الفصل الأول:(بداية غير منظمة)
Written&drawn by :(Marwan-Abady)

(زهرة الجمّال).. إمرأة بسيطة ذات قلب طيب وحنون.. وزوجها (بدر الدين كامل) كانوا اسعد زوجان… كانوا يعيشون حياة هادئة في بلدة بعيدة تدعى (ارض الونس) كانت قطعة من الجنة بسبب كثرة الاشجار والحدائق وانهار تلمع من صفاء مياهها.. كان (بدر) يملك مطعماً في مدينة ثانية بعيدة عن موطنهم.. اسمها (الهرم الاحمر) كانت مدينة متطورة ولها ابراج تحمل تراظاً عريقً في تصميمها كما انها كانت شديدة الزحام بسبب تداول فرص العمل والمشاريع الخاصة بها، حاول (بدر) اقناع زوجته مراراً و تكراراً أن تعيش معه في المدينة لكن (زهرة) كانت ترفض لأنها لاتعرف كيف تتأقلم على العيش هناك.. وحتى لو تأقلمت هي كيف ستأقلم إبنها (رامي) الذي كان رضيعاً في ذلك الوقت.. ولهذا السبب كان (بدر) يسافر كل اسبوع للعمل في المدينة بينما تعتني (زهرة) بإبنها ذو السبعة أشهر.

ولكن عندما بلغ (رامي) السن السابعة.. كان عيد مولده نفس يوم وفاة أبيه بنوبة قلبية.. لهذا اضطرت (زهرة) إلى السفر لتعيش في مدينة (الهرم الاحمر) كي تعيد مطعم زوجها للعمل مرة ثانية وتعتني ب(رامي) بطريقة افضل، لم تكن الحياة سهلة عليهما حيث ان (زهرة) واجهت صعوبات في التعامل مع الزبائن.. حيث أنه إما كانوا وقحين أو طريقتهم غير مريحة او فقط يودون الإنفراد بها.. بينما (رامي) كان يتعرض للتنمر المستمر بسبب انطوائيته الزائدة وعدم إرتياحه في هذا الوضع الجديد .
لم يكن ل(رامي) أية اصدقاء فكان يتحدث مع امه طوال الوقت وكانت (زهرة) دائماً تحاول ان تحتويه جروحه و دموعه كاتمة صرخاتها من الألم والمعاناة، وفي يوم من الأيام عادت (زهرة) من المدرسة مع (رامي) بعد انتهاء الدوام الدراسي.. حاول رامي ان يتكلم معها وقال:
("ليتني كنت مثلكِ أو مثل أبي حتى أعرف حلاً لمشاكلنا")
لم تحتمل (زهرة) و إنفجرت في وجه إبنها الصغير بغضب ناحب وقالت:
("هل انت أحمق لهذه الدرجة؟! أتظنني سعيدة بهذا الوضع المزري؟!.. أنت لا تعلم كيف كان أباك في الماضي.. ولا تعلم ما هي مشاكلي.. انت حتى لا تجد حلاً لمشاكلك الخاصة فكيف ستواجه مشاكلنا معاً ، لا تدّعي انك محور الأحداث ولا اريد سماع منك كلمة اخرى لأنني أكره حياتي أكثر منك مئة مرة ")
صُدِم (رامي) من رد فعل والدته حتى كاد ينفجر من البكاء لكن سرعان لاحظت (زهرة) ما فعلته عانقت إبنها وهي نادمة على كلامها له
(" انا ٱسفة… ارجوك لا تبكي.. لم اقصد ما قلت ..انا لا اريد أن أرى دموعك ثانيةً.. لكن اريدك ان تستمع إلي، انا لن اكون معك طوال حياتك وإذا بكيت لن تجد احد ليساعدك… بل سيستهزؤن بك وبٱلامك.. لذا عدني.. عدني بأن تخفي جروحك .. ودموعك .. عدني ان تكون قوياً كفاية لمواجهة الموت بعينيك .. عدني يا صغيري") كانت تظن انها تحميه بهذة الكلمات.. لم تكن تعلم انها بداية لعنته الأبدية.
(النهاية)