صاحب الهدف لا يلتفت لمغريات الطريق

صاحب الهدف لا يلتفت لمغريات الطريق

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

صاحب الهدف لا يلتفت لمغريات الطريق 

image about صاحب الهدف لا يلتفت لمغريات الطريق

*صاحب الهدف لا يلتفت لمغريات الطريق*

في طريق الحياة، يمشي الإنسان بين اختيارات كثيرة، وأبواب مفتوحة في كل اتجاه. بعضها يبدو سهلاً، مغريًا، مليئًا بالراحة والسراب الجميل. وبعضها الآخر شاق، طويل، محفوف بالتعب والانتظار. لكن بين كل تلك الطرق، لا يسير بثبات وثقة إلا من كان له *هدف واضح*، وعيون لا تنظر إلا للأمام.

الناجح لا يسير بلا بوصلة، ولا يسمح للفرص الزائفة أن تشتته، لأنه يعرف جيدًا أن *المغريات لا تُقاس بما تقدّمه الآن، بل بما تسرقه منك لاحقًا*. المغريات تُشبه الطرق المختصرة: تبدو أسرع، لكنها قد توصلك لمكان لم تقصده من البداية.

حين يكون لك هدف حقيقي، شيء داخلك يُناديك إليه، لن يغريك المال السهل، ولا الشهرة المؤقتة، ولا التصفيق السريع. لأنك تدرك أن النجاح ليس لحظة مؤقتة، بل هو بناء مستمر، يبدأ من الداخل قبل أن يظهر في الخارج.

كم من شخص ضيّع حلمه لأن مغريات الطريق جعلته ينحرف قليلًا… ثم كثيرًا… ثم نسي لماذا بدأ أصلًا! وكم من إنسان بسيط، لكنه تمسّك بهدفه رغم التعب، فصار بعد سنوات حديث الناس، ومصدر إلهام لغيره.

الفرق بين الاثنين؟ أن الأول لم يكن يرى إلا اللحظة، أما الثاني فكان يرى *النهاية*.

صاحب الهدف يعرف متى يقول "لا"، ومتى يصبر، ومتى يتنازل عن متعة مؤقتة من أجل حلم دائم. هو لا يكره الراحة، لكنه يعرف أنها تأتي بعد الجهد، لا قبله. لا يرفض المغريات لأنه لا يحبها، بل لأنه يحب هدفه أكثر.

الطريق للنجاح ليس مملًا، لكنه يتطلب *انضباطًا*، و*نضجًا فكريًا* يجعلك تفرّق بين ما "يبدو جيدًا الآن"، وما "ينفعك في المستقبل". والمغريات، بطبعها، تلعب على لحظة ضعف، أو لحظة تعب… وهنا يظهر معدن الإنسان الحقيقي.

لذلك، إن كنت صاحب حلم، فلا تلتفت لكل ما يلمع. ليس كل لمعان ذهبًا. اجعل عينيك على الهدف، وقلبك ثابتًا، وتذكّر دائمًا: *أنك حين تسير نحو هدفك، ستمر حتمًا على مغريات كثيرة، لكنها لن تقدر على من يعرف طريقه جيدًا.*

الناجح لا يُشتت، لا يُغريه التزيين، لأنه يعرف أن *أجمل ما في الرحلة هو أن تصل وأنت ما زلت صادقًا مع نفسك*.

ومن المهم أن ندرك أن *المغريات لن تنتهي*، بل كلما اقتربت من هدفك، زادت في قوتها ودهائها. قد تأتيك في شكل راحة مؤقتة، أو صداقات مزيفة، أو فرص ظاهرها نجاح وباطنها ضياع. وهنا يظهر صدق النية وقوة الإرادة.

*التركيز هو السلاح الأقوى لصاحب الهدف*، وكل لحظة تضييع أو تردد قد تُرجعك خطوات للوراء. لذلك، لا تسمح لأي شيء أن يخطف بصرك عن حلمك.

وتذكّر: من سار على الدرب وصل، ومن أحب هدفه بصدق، سيُضحّي لأجله بكل شيء… حتى إن بدا الطريق فارغًا، هو يعرف جيدًا أنه يمشي نحو ما يستحق.

 

 

 

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-