قصة أختراع رقائق الشيبسي

قصة أختراع رقائق الشيبسي

تقييم 5 من 5.
1 المراجعات

قصة رقائق الشيبسي

 

 

في عام 1853، حاول طاهٍ غاضب أن يفسد وجبة أحد الزبائن.

قطع البطاطا إلى شرائح رقيقة للغاية، وقلاها حتى أصبحت مقرمشة، وأغرقها بالملح.

كان هدفه أن يصنع شيئاً لا يُؤكل.

لكن محاولته تلك تحولت إلى الوجبة الخفيفة المفضلة في أمريكا، وإلى صناعة عالمية بقيمة 15 مليار دولار.

هكذا وُلدت رقائق البطاطا... بالصدفة.

The Story of George Speck Crum and the "Saratoga Chip"

 

ساراتوغا سبرينغز:

 

ساراتوغا سبرينغز، نيويورك. منتجع "مونز ليك هاوس".

كان أحد الزبائن البارزين – ويُعتقد أنه قطب السكك الحديدية كورنيليوس فاندربيلت – لا يتوقف عن الشكوى من البطاطا المقدمة له:

"سميكة جداً."

"رطبة أكثر من اللازم."

"لم تُطبخ جيداً."

الطبق الرابع الذي يُعاد إلى المطبخ كان القشة التي قصمت ظهر الطاهي جورج كروم

قرر كروم أن يلقّن هذا الزبون المتطلب درساً:

قطع البطاطا إلى شرائح أنحف من أن تُؤكل.

قلاها حتى أصبحت مقرمشة بشكل مبالغ فيه.

رشّ عليها كميات كبيرة من الملح حتى تصبح غير صالحة للأكل.

 

الهدف:

 

هدفه أن يجعل الزبون يندم على الشكوى.

لكن الانتقام انقلب عليه.

الزبون أُعجب كثيراً بالمذاق.

لم يستطع التوقف عن الأكل.

وطلب المزيد.

ثم بدأ باقي الزبائن يطلبون "رقائق ساراتوغا" أيضاً.

الطبق الذي صُمم ليكون عقوبة، أصبح العلامة المميزة للمطعم.

على مدى عقود، ظلت رقائق البطاطا ترفاً لا يُقدّم إلا في المطاعم.

في عام 1895، بدأ الإنتاج التجاري لأول مرة.

قام ويليام تابيندون بإعداد الرقائق في مطبخ منزله في كليفلاند، ووزّعها على متاجر البقالة بواسطة عربة يجرها حصان.

بداية متواضعة لإمبراطورية مستقبلية.

لكن ظهرت مشكلة حاسمة في المراحل الأولى:

كانت الرقائق تفسد بسرعة عند بيعها من براميل أو صناديق زجاجية.

في عام 1926، وجدت لورا سكادر الحل:

ابتكرت كيساً من ورق الشمع يُغلق بالحرارة.

فأصبح الحفاظ على النضارة ممكناً.

وانفجرت الصناعة.

حتى خمسينيات القرن العشرين، لم يكن للرقائق سوى نكهة واحدة: مملحة فقط.

 

التطوير:

 

في عام 1954، طور رائد الأعمال الأيرلندي جو "سباد" مورفي تقنية لإضافة النكهات أثناء الإنتاج.

وهكذا وُلدت رقائق الجبن والبصل.

الابتكار في النكهات غيّر اللعبة.

صعود رقائق البطاطا أصبح لا يُوقف:

في الستينيات: أصبحت الوجبة الخفيفة الأولى في أمريكا

في السبعينيات: فريتو-لاي استحوذت على 40٪ من السوق

في الثمانينيات: بدأ التوسع الدولي بشكل كبير

في التسعينيات: ظهرت رقائق متخصصة وأخرى تُطهى ببطء

في الألفينيات: تنوعت النكهات إلى حد مذهل

 

الأرقام اليوم مذهلة:

 

يستهلك الأمريكيون 1.85 مليار رطل سنوياً

الشخص الواحد يستهلك في المتوسط 6.6 أرطال سنوياً

السوق العالمي يتجاوز 15 مليار دولار

آلاف النكهات تنتشر حول العالم

وكل هذا بدأ بمحاولة انتقام فاشلة من طاهٍ غاضب

 

قصة نشأة رقائق البطاطا تعلّمنا درساً عميقاً

 

الابتكار لا يسير دائماً في خط مستقيم.

فالمنتجات الأنجح كثيراً ما تبدأ بالصدفة، أو نتيجة خطأ، أو حتى كمحاولة لصنع شيء مختلف تماماً.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

1

متابعهم

0

متابعهم

1

مقالات مشابة
-