🌸  “حين همس الحب بين المطر”....... الفصل الثانى

🌸 “حين همس الحب بين المطر”....... الفصل الثانى

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

🌸  “حين همس الحب بين المطر”

image about 🌸  “حين همس الحب بين المطر”....... الفصل الثانى

 

🔹 نبذة مختصرة:

بعد اللقاء الأول الذي غير ملامح أيامها، تجد ليلى نفسها أمام مشاعر لم تتوقعها، وماضٍ يحاول أن يسرق فرحتها قبل أن تكتمل.آدم يقترب خطوة، لكن الخوف من الفقد يشده للخلف. بين البوح والصمت، يختبر القدر مدى صبر الحب حين يصبح التردد عدوه الأول.

 

 

🌧️ الفصل الثاني: حين يختبر الحب الصبر

مرت أيام قليلة منذ لقاء ليلى بآدم، لكنها لم تستطع نسيان تفاصيل ذلك اليوم — المطر، المقهى، الرسم، النظرة التي تركت أثرًا لا يُمحى.

كانت كلما مرت قرب البحر، تشعر وكأن شيئًا بداخلها يدعوها للعودة إليه.

وفي مساء أحد الأيام، وبينما كانت تسير في السوق القديم تبحث عن دفتر للرسم، سمعت صوتًا مألوفًا خلفها يقول:

> “ما زلتِ تبحثين عن شيء لتكتبي عليه، أم لتُخفي به شيئًا؟”

 

استدارت بسرعة... كان آدم، يقف بابتسامته الهادئة نفسها، يحمل بيده حقيبة صغيرة مملوءة بالألوان.

ضحكت بخجل وقالت:

> “ربما الاثنان معًا... أحيانًا نكتب كي لا نُنسى، وأحيانًا لنخفي ما لا نريد قوله.”

 

قال وهو يتأملها:

> “جميلة هي الكلمات حين تخرج من قلب يعرف معناها.”

 

ثم دعاها إلى أن ترافقه إلى معرضه الجديد الذي كان يُحضّر له.

ترددت قليلًا، لكن فضولها كان أقوى من خوفها.

---

عند وصولهما، وجدت المعرض في حالة فوضى جميلة — أوراق، فرش، ألوان متناثرة، ولوحات نصف منتهية تملأ المكان.

قال مبتسمًا وهو يزيل بعض الغبار عن كرسي قديم:

> “أحب أن أعيش وسط فوضاي، فهي الشيء الوحيد الصادق فيّ.”

 

جلست تراقبه يرسم، كان ينغمس في اللوحة كما لو أنه يتحدث إلى شخصٍ لا تراه.

فسألته بخفوت:

> “من ترسم هذه المرة؟”

 

قال دون أن يرفع رأسه:

> “وجوهًا لا تغيب عني... بعضها رحل، وبعضها لم يأتِ بعد.”

 

ثم نظر إليها وأضاف:

> “وربما أنتِ الاثنين.”

 

تجمدت الكلمات في حلقها.

كان في صوته صدق يخيفها، وفي نظرته دفء يغريها بالاقتراب.

لكنها كانت تعرف أن في داخلها جدارًا لم يُهدم بعد، جدارًا من الخوف والذكريات المؤلمة.

---

قبل عامين، كانت ليلى مخطوبة لشاب أحبته بصدق، لكنه تركها ليلة خطبتهما بسبب حادث فقد فيه حياته.

ومنذ ذلك اليوم، قررت ألا تسمح لأحد بالاقتراب من قلبها مرة أخرى.

كل ما أرادته هو بداية جديدة، لا تشبه النهاية التي عاشتها.

لكنها الآن تشعر أن آدم يقترب من الجزء الذي حاولت إخفاءه طويلاً.

بينما كانت تتأمل لوحاته، توقفت أمام لوحة غريبة، نصف وجهها مظلم والنصف الآخر ملوّن.

تحتها كتب: “حين يختبئ الضوء داخل الخوف، ينتظر من يحرره.”

سألته بصوت مرتجف:

> “من هذه المرأة؟”

 

تردّد قليلاً، ثم قال:

> “كانت خطيبتي... ماتت منذ ثلاث سنوات في حادث سيارة. ومنذ ذلك اليوم لم أرسم الألوان إلا حين التقيت بك.”

