قصة محمود وندا وحقد حمو – جريمة الإسكندرية 2025
قصة محمود وندا وحقد حمو – جريمة الإسكندرية 2025
في عام 2025، هزّت الإسكندرية جريمة مروعة كشفت حجم الحقد والحسد الذي يمكن أن يسيطر على قلب الإنسان، حتى لو كان أقرب الناس إليه.
الضحية كان محمود أشرف، شاب عمره 35 سنة، خريج كلية هندسة زراعية، معروف بين الناس بالكرم والإخلاص وحبه لمساعدة الآخرين.
الجانب الآخر في هذه القصة كان محمد المعروف بحمو، الذي قلب حياة محمود وحياة من حوله إلى جحيم بسبب غيرته وحقده الكبير.
البداية: محمود وطموحه الكبير
قبل 11 سنة من تاريخ الجريمة، كان محمود في عمر 24 سنة، شاب طموح يحلم ببناء مستقبل ناجح في مجال التجارة الحرة. بدأ عمله في تصدير الفاكهة إلى إيطاليا، وكان يواجه صعوبات البداية بصبر وعزيمة.
محمود كان معروفًا بين زملائه وجيرانه بكرمه، حيث كان دائمًا يقدم المساعدة لأي شخص يحتاجها، سواء في العمل أو خارج نطاقه، كل هذا جعله محبوبًا بين الجميع، مما ساهم في بناء سمعته الطيبة في سوق التجارة.
قصة الحب والزواج: محمود وندا
خلال عمله وسفره المتكرر لإيطاليا، تعرف محمود على ندا، الفتاة التي اجتمعت فيها كل صفات البنت الصالحة، منذ اللحظة الأولى، شعرت ندا أن محمود رجل مسؤول ويستحق الثقة، وأنه قادر على تحمل مسؤولية الحياة الزوجية.
بعد فترة قصيرة، تمت خطبتهما ووافق أهل ندا على الزواج، بسبب وضوح محمود وصراحته بشأن طبيعة عمله وكثرة سفره، الأمر الذي أكسبهم الثقة في اختياره كشريك حياة.
الحياة الزوجية والتوازن بين العمل والأسرة
خلال أول سنة من الزواج، قضت ندا وعائلتها فترة ممتعة في إيطاليا، حيث كان محمود يحافظ على توازن رائع بين عمله وحياته الزوجية، كان دائمًا يهتم بها، ويحرص على شراء الهدايا لأهله ولأهلها، ما جعل كل من حوله يلاحظ كرمه وأخلاقه العالية.
لكن في قلب هذا النجاح، كان هناك شخص يراقب ويرى كل خطوة لمحمود بغضب وحقد شديد، وهو محمد أو حمو، جزء من أخت ندا.
حمو: الحسد يتسلل إلى القلوب

حمو كان يعمل فني ألموتال، لديه محل صغير، ولم يكن لديه أي طموح حقيقي.
عوضًا عن أن يتمنى الخير لمحمود، بدأ يظهر علامات الغيرة والحقد، خاصة عندما كان محمود يهتم بأبناء أخت ندا ويشتري لهم الهدايا باستمرار.
تصاعدت الغيرة والحقد في قلبه حتى أصبح يتصرف بعنف تجاه من حوله، وخاصة زوجته التي بدأت تشعر بعدم استقرار العلاقة بسبب مقارنته الدائمة بمحمود.
أزمة الصحة: مرض محمود السرطان
بعد سنة ونصف من الزواج، بدأ محمود يشعر بصداع مستمر وإرهاق شديد.
توجه للطبيب، وأثبتت الفحوصات أنه مصاب بسرطان الدم. الخبر كان صعبًا للغاية، وأخبره الطبيب بضرورة التركيز على صحته النفسية والجسدية، وأن فرصة الإنجاب شبه مستحيلة.
رغم كل هذه الصعوبات، استمر محمود في عمله واهتمامه بعائلته، محافظًا على توازنه وكرمه، مما زاد حقد حمو وغضبه.
الصبر والإيمان: سبع سنوات من العلاج
على مدى سبع سنوات، خضع محمود لعلاج الكيماوي، لكنه استمر في متابعة عمله والتجارة، كان مثالًا للتفاني والصبر والكرم، وظل يحافظ على سمعته الطيبة بين الناس.
في المقابل، استمر حمو في تصعيد حقده، وأصبح يتصرف بعنف تجاه زوجته وعائلته، محاولةً تصفية هذا الغضب المكدس داخله.
تصاعد الصراع بين محمود وحمو
بعد تعافي محمود جزئيًا، بدأ حمو يشعر أن نجاح محمود يطغى على حياته، وأن ابنه بدأ يقلد محمود في الكلام والملبس، مما زاد من شعوره بالحرج والغيرة.
في يوم من الأيام، وخلال اجتماع عائلي، استغل حمو فرصة للانفراد بمحمود وقام بضربه بقالب طوب، مما تسبب في إصابته بنزيف شديد، قبل أن يتدخل الجميع لنقله للمستشفى.
الجريمة المروعة: القتل المتعمد
رغم تدخل الأسرة والجيران، عاد حمو ومعه سكين، وقام بطعن محمود 16 مرة بكل حقد وغضب، لم يتمكن أحد من إنقاذه في اللحظة الأخيرة، وكانت الشرطة قد وصلت لاحقًا لتبدأ التحقيقات.
أظهرت التحقيقات أن الدافع كان الحقد والغيرة من نجاح محمود وحياته المستقرة، وليس أي سوء نية من محمود تجاهه.
العبرة والدروس المستفادة
القصة تظهر أن محمود كان رجلًا صالحًا، كريمًا، محبًا لعائلته ومخلصًا في عمله، بينما حمو كان مثالًا للحسد الذي يدمر حياة الآخرين.
القصة تعلمنا عدة دروس مهمة:
1. الصبر على الابتلاءات مهما كانت صعبة.
2. التمسك بالأخلاق والكرم حتى في أصعب الظروف.
3. الحذر من الحسد والغيرة من أقرب الناس.
4. أن النجاح قد يجلب الغيرة أحيانًا من أشخاص لا يتمنون الخير للآخرين.
رحم الله محمود وألهم أهله الصبر، ولتكون هذه القصة درسًا في الصبر والرحمة وعدم الغيرة على الآخرين.