
لولو القطة وسر الجورب الأزرق المفقود
مغامرة الجوارب الضالة
كان العم "عزوز" رجلًا ودودًا وغريب الأطوار، يملك أكبر مشكلة في العالم: جواربه. لم تكن مشكلته فقدانها بالكامل، بل فقدان واحدة منها دائمًا. كان يعيش حياة شبه طبيعية، لكن رفوف خزاناته كانت مسرحًا لجريمة مستمرة؛ جريمة ترك الجوارب فردية. في صباح يوم مشرق، بينما كان يستعد لحفل زفاف ابنة أخته، اكتشف عزوز الكارثة الأكبر: لا يوجد لديه أي زوج جوارب مكتمل. لقد كانت كلها إما خضراء فردية، أو زرقاء فردية، أو ذات نقشات فاكهة مفقودة تمامًا. شعر وكأن كوكب الأرض يتآمر ضده، فصرخ صرخته الأبدية التي تثير ضحك الجميع: "أين أنتِ يا نصف روحي الآخر؟! يا جواربي!"
خطة "عزوز" العبقرية
لم يكن عزوز مستعدًا للاستسلام. لقد تذكر مقالًا قديمًا قرأه عن "التفكير خارج الصندوق" أو في حالته، "التفكير خارج الغسالة". كانت خطته تقتضي تجنيد حفيدته الصغيرة "نورة"، البالغة من العمر سبع سنوات، والتي كانت تتمتع بمهارات استقصائية تفوق بكثير مهاراته. جلس عزوز على ركبتيه وبعينين تملؤهما الدراما قال: "نورة، يا محققة الجوارب السرية، مهمتنا هي العثور على أزواج الجوارب. تخيلي أننا ننقذ العالم من العري الجزئي للساقين! مكافأتك ستكون أكبر قطعة شوكولاتة في المدينة." وافقت نورة على الفور، مدفوعةً بحبها للمغامرة والشوكولاتة، مرتديتاً قبعة المحقق الشهيرة، وبدأت العملية.
فخ الغسالة المشبوهة
بدأت نورة عملية التفتيش في المكان الأكثر احتمالًا: الغسالة الأوتوماتيكية. كان عزوز يقف خلفها يراقب بحماس مفرط وكأنه يراقب هبوط مركبة فضائية. أشارت نورة بإصبعها الصغير إلى الجزء السفلي المطاطي من الغسالة، وقالت بلهجة جادة: "هذا هو المشتبه به الرئيسي، يا جدي." عندما فتحت الباب المطاطي، لم يجدوا الجوارب فحسب، بل وجدوا أيضًا نظارة شمسية، وريموت كنترول مفقود، وحبة بطاطس صغيرة غير مطبوخة. صرخ عزوز بذهول: "هل الغسالة تأكل الأشياء وتجربتها ثم تعيدها جوارب؟ يا إلهي! البطاطس كانت هي التي تختبئ!"
نوبة العطس الكاشفة
انتقل الاثنان إلى غرفة المعيشة، حيث اشتبه عزوز بـ الكنبة العتيقة التي كانت مكانًا مفضلاً له للقيلولة. بينما كان عزوز يحاول دفع الكنبة الثقيلة، بدأ فجأة في نوبة عطس عنيفة جدًا بسبب الغبار المتراكم. كل عطسة كانت أقوى من سابقتها، وخلال إحدى العطسات الرهيبة، قذف عزوز نفسه إلى الخلف، فسقطت محفظته من جيبه، وارتطمت بالكنبة. ونتيجة للاهتزاز، ظهرت من تحت الكنبة ثلاث جوارب حمراء، وزوجان من الجوارب المنقوشة بزرافات، وعلبة مناديل فارغة. بدت نورة وكأنها تشاهد برنامج ألعاب؛ فقد كانت تصفق وتضحك، قائلة: "جدي، أنت مثل الكنز المدفون الذي يكشف عن الكنوز عندما تهتز!"
سر اختفاء الجورب الأزرق الوحيد
كانت المشكلة الرئيسية الآن هي الجورب الأزرق الوحيد ذو العلامة الصفراء الذي أراده عزوز بشدة ليتناسب مع بدلته. لم يكن موجودًا في أي مكان. نورة، بتفكيرها المنطقي، نظرت إلى القطة المدللة "لولو" التي كانت تجلس على الشرفة. كانت لولو تنظر إليهما بعينين بريئتين، لكن نورة لاحظت شيئًا غريبًا: كانت لولو تمضغ شيئًا ما ببطء تحت فمها. اقتربت نورة بهدوء واكتشفت أن لولو كانت تستخدم الجورب الأزرق كـ "لعبة مضغ" خاصة بها، وقد نسجته مع لعبتها المفضلة، فأصبح وكأنه ذيل إضافي! انفجر عزوز ضاحكاً وهو يرى الموقف، قائلاً: "حتى القطة تحب الألوان الزاهية! لولو، أرجوكِ، هذا ليس فستانًا أزرق!"
الجوارب المتطابقة والموقف الأخير
بعد ساعتين من البحث الهزلي، تمكنوا من تجميع أربعة أزواج متطابقة! ارتدى عزوز الجوارب الزرقاء، وارتدى بدلته، ووقف أمام المرآة بزهو. وبينما كان يهم بالخروج لحفل الزفاف، نظر إلى قدميه وتجمد في مكانه. لقد كان الجورب الأيمن هو الأزرق المنشود، بينما الجورب الأيسر كان جوربًا أحمر بقلوب بيضاء! نورة، التي كانت تنتظره عند الباب، أغلقت عينيها، وهي تضحك بشدة: "جدي، أنت لم تنجح بعد! يبدو وكأنك تقول 'أنا أنيق، لكن قلبي ينبض بالحب في هذا اليوم!'"
النهاية السعيدة والدرس الفريد
في النهاية، قرر عزوز الذهاب إلى حفل الزفاف مرتديًا الجورب الأزرق والأحمر غير المتطابقين، ضاحكاً على نفسه. عند وصوله، كانت ابنة أخته سعيدة جدًا برؤيته، وعندما لاحظت الجوارب، ضحكت بصوت عالٍ وقالت: "عمي عزوز، أنت دائمًا مميز!" في ذلك اليوم، لم يكن عزوز هو الشخص الوحيد الذي ارتدى جوارب غريبة؛ فقد قرر العديد من المدعوين، اقتداءً به، أن يرتدوا جوارب غير متطابقة كتعبير عن المرح. تعلم عزوز درسًا فريدًا: في بعض الأحيان، الكمال يكمن في عدم الكمال، وأفضل طريقة لحل مشكلة الجوارب هي الضحك عليها!