 

ساد صمت طويل، وكأن الغرفة تجمّدت.

نظرت ليلى إلى اللوحة، ثم إليه، وقالت بهدوء:

> “يبدو أننا نحمل وجعًا متشابهًا.”

 

اقترب منها، وقال بصوتٍ مبحوح:

> “ربما الألم هو الشيء الوحيد القادر على أن يجعلنا نعرف قيمة من يبقى.”

---

في تلك اللحظة، لم يقل أحدهما شيئًا آخر.

لكن بين الصمت والكلمات، كان هناك اعتراف خفي لم يُقال.

بعد أيام قليلة، دعتها ليلى إلى حضور معرضه الرسمي.

كانت هذه المرة الأولى التي يفتح فيها أبواب قلبه ولوحاته منذ رحيل خطيبته.

دخلت المعرض في مساء ممطر آخر، وكأن المطر يرافقهما في كل لحظة.

كانت الجدران مليئة بلوحاتٍ جديدة، ألوانها أكثر دفئًا من أي وقت مضى.

لكن أكثر ما لفت انتباهها لوحة وُضعت في منتصف القاعة، تحت إضاءة خافتة.

كانت صورتها — تمسك مظلة وتنظر نحو الأفق، تمامًا كما رآها أول مرة.

تحت اللوحة كتب بخطٍ صغير:

> “حين يعود الضوء إلى وجهٍ كان يخشى النهار.”

 

اقتربت منه وهمست:

> “هذه أنا؟”

 

ابتسم وقال:

> “هذه أنتِ حين دخلتِ عالمي، ولم تدري أنكِ أعدتِ إليه الحياة.”

 

امتلأت عيناها بالدموع، لكنها تراجعت خطوة إلى الخلف، وقالت بصوتٍ مرتجف:

> “آدم... أنا لا أستطيع... أنا ما زلت أخاف من الفقد.”

 

اقترب منها أكثر وقال:

> “وأنا أيضًا أخاف، لكني تعبت من الهروب. أريد أن أعيش ما تبقّى، لا أن أختبئ منه.”

سكتت لحظة، ثم قالت:

> “دعنا نبقى كما نحن الآن... لا وعود، لا حبّ معلن، فقط وجود يطمئن.”

ابتسم بحزن وقال:

> “حتى الصمت بيننا له نغمة لا تُنسى.”

---

مرّت أسابيع بعد المعرض، وأصبح اللقاء بينهما عادة صامتة جميلة — قهوة في المقهى ذاته، حديث عن المطر، بعض الرسم، وابتسامة صغيرة تلوّح بالاقتراب دون أن تقترب تمامًا.

لكن ذات يوم، حين ذهبت ليلى إلى المعرض، لم تجده هناك.

قال لها النادل في المقهى إنه سافر فجأة إلى القاهرة لمعرض كبير، وإنه ترك لها شيئًا صغيرًا في صندوق خشبي.

فتحت الصندوق، فوجدت لوحة صغيرة موقّعة باسمه، رسم فيها مشهدًا لامرأة تقف على الشاطئ والمطر يغسل وجهها، وكتب أسفلها:

> “أعود حين يزهر المطر من جديد.”

 

شعرت بقبضة في صدرها، لم تعرف إن كان هذا وعدًا بالعودة، أم وداعًا ناعمًا مؤلمًا.

---

في تلك الليلة، جلست في شرفتها، تتأمل السماء الممطرة وتفكر في آدم.

هل كان صادقًا حين قال سيعود؟

هل يمكن للحب أن يُختبر بالصبر دون أن يُكسر؟

أمسكت دفترها، وكتبت:

> “ربما يكون الحب مثل المطر... يأتي حين لا ننتظره، ويرحل حين نحاول الإمساك به.”

 

ثم أغلقت الدفتر، وقررت الانتظار…

لكنها لم تكن تعرف أن غيابه لن يكون مؤقتًا كما تمنت،

بل سيكون بداية لرحلة جديدة من الغياب، والحنين، واكتشاف الذات.…… 

✨ نهاية الفصل الثاني — يتبع في الجزء الثالث „„„„

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

23

متابعهم

24

متابعهم

270

مقالات مشابة
-