتقبل الفوضى، وأن تستمتع باللحظة.

​هذه القصة هي دليل على أن الحب يمكن أن يزدهر في أكثر الظروف صعوبة، وأن القلوب التي تبدو قاسية يمكن أن تذوب أمام الحب الصادق. "أحببت وغدًا" يترك فينا أثراً لا يمحى، ويجعلنا نتساءل: هل يمكن أن نجد الحب في أكثر الأماكن غرابة؟ وهل يمكن أن نقع في حب شخص يمثل كل ما نخشاه؟

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

2

متابعهم

1

متابعهم

1

مقالات مشابة