عندما يضحك الذكاء الاصطناعي

عندما يضحك الذكاء الاصطناعي

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

مغامرة "جورج" الـمُلِحّة

كان جورج، موظف المبيعات الذي لا ينسى أحد وجهه بسبب شاربه الضخم الذي يشبه فرشاة أسنان عملاقة، يمتلك عادة غريبة: عندما يشعر بالجوع، يتصرف بعصبية مفرطة وغير منطقية. في ذلك اليوم المشؤوم، نسي محفظته في المنزل، ووصل إلى العمل ليكتشف أنه لم يأكل أي شيء منذ 14 ساعة. كانت معدته تقرع طبول الحرب. قرر أن يذهب فوراً إلى مقصف الشركة ليتناول "أي شيء" قبل أن يتحول إلى وحش كاسر. وفي طريقه، التقى بمديره، السيد "فينسنت"، المعروف بـ"ملك الروتين الممل" والذي كان يحمل في يده لفافة أوراق تشبه المخطوطات القديمة. فنظر جورج إلى ساعته، ثم إلى كرش المدير المتدلي قليلاً، وشعر بأن الجوع يتفاقم ليصبح كـ"تنين" يحرق أمعاءه.


الكعكة الضائعة والـمُشتبَه به الأول

في المقصف، كان المشهد كالتالي: طبق واحد متبقٍ من كعكة الشوكولاتة العملاقة، والتي كانت تبدو وكأنها هبطت للتو من كوكب الحلويات. جورج تنهد براحة. لكن، فجأة، وقبل أن تصل يده إليها، انقضت عليها يد أخرى. كانت يد بيرسي، محاسب القسم المالي، الرجل الهادئ ذو النظارات السميكة الذي لم يكن معروفًا بأي نشاط جسدي يتجاوز تقليب الصفحات. جورج تجمد. "ماذا فعلت؟" همس جورج بصوت يشبه صوت حشرجة قطار قديم. بيرسي، الذي كان بالفعل قد ابتلع نصف القطعة في لقمة واحدة، نظر إليه بعيون واسعتين وقال بصعوبة بالغة من بين قطع الكعك المتناثرة حول فمه: "آه... هل كنت تريدها؟" جورج لم يستطع حتى تكوين جملة مفيدة، فكل ما خرج منه كان "أهووووو...!"، وهو صوت يجمع بين الشوق والألم والغضب، مما جعل سيدة تنظيف الطاولات تسقط المكنسة من يدها.


نظرية المؤامرة في قاعة الاجتماعات

في محاولة يائسة لاستعادة كرامته وكعكته، قرر جورج أن ينسحب وأن يتناول أي شيء آخر. لكن العقل المدبر وراء شاربه الضخم كان يعمل بجد. دخل جورج قاعة الاجتماعات ليجد المدير فينسنت جالسًا بمفرده. رأى جورج لافتة صغيرة مكتوب عليها "لم يتم طلب إفطار لهذا الاجتماع". فجأة، قفزت شرارة في ذهن جورج. "الأمر ليس مجرد كعكة، إنه مؤامرة!" أخذ يفكر بصوت عالٍ، مفسرًا لفينسنت المذهول كيف أن بيرسي، المحاسب، ربما كان يتلقى رشاوى من بائعي الكعك للمقصف مقابل التخلص من أفضل القطع، وأن هذه الكعكة كانت دليل الإدانة. فينسنت لم يقل شيئًا، فقط أخذ يقلب في أوراقه بتوتر متزايد، وظهرت حبة عرق باردة على جبينه.


"الهروب الكبير" بـِـ"بطاطس مقلية"

بعد أن أنهى جورج نظريته الملتوية حول "عصابة الكعك"، لاحظ أن فينسنت كان يرتجف. "أنت تعرف شيئًا، أليس كذلك يا فينسنت؟ هل أنت جزء من شبكة الكعك السرية؟" سأل جورج وهو يقترب. فينسنت قفز من كرسيه وهو يصرخ: "أنا فقط نسيت أن أطلب الكعك لاجتماع اليوم! هذا كل شيء! ولا يمكنني مواجهة مجلس الإدارة بدونها!" ثم، في لفتة مفاجئة من الهلع، أخرج فينسنت كيسًا من البطاطس المقلية الباردة من درج مكتبه، ورماه على جورج وقال: "خذ! هذا تعويض! فقط لا تقل شيئًا للمجلس!" كان المشهد كوميديًا بجنون: مدير يرمي وجبة سريعة باردة على موظف يعاني من جنون الجوع.


لحظة التنوير الـمُقَشَّرة

جلس جورج على الأرض وهو يحمل كيس البطاطس المقلية الباردة، وبدأ يأكلها ببطء شديد. كل قضمة كانت بمثابة لحظة تنوير. أدرك فجأة أن كل هذه الدراما لم تكن سوى نتاج جوعه المفرط. لا توجد عصابة كعك، ولا مؤامرة مالية، فقط بطاطس باردة وكعكة شوكولاتة أكلها محاسب بسيط. انفجر جورج ضاحكًا على نفسه وشاربه الضخم الذي كان يهتز مع كل ضحكة. حتى فينسنت، الذي كان يتلصص من خلف الباب، لم يستطع تمالك نفسه وبدأ يضحك.


العقوبة الـمُعلّقة والمجد الـمُقَدَّم

في اليوم التالي، أثناء اجتماع الموظفين، وقف فينسنت بجدية مفرطة وقال: "نظرًا للحادث المؤسف الذي وقع بالأمس... فقد قررت ما يلي. سنعلق لوحة تذكارية في المقصف كتب عليها: 'تذكروا: لا تجعلوا جورج جائعًا أبدًا'." انفجر الجميع في الضحك، باستثناء بيرسي، المحاسب، الذي كان يحاول إخفاء كعكة صغيرة داخل جيب قميصه. ثم أضاف فينسنت بابتسامة: "وكعقاب رمزي لجورج على إثارة الفوضى... سنكلفه بطلب وحساب جميع وجبات المقصف لمدة شهر كامل، لكن... كمكافأة، سنضيف إلى قائمة الطعام 'ساندويتش شارب جورج الضخم' وهو ساندويتش بثلاث طبقات من الشوكولاتة."


خاتمة الكعك السعيدة (للبعض)

منذ ذلك اليوم، أصبح جورج أسطورة الشركة. عندما كان يشعر بالجوع، كان يتجه مباشرة إلى المقصف ليجد ساندويتش الشوكولاتة الضخم باسمه ينتظره. أما بيرسي، فقد استقال بعد شهر واحد وانتقل للعمل في محل حلويات، حيث يمكنه أن يأكل الكعك بلا خوف من مواجهة جورج. وأصبح فينسنت، الذي كان يخشى الروتين الممل، معروفًا بمدير الشركة الذي "رمى البطاطس المقلية" لإنقاذ الموقف. وعادت الأمور إلى طبيعتها، باستثناء شيء واحد: عندما يرى أي موظف شارب جورج يهتز، يبتعد الجميع، حرصًا على سلامتهم، وسلامة أي كعكة شوكولاتة في محيط الـ 10 أمتار.image about عندما يضحك الذكاء الاصطناعي

أتمنى أن تكون هذه القصة قد رسمت البسمة على وجهك! 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

20

متابعهم

9

متابعهم

2

مقالات مشابة
-