لم أؤمن بالحب… حتى عرفته
الفقرة الأولى:
فتاة لا يتجاوز عمرها ستة عشر عامًا، كانت ترى أن الحب شيء بلا معنى ولا مكان له في حياتها. وفي أحد الأيام، أثناء تصفحها لتطبيق تيك توك، صادفت فيديو يتحدث عن الحب، وكان صاحبه يسأل: هل يمكن أن تسامح من جرحك؟ دخلت الفتاة التعليقات ببرود وأجابت: نفسي ثم نفسي، لا أظن أنني سأفعل. فرد عليها قائلًا: لأنك لم تجربي الحب بعد. حينها شعرت أن طريقته مختلفة، وتسألت في نفسها: ماذا مرّ به ليقول ذلك؟م له ابدا
الفقرة الثانية: بدافع الفضول، دخلت إلى محادثته الخاصة وسألته عن قصته مع الحب. حكى لها عن تجربة مؤلمة مرّ بها، فتأثرت كثيرًا بكلامه وقالت له إن الله سيعوضه خيرًا. منذ ذلك اليوم، بدأ يسأل عنها يوميًا، بينما كانت هي في البداية لا تبدي اهتمامًا، لكن مع مرور الوقت بدأت تهتم وتنتظر حديثه، وتحكي له عن يومها، وكان يستمع لها بشغف واهتمام. بدأت تهتم وتنتظر حديثه، وتحكي له عن يومها، وكان يستمع لها بشغف واهتمام.
الفقرة الثالثة:
في يوم من الأيام، اكتشفت والدتها أمر التواصل، فسحبت منها الهاتف. لم يكن يشغل بال الفتاة سوى سؤال واحد: كيف ستصل إليه؟ وبمساعدة صديقتها، استطاعت التواصل معه مجددًا. وعندما سمعت صوته بعد غياب طويل، لم تتمالك نفسها وبكت. أخبرها أنه لم ينم ليلًا من كثرة التفكير بها، واعترف لها بأنها الشخص الذي عوضه الله به، وأنه لم يعرف الحب الحقيقي إلا معها.

الفقرة الرابعة:
استمرت علاقتهما سرًا دون علم والدتها، وازداد تعلقها به أكثر من أي شيء. دام الحال على هذا النحو ستة أشهر، إلى أن بدأ هو يتغير ويعاملها ببرود. كان يتجاهلها أحيانًا، وعندما تعاتبه يبرر ذلك بضغط العمل. تكرر الأمر حتى ضاقت بها الحال، فواجهته قائلة إنها ستخرج من حياته نهائيًا. حينها خاف واعترف بأنه لا يستطيع العيش دونها، فضعفت أمام كلماته لكنها حذرته أن هذا التغيير إن تكرر فلن تتراجع عن قرارها

الفقرة الخامسة:
عاد يعاملها باهتمام أكبر من السابق، وفي أحد الأيام أخبرها بسعادة أن لديه مفاجأة لها. وبعد إلحاح منها، قال إنه ينوي التقدم لخطبتها والتحدث مع والدها. لكنها رأت أن الوقت غير مناسب لمثل هذه الأمور، فحزن ووافق على رأيها. بعد ذلك، كثرت الخلافات بينهما وقلّ الحديث، وكانت هي غالبًا من تفتعل المشاكل، بينما كان هو يتحمل بصبر.

الفقرة السادسة:
ومع كثرة الجدال وسوء الفهم، بدأت العلاقة تفقد هدوءها، إلى أن جاء يوم حدث فيه ما لم يكن في الحسبان… يوم غيّر كل شيء، وترك سؤالًا مفتوحًا: هل يكفي الحب وحده ليستم ر، أم أن التوقيت والوعي أهم من المشاعر؟

الفقرة السابعة:
جلست تلك الليلة تفكر طويلًا، تتساءل إن كان الحب وحده كافيًا ليستمر كل شيء، أم أن بعض العلاقات تولد في وقتٍ خاطئ مهما كانت صادقة. كانت تحبه، نعم، لكنها أدركت أن التعلّق دون أمان يُتعب القلب، وأن الوعود مهما كانت جميلة تحتاج أفعالًا تحميها. لم تتخذ قرارها بعد، لكنها هذه المرة فكرت بنفسها أولًا، وتعلّمت أن الحب لا يعني أن نضيع أنفسنا، بل أن نحافظ عليها قبل أي شيء.. 
الفقرة الثامنة مرت الأيام وهي تحاول أن توازن بين قلبها وعقلها، بين خوفها من الفقد ورغبتها في الاستمرار. لم تعد تلك الفتاة التي لا تؤمن بالحب، لكنها أيضًا لم تعد مستعدة أن تتألم من أجله. أصبحت أكثر وعيًا، تراقب تصرفاته قبل كلماته، وتفكر ألف مرة قبل أن تعاتبه، وكأن التجربة علّمتها أن المشاعر وحدها لا تكفي لبناء علاقة آمنة.الفقرة التاسعة:

.الفقرة التاسعة:
وفي صمتها، اكتشفت أن الحب الحقيقي لا يُقاس بعدد الرسائل ولا بكثرة الوعود، بل بالطمأنينة التي يمنحها، وبالاحترام الذي لا يتغير مع الوقت. ربما تستمر القصة، وربما تنتهي، لكن المؤكد أن تلك الفتاة خرجت منها أقوى، تعرف ماذا تريد، وماذا لا تقبل به أبدًا. فقد كان ذلك الحب درسًا لن تنساه، لا لأنه آلمها فقط، بل لأنه غيّرها للأفضل. النهاية المفتوحة
وفي تلك اللحظة، لم يكن السؤال: هل تحبه أم لا؟
بل: هل تحب نفسها بالقدر الكافي لتختار ما لا يؤذيها؟
كانت ما زالت معه، نعم…
لكن قلبها لم يعد مغمضًا كما كان،
لم تعد تتعلّق بالكلمات وحدها،
ولا تطمئن إلا لما تراه فعلًا.
أدركت أن بعض القصص لا تُحسم فجأة،
وأن البقاء أحيانًا يكون اختبارًا،
كما أن الرحيل قد يكون نجاة.
تركت النهاية معلّقة،
ليس لأن القرار صعب،
بل لأن هذه المرة…
هي من ستختار.
فهل يستمر الحب حين يُوضع أمام الوعي؟
أم أن بعض العلاقات تنتهي بمجرد أن نفتح أعيننا؟