🌸 “حين همس الحب بين المطر”....... الفصل الخامس والأخير
🌸 “حين همس الحب بين المطر”

🔹 نبذة مختصرة:
تتساقط آخر قطرات الحزن كما المطر الأخير في نهاية الشتاء. ليلى وآدم يقفان أمام البحر ذاته، لكن هذه المرة بابتسامة ويدين متشابكتين. بعد رحلة من الفقد والرجوع، يكتبان فصلهما الأخير مع وعدٍ جديد: ‘أن يحميا هذا الحب، كلما همس المطر من جديد’.
---
🌈 الفصل الخامس: وتزهر السماء من جديد
كانت شمس الصباح تلامس النوافذ بخفة، كأنها تخشى أن توقظ الأحلام التي ما زالت نائمة في أعماق القلب.
استيقظت ليلى على صوت المطر الخفيف، لكنها لم تشعر بالبرد هذه المرة؛
فالقلب الذي كان يختبئ خلف الحنين، عاد ينبض بالدفء من جديد.
كانت تقف أمام المرآة، تبتسم لنفسها، تتأمل انعكاسها وتهمس:
> "كم تغيّرتُ… لم أعد تلك الفتاة التي تنتظر الحب، بل التي اختارها الحب حين كانت أقوى."
في ذلك الصباح، طرق آدم بابها بهدوء يشبه المطر، يحمل في يده باقة من الزهور البيضاء،
وفي عينيه نظرة تشبه الاعتذار، لكنها أكثر نقاءً وصدقًا.
قال مبتسمًا:
> "هذه ليست اعتذارًا، بل وعد… أن أزرع الفرح في كل صباح من عمرك."
أخذت الزهور بين يديها، وشعرت أن كل ذكرى مؤلمة ذابت مع رائحة الياسمين.
لم تعد تخاف من الفقد، فقد عرفت الآن أن الحب لا يُقاس بالبقاء فقط، بل بالصدق حين نعود.
جلسا معًا قرب النافذة، يتأملان المطر الذي أصبح صديقًا لهما لا غريبًا.
تحدثا كثيرًا، عن الماضي الذي غفره الحاضر، عن الأيام التي اختبرتهما فجعلهما أقرب.
قال لها آدم وهو ينظر إلى الأفق:
> "تعرفين، كنت دائمًا أظن أن الحب وعدٌ يُقال، لكنك جعلتِه واقعًا يُعاش."
ردّت بابتسامةٍ دافئة:
> "لأن الحب الحقيقي لا يحتاج وعودًا كثيرة، يكفي أن يُشبه المطر… يأتي حين نحتاجه."
في المساء، خرجا إلى البحر الذي شهد أول لقاء وأول فراق.
كانت السماء صافية، والماء يعكس لونهما في لوحةٍ هادئة تشبه السكينة.
مدّ يده إليها، فوضعت يدها في يده دون تردد، كأنها كانت تنتظر هذه اللحظة منذ دهر.
قال لها بهدوءٍ:
> "ليلى، بعد كل هذا المطر، هل يمكن أن نبدأ من جديد؟"
أجابت بصوتٍ خافتٍ لكنه مليء باليقين:
> "لم نتوقف يومًا، كنا فقط ننتظر أن تزهر السماء."
ابتسم، واقترب منها أكثر، حتى صار صوته يختلط بصوت الموج.
كانت عيناها تلمعان كحبات المطر تحت ضوء الغروب، حين قال لها:
> "أريد أن أمضي معك العمر كله، تحت كل مطرٍ قادم، دون أن نختبئ."
ضحكت ليلى بخجلٍ طفولي وقالت:
> "وأن لا ننسى أن نحب كما الآن، ببساطة المطر، ودفء الضوء."
أغمضت عينيها للحظة، وشعرت أن العالم توقف ليلتقط أنفاسه.
لم يكن الحب بالنسبة لها حلمًا بعد الآن، بل حياة كاملة،
زرعها المطر وسقاها الصبر، حتى أزهرت في النهاية سماء من النقاء.
وبينما كانت الغيوم تنقشع شيئًا فشيئًا، رفعت رأسها نحو السماء وقالت في نفسها:
> "ها قد انتهى المطر… لكنه ترك وراءه حياة جديدة."
ثم التفتت إلى آدم، وابتسمت ابتسامة من يجد وطنه أخيرًا بعد رحلة طويلة.
أمسك يدها بقوة، ومضيا معًا على الطريق المبلّل،
تحت شمسٍ خرجت لتعلن أن النهاية يمكن أن تكون دائمًا بداية جديدة.
وهكذا،
حين همس الحب بين المطر…
لم يكن وعدًا بالعاطفة فقط، بل وعدًا بالحياة.
☔ النهاية
> حين توقّف المطر، لم يتوقّف الحب، بل ازداد صفاءً كسماءٍ مغسولة بالضوء. عاد آدم وليلى ليكتشفا أن الفراق لم يكن نهاية، بل طريقًا نحو فهمٍ أعمق ومعنى أجمل. تعلّما أن الحب الحقيقي لا يرحل، إنه يعود دائمًا… حين تزهر السماء من جديد. 🌧️💞
> حين يهمس الحب بين المطر، لا يكون الوداع هو النهاية... بل بداية لحياةٍ تزهر كل مرة من جديد.