السمعة تدمر حياة الإنسان … قصة حقيقية من ملفات المعمل الجنائي بالإسكندرية

في عالم الجرائم الغامضة، غالبًا ما تكون السمعة مفتاحًا لفهم دوافع الأشخاص ، قصة اليوم حقيقية من ملفات المعمل الجنائي في الإسكندرية عام 2016، وتكشف جريمة قتل مروعة مرتبطة بحياة شخصية معقدة تُعرف باسم الحاجة إصلاح، وطبيعة سلوكيات ابنها إبراهيم وشاب آخر اسمه رضا.

تدور القصة حول الصراعات الأسرية، الغدر، والتحكم في المال والسلطة، وكيف يمكن للسمعة السيئة أن تؤدي إلى مأساة حقيقية.

اختفاء الحاجة إصلاح

إبراهيم، شاب عمره 34 سنة، توجه إلى قسم الشرطة للإبلاغ عن اختفاء والدته، الحاجة إصلاح، التي لم يتواصل معها منذ 14 يومًا.

• رجال الأمن استغربوا: كيف لشخص أن تكون والدته مفقودة منذ أسبوعين ولم يحاول الوصول إليها؟

• إبراهيم أوضح أنه حاول الاتصال بها عدة مرات، لكن الهاتف كان مغلقًا، ما دفعه للبحث عنها شخصيًا.

الجيران أكدوا أنه لم يروا الحاجة إصلاح منذ فترة طويلة، ولما اقترب إبراهيم من باب الشقة شم رائحة كريهة، مما زاد من قلقه.

وصول رجال الأمن وكسر الباب

عندما وصل رجال الأمن، حاولوا فتح الباب دون جدوى، وكانوا يشمون رائحة غريبة كلما اقتربوا من الشقة.

قرروا كسر الباب، ووجدوا الشقة فارغة، مع بعض المفروشات الجديدة المعبأة في الكراتين، ما يشير إلى أن الجريمة حدثت منذ فترة قصيرة.

تبع رجال الأمن الرائحة الكريهة إلى كرتونة غسالة بجانب الحمام، ووجدوا داخلها جثة الحاجة إصلاح ملفوفة بأكياس بلاستيك وسجادة.

تفاصيل الجريمة

كشف الفحص المبدئي:

• الوفاة حدثت منذ فترة طويلة بسبب التحلل، مع وجود آثار ضربات بسكين على الجثة.

• آثار الدماء كانت موجودة على الترابيزة وفي غرفة النوم.

• السكين الملقاة في الحمام تحتوي على آثار دم، ما يؤكد استخدامها في القتل.

• الملابس مبعثرة داخل الدولاب، ما يشير إلى سرقة محتويات الشقة، بما فيها التلفزيون وبعض الفلوس.

كان واضحًا أن الجريمة لم تكن عشوائية، بل معركة حقيقية.

حياة الحاجة إصلاح الغامضة

الحاجة إصلاح، 53 سنة، كانت امرأة مليئة بالأسرار:

• بعد وفاة زوجها وهي في عمر 38، قررت الزواج بزواج عرفي عدة مرات من شباب أصغر سنًا.

• الهدف من الزواج والزواج العرفي كان الحفاظ على حياتها بحرية، واستغلال المال الموجود لديها.

• كانت تعمل في التسول بطريقة احترافية، حيث تجمع أموالًا يوميًا من الشوارع ثم تعود إلى الشقة لتعيش حياتها.

ابنها إبراهيم قطع علاقته بها بسبب تصرفاتها، بينما ابنها الآخر انتحر بسبب السمعة السيئة لوالدته.

رضا والجريمة

رضا، شاب عمره 28 سنة، منجّد، معروف بسمعته السيئة:

• يتزوج النساء الأكبر سنًا للحصول على المال.

• تعرف على الحاجة إصلاح عبر تجديد عفشها، وتزوجها عرفيًا.

• رفضت إصلاح أن يعمل معها أو يشاركها في الشقة، لكنها كانت تحمل أموالًا ومجوهرات، ما أغرى رضا للاستيلاء عليها.

يوم الجريمة

في يوم الحادث:

1. ضرب رضا إصلاح على رأسها باستخدام الترابيزة.

2. حاولت الدفاع بسكين، لكنه ضربها في البطن.

3. عندما وجدها لا تزال على قيد الحياة، خنقها حتى الموت.

بعد الوفاة:

• بقي رضا ساعتين يفكر في كيفية التصرف.

• اتصل بأخيه لتخطيط سرقة محتويات الشقة وبيعها.

• وضع الجثة في كرتونة الغسالة بجانب الحمام، وغادر معتقدًا أن أحدًا لن يكتشف الجريمة.

التحقيقات والقبض على الجناة

image about السمعة تدمر حياة الإنسان … قصة حقيقية من ملفات المعمل الجنائي بالإسكندرية
القبض علي الجناة 

• بدأ رجال الأمن جمع المعلومات عن رضا وعلاقاته بالحاجة إصلاح.

• اكتشفوا أن رضا كان يزور الشقة بشكل متكرر ويأخذ أموالًا مقابل أعمال التنجيد التي يقوم بها.

• بعد يومين من البحث، تم العثور على رضا وأخيه في شقة أحد أقاربهم، حيث اعترفوا بكل شيء.

• تم تقديمهما للمحاكمة بتهمة القتل مع سبق الإصرار والترصد.

الخلاصة والدروس المستفادة

1. أثر السمعة السيئة: السمعة السيئة قد تؤدي إلى جرائم مأساوية وتشوه حياة الأبناء.

2. استغلال الآخرين: الحاجة إصلاح استغلت الشباب الأصغر سنًا، بينما رضا استغل الفرصة للقيام بالجريمة.

3. التشابه في السلوك: الفارق الوحيد بين إصلاح ورضا كان السن، لكن التشابه في السلوك كان واضحًا: استغلال الآخرين لمصالح شخصية.