احذر هذا الرجل ...حامل الضياء
الحلم
ها أنا ذا اقف في مقدمة السفينة العملاقة كملك في مملكته انظر