قصة: “جهاز التحكم العجيب”

قصة: “جهاز التحكم العجيب”

0 المراجعات

قصة: “جهاز التحكم العجيب”

للمتابعه اضغط:designerMahmoudPro@

في يوم من الأيام، كان هناك شاب يُدعى سامي. سامي لم يكن كسولًا فقط، بل كان ملك الكسل بلا منازع. إذا أراد كوب ماء، يظل ينظر إليه من بعيد منتظرًا أن يطير إليه بنفسه. وإذا سمع الهاتف يرن، يتمنى أن يردّ الهاتف على نفسه. أهله تعبوا منه، حتى أن أمه كانت تقول:
– “يا بني، حتى القط في البيت عنده نشاط أكثر منك!”

وفي يوم مشمس، خرج سامي يتمشى – أو بالأحرى تم جرّه للخروج من قبل صديقه ماجد، الذي كان نقيضه تمامًا: نشيط، رياضي، ويحب المغامرات. وأثناء سيرهما بجانب محل قديم للالكترونيات، لمح سامي جهازًا غريبًا يشبه جهاز تحكم التلفاز (ريموت) لكنه ضخم قليلًا وعليه أزرار عجيبة مكتوب عليها كلمات مثل: “إعادة”، “تقديم سريع”، “إيقاف مؤقت”، وحتى زر مكتوب عليه “مفاجأة”.

قال سامي وهو يضحك:
– “تخيّل يا ماجد لو الريموت ده بيشتغل على حياتنا! كنت ضغطت زر الإيقاف المؤقت وأخذت غفوة 10 ساعات.”
ضحك ماجد وقال:
– “أكيد! وأنت نايم الناس كلها هتتجمد حواليك.”

لكن صاحب المحل، رجل عجوز ذو لحية بيضاء طويلة، خرج من الداخل وقال بصوت غامض:
– “هذا ليس جهازًا عاديًا، إنه ريموت للحياة. لكنه لا يعمل إلا مع من يستعمله بحكمة.”

سامي لم يهتم بالحكمة ولا حتى بالتحذيرات، اشترى الجهاز فورًا، لأنه شعر أن هذا هو اختراعه الحلم.


في البيت، قرر سامي أن يجرب الجهاز. أول شيء فعله هو أن ضغط زر “إيقاف مؤقت” بينما أمه كانت توبخه على كسله. فجأة… توقفت أمه في مكانها كأنها صورة! حتى الذباب في الجو توقف!

صرخ سامي بفرحة:
– “يااااه! الدنيا كلها وقفت! أخيرًا راحة!”
ثم جلس يأكل المثلجات كلها في الثلاجة وهو يضحك.

بعدها، جرب زر “تقديم سريع” وهو يشاهد محاضرة مملة على الإنترنت. فجأة وجد نفسه بعد ساعتين، والمحاضرة انتهت، وهو لم يشعر بالوقت. صرخ سعيدًا:
– “هذا أفضل اختراع في العالم!”


لكن المشكلة بدأت مع زر “الإعادة”. كان سامي يشاهد مباراة كرة قدم لصديقه ماجد في الملعب. عندما أضاع ماجد هدفًا، ضغط سامي على زر الإعادة ليرى اللقطة ثانية. فجأة وجد أن ماجد يعيد نفس الحركة بالضبط… ويضيع الهدف مرة أخرى! سامي أعادها ثلاث مرات، وماجد كل مرة يضيع الهدف بنفس الطريقة!

صرخ ماجد في الملعب:
– “هو أنا متسلسل في فيديو ولا إيه؟!”
بينما سامي يضحك من المدرجات حتى دمعت عيناه.


ذات يوم، ضغط سامي على زر “مفاجأة”. فجأة وجد نفسه في وسط مطبخ برنامج طبخ تلفزيوني! الشيف ينظر إليه ويقول:
– “اليوم ضيفنا سامي… سيعد لنا طبقًا عالميًا!”
صرخ سامي:
– “استنوا! أنا آخر واحد يعرف يطبخ!”
لكن الكاميرا كانت مسلطة عليه، والجمهور يصفق.

اضطر سامي أن يمسك المقلاة ويضع كل شيء فيها: أرز، سكر، كاتشب، وحتى شريحة خبز! والنتيجة؟ طبق غريب لدرجة أن المذيع أخذ قضمة وصاح:
– “واو! هذا… أسوأ طبق في حياتي!”
ثم أخرجوا سامي من الاستوديو حرفيًا.


الأمر ازداد سوءًا حين ضغط عن طريق الخطأ على زر “إعادة” وهو يتعثر في السلم. النتيجة؟ أعاد الوقوع ثلاث مرات متتالية بنفس الشكل! الجيران ظنوا أنه يتدرب على مشهد في فيلم أكشن.

ماجد نصحه:
– “يا سامي، الريموت ده مش لعبة، هيتسبب لك في كارثة.”
لكن سامي لم يستمع، بل استعمل زر “التقديم السريع” حتى تفادى الدراسة كلها… واستيقظ يوم الامتحان مباشرة! طبعًا لم يعرف أي إجابة، وانتهى به الأمر برسوب تاريخي.


في النهاية، عاد سامي إلى المحل وهو يجرّ الريموت بيده. قال للعجوز:
– “خد جهازك! حياتي بقت مسلسل كوميدي كارثي بسببه.”
ابتسم العجوز وقال:
– “الكسالى لا يناسبهم التحكم بالحياة، لأنهم يبحثون عن أقصر الطرق دومًا.”

منذ ذلك اليوم، قرر سامي أن يتخلى قليلًا عن كسله… ليس لأنه تعلم درسًا عميقًا، بل لأنه خاف أن يجد نفسه فجأة يطبخ على الهواء مرة أخرى!


🔹 العبرة:
أحيانًا نحلم أن تكون حياتنا تحت التحكم بزر، لكن المواقف المضحكة (وأحيانًا الكارثية) تجعلنا ندرك أن العيش طبيعيًا، بخيره وشره، أجمل من أي اختصار.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

3

متابعهم

1

متابعهم

2

مقالات مشابة