دي كانت غلطتي
دي كانت غلطتي
في حياتنا اليومية، في لحظات معينة بنقف قدام نفسنا ونقول الجملة الصادمة اللي بتكسر أي كبرياء:
“دي كانت غلطتي.”
الجملة اللي بنهرب منها طول حياتنا، ونفضّل نلوم الدنيا، والجو، والظروف، وحتى القطة اللي مابنعرفش نربيها.
الغريب إن الاعتراف بالغلط أصعب من إنك تحسب مصاريف الشهر… أو تختار مطعم يعجب كل أفراد العيلة.
الموقف الأول: غلطة “الدايت”
تبدأ القصة عادة بقرار قوي:
"من بكرة دايت!"
وتنام وأنت شاعر بالفخر… وتصحى الصبح تلاقي نفسك بتفطر فول وطعمية وبيض وعيش سخن.
وبمجرد ما الميزان يعلن النتيجة الكارثية، تبدأ تلوم كل حاجة حوالينك:
الميزان بايظ… الفول كان تقيل… العيش سخن زيادة عن اللزوم.
لحد ما تيجي اللحظة اللي تبص فيها للمرآة وتقول:
"آه… دي كانت غلطتي."
الموقف الثاني: غلطة “العصبية”
تحصل مشكلة صغيرة، بسيطة جدًا…
حاجة زي إن الريموت وقع من على الكنبة.
لكن أنت تقرر إن ده وقت مناسب تعمل خطبة عصبية عن عدم احترام الريموت وحقوق الريموت.
وبعد ما تخلص الانفعال وتلاقي كل الناس مستغربة وبتبص لك، تكتشف إنك كنت مضخّم الموضوع جدًا… وتقول في سرك:
"تمام… دي كانت غلطتي."
الموقف الثالث: غلطة “الموبايل الجديد”
تقرر إنك تشتري موبايل جديد…
بس بدل ما تقرأ المواصفات، تعتمد على فيديو يوتيوب مدته 30 ثانية.
وبعد الشراء:
البطارية بتخلص قبل الظهر
الكاميرا بتصوّر الناس كلهم كأنهم خارجين من فيلم رعب
الشبكة تختفي أول ما تدخل البيت
والسماعة صوتها يعلى ويخسّ مع بعض بشكل غير مفهوم
ومع ذلك… تفضل تقول: "الشركة دي نصّابة!"
قبل ما يقهرك الواقع:
"دي كانت غلطتي من الأول."
الموقف الرابع: غلطة “العند”
ده النوع الأشهر والأقوى…
الناس كلها تقولك:
"ما تعملش كده."
"خلي بالك."
"خد بالك من الخطوة دي."
لكن لاااا… حضرتك “مخك كبير” وتصمم تعمل اللي في دماغك.
ولما الدنيا تخرب… وتكتشف إن اللي حواليك كانوا شايفين اللي إنت مش شايفه…
هنا تكون اللحظة المقدسة اللي تقول فيها:
"تمام… أنا غلطت فعلاً."
الموقف الخامس: غلطة “الزواج منطقياً”
طبعًا الموضوع مش عن الزواج نفسه…
لكن عن اللحظة اللي تفتكر فيها إنك فاهم زوجتك ١٠٠٪، وتقرر تفتي ثقة بدون ما تفكر.
هي تسأل:
"إيه اللي عملته في البيت وانت لوحدك؟"
فتجاوب بكل براءة:
"ولا حاجة… بس نقلت الكنبة شبر يمين."
وهي ترد:
"طب ليه؟! وده مكانها؟!"
تبص حواليك وتكتشف إن فعلاً… مكانها القديم كان أحسن، وساعتها تسمع الموسيقى الحزينة داخل قلبك وتقول:
"دي كانت غلطتي فعلاً."
الموقف الأخير: غلطة “الاعتراف المتأخر”
أكتر حاجة تضحك إن الاعتراف الحقيقي غالبًا بييجي متأخر…
بعد ما نكون عملنا فيلم أكشن كامل…
وصوت عالي…
ومبررات غريبة…
وبعدين في النهاية نصمت ونقول الجملة اللي تهدي كل شيء:
"آسف… دي كانت غلطتي."
والغريب إن الناس كلها كانت عارفة من الأول… ومستنياك تكتشف بنفسك.
الخلاصة
الحياة مليانة لحظات نقول فيها إن الخطأ من الآخرين…
لكن الحقيقة؟
٩٠٪ من المرات… الخطأ بيكون منّا.
بس ما علينا…
طالما عارفين نضحك على غلطاتنا، ونحكيها بروح خفيفة… يبقى إحنا بخير.
والحياة تمشي، ونفضل نكرر الغلط…
ونكرر الاعتراف…
ونكرر الضحك على نفسنا.
