قصة خاطفة الدمام الحقيقية: الكابوس الذي دام 26 عامًا واكتشفته الصدفة في السعودية
قصة "خاطفة الدمام" ليست مجرد حكاية عابرة، بل واحدة من أشهر قضايا الرأي العام في المملكة العربية السعودية، قصة هزّت المجتمع بالكامل، وكشفت تفاصيل مرعبة عاشتها ثلاث عائلات لأكثر من 20 سنة.
قصة تجمع الخطف، والخداع، وتزوير الهوية، والصدمة... وكلها بدأت بالصدفة!
بداية الكابوس
في عام 2019 بمدينة الدمام، دخلت سيدة تُدعى مريم (60 عامًا) إلى الأحوال المدنية تطلب إصدار بطاقات شخصية لابنيها يوسف وموسى.
الغريب أن أعمار الشابين كانت تتراوح بين 20 و22 عامًا، ومع ذلك لم تكن لديهما أي هوية أو شهادة ميلاد!
موظف الأحوال المدنية اشتبه في الأمر، خصوصًا أن استخراج الهوية في السعودية يبدأ من سن 15.
وبعد البحث في النظام، اكتُشف أن الشابين ليس لهما أي سجل ميلاد نهائيًا… الأمر الذي جعل الشكوك تتأكد.
تضارب أقوال مريم
عندما سُئلت مريم عن سبب عدم استخراج أوراق منذ سنوات، بدأت تتغير أقوالها:
• مرة تقول إن زوجها السابق رفض كتابتهم باسمه.
• مرة تقول إن شهادات الميلاد ضاعت.
• مرة تدّعي أنها أم لخمس أبناء، لكن اثنين فقط دون إثباتات.
الضغط ازداد، وتم تحويل القضية للنيابة العامة.
صدمة تحليل DNA
بناءً على قرار النيابة، تم أخذ عينات DNA للشابين، ولمريم، ولزوجها السابق…
وجاءت المفاجأة التي قلبت القضية رأسًا على عقب:
نتيجة التحليل:
• يوسف وموسى ليسوا أبناء الزوج الثاني.
• يوسف وموسى ليسوا أبناء مريم أصلًا!
هنا بدأ الكابوس الحقيقي… شابان يعيشان 20 سنة مع امرأة ليست أمهم!
الكشف الأكبر: نايف أيضًا ليس ابنها
تم استدعاء باقي الأبناء الثلاثة: منار ومحمد ونايف.
النتائج:
• منار ومحمد أبناء مريم فعلاً.
• نايف… ليس ابنها أيضًا!
ثلاثة أبناء يعيشون معها… ولا علاقة لهم بها.
فتح ملفات الاختطاف القديمة
بدأ رجال الأمن بمراجعة سجلات الاختطاف القديمة منذ 26 عامًا.
وبعد مطابقة البلاغات، اكتشفوا:
1. نايف: خُطف سنة 1993 من مستشفى القطيف بواسطة امرأة ترتدي زي ممرضة. تطابقت المواصفات مع مريم تمامًا.
2. يوسف: خُطف من مستشفى الدمام عام 1996، وُجدت ورقة بجانب أمه، بعد تحليل الخط اتضح أنه خط مريم بنسبة 100%.
3. موسى: خُطف سنة 1999 بنفس الأسلوب داخل مستشفى الدمام بواسطة "ممرضة" تحمل كيس سوبرماركت، وُجد الكيس لاحقًا في منزل مريم!
أعمال السحر والخطف
بعد القبض على مريم، اعترفت أنها كانت جزءًا من شبكة خطف أطفال، مع شريكة تُدعى سلطانة.
الشبكة كانت تخطف أطفال حديثي الولادة ثم تبيعهم لأسر ثرية…
أما يوسف وموسى ونايف فلم يشتريهم أحد، فقررت مريم تربيتهم بنفسها!
كما اعترفت بأنها تمارس أعمال السحر والشعوذة وتتقاضى مبالغ ضخمة من زبائن أغنياء.
عودة الأبناء الحقيقيين
تم التواصل مع أهالي الشبان الثلاثة:
• أسرة نايف وجدته بعد 26 سنة من الألم والبحث.
• أسرة يوسف وأُسرة موسى تلقّوا خبر العثور على أبنائهم بعد أكثر من 22 سنة من الفقد.
اللقاء كان صادمًا للجميع…
شباب عاشوا حياتهم في بيت لا ينتمون إليه، وحين عادوا إلى أهلهم الحقيقيين شعر كل واحد منهم بأنه يبدأ حياته من الصفر.
الحكم على مريم

في عام 2020 صدر الحكم على "مريم" بالسجن المؤبد بعد إسقاط القصاص عنها، لأن الشبان الثلاثة تنازلوا عن المطالبة بقتلها، احترامًا لما قدمته لهم من رعاية – رغم جريمتها.
العبرة من القصة
هذه القصة واحدة من أغرب القضايا التي عرفها المجتمع السعودي.
تؤكد أن:
• الخطف قد يغير حياة إنسان بالكامل.
• الجينات لا تكذب… فكل شاب اكتشف أنه يحب نفس اهتمامات أهله الحقيقيين.
• العدالة قد تتأخر، لكنها لا تختفي.
خاتمة قوية
قصة خاطفة الدمام ستظل علامة فارقة في تاريخ الجرائم السعودية، ليس بسبب قسوتها فحسب، بل بسبب الطريقة الغريبة التي انتهت بها:
ثلاث أسر تستعيد أبناءها بعد ربع قرن… وامرأة واحدة كانت وراء هذا الكابوس الذي دام 26 عامًا.