بين نبضين: حكاية عمر وليلى

بين نبضين: حكاية عمر وليلى

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

الجزء الأول: حين يلتقي القلبان

image about بين نبضين: حكاية عمر وليلى

 بداية يوم جديد

مع أول خيوط الشمس اللي تسللت من شباك غرفته، صحى عمر من نومه على صوت العصافير. كان عمر شاب في الثامنة عشرة من عمره، بيحلم إنه يلاقي معنى مختلف للحياة غير الروتين اليومي والدراسة. قلبه كان مليان تساؤلات عن الحب، عن الشعور اللي الكل بيتكلم عنه لكنه لسه ما لمسوش بشكل حقيقي. يومه بدأ عادي، لكن جواه إحساس خفي إن النهارده مش زي أي يوم.

 

 الطريق إلى المدرسة

بعد ما جهز نفسه وأفطر على عجل، مسك شنطته وخرج من البيت. الشارع كان مليان حركة: بائعين بينادوا على بضاعتهم، أطفال صغيرين رايحين مدارسهم، والجو فيه برودة خفيفة. عمر كان بيمشي بخطوات هادية، وعقله سارح. في قلبه كان بيقول: “يمكن النهارده يقابلني موقف يغير حياتي.”

 

 لحظة مختلفة

وصل عمر المدرسة ودخل الفصل، واختار مكانه المعتاد جنب الشباك. كان بيحب الكرسي ده لأنه بيديله فرصة يسرح بعيد وسط الزحمة. دقائق معدودة والباب اتفتح، ودخلت ليلى. بنت في نفس سنه، لكنها مختلفة… هدوءها، طريقتها، وحتى ابتسامتها اللي كانت دايمًا صافية. مش أول مرة يشوفها، لكن النهارده كان فيه حاجة مميزة في وجودها.

 

 النظرة الأولى

وهي ماشية بين الصفوف، رفعت ليلى عينيها بالصدفة، وتقابلت مع عيني عمر. ثواني قليلة كأنها ساعات. اللحظة دي قلبت موازين عمر: إيده ارتجفت وهو ماسك القلم، وقلبه دق أسرع من أي مرة قبل كده. حاول يتماسك، لكن جواه كان في إعصار مشاعر لأول مرة يحسه.

 

 ارتباك داخلي

عمر فضل يحاول يركز في الحصة، لكن تركيزه ضاع. كل كلمة من المدرس كانت بتدخل من ودنه وتخرج من التانية، لأنه كان مشغول بحاجة تانية خالص: "هو إيه اللي حصل بيني وبينها؟ وليه حسيت بالدفا ده من مجرد نظرة؟" كان بيحاول يقنع نفسه إنها مجرد صدفة، لكن قلبه رافض يصدق.

 

 تفاصيل صغيرة

مع مرور الوقت، عمر بدأ يلاحظ حاجات عن ليلى ما كانش واخد باله منها قبل كده: طريقة ضحكتها الخفيفة مع صاحبتها، أسلوبها الهادي في الكتابة، وحتى حركة شعرها لما تعدله بإيدها. تفاصيل صغيرة جدًا لكنها بالنسباله كانت زي إشارات بتلمع في قلبه.

 

 نهاية اليوم الدراسي

خلص اليوم الدراسي بسرعة، والطلاب بدأوا يسيبوا الفصل. عمر جمع كتبه ببطء متعمد، كأنه مش عايز اللحظة تخلص. وهو خارج، لمح ليلى واقفة عند الباب وهي بترتب كتبها اللي وقعت منها. تردد ثواني، لكن في الآخر راح ساعدها وهو بيقول:

– “اتفضلي… وقع منك.”

رفعت عينيها له بابتسامة بسيطة وقالت:

– “شكرًا يا عمر.”

الصوت ده كان كفيل يثبت جواه إن اللي حسه الصبح مش مجرد وهم.

 

طريق العودة

في طريقه للبيت، كان عمر مشغول بالتفكير في اللحظة دي. "هي إزاي عرفت اسمي؟ يمكن سمعته من المدرسين أو الطلبة… لكن ليه وأنا حسيت كأنها بتناديني لأول مرة في حياتي؟" الطريق اللي كان بياخده كل يوم بقى مختلف النهارده. كل حجر، كل شجرة، وحتى صوت الباعة كان ليه طعم جديد.

 

 بوح مع النفس

لما وصل عمر البيت، دخل أوضته وقعد على سريره. مسك كشكوله اللي بيكتب فيه خواطره، وبدأ يخط كلمات عشوائية: "نظرة… ابتسامة… قلب بيترعش… يوم مش زي أي يوم." حس إنه محتاج يبوح لنفسه، يثبت اللحظة عشان ما تضيعش. كان عارف إن اللي حصل النهارده هو بداية حاجة كبيرة، حتى لو لسه مش فاهمها.

 

 ليل طويل

الليل جه، والهدوء غطى البيت. عمر كان مستلقي على سريره، عينيه مفتوحة للسقف، وأفكاره رايحة وجاية حوالين ليلى. كان بيسأل نفسه: "هو أنا بدأت أحب؟ ولا دي مجرد إعجاب؟" مهما حاول يهرب من التفكير، قلبه كان بيرجع للصورة نفسها: عينيها وابتسامتها. الليلة كانت أطول من أي ليلة فاتت، لكنها كانت أول ليلة فيها قلبه يبتسم من غير سبب.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

10

متابعهم

4

متابعهم

2

مقالات مشابة
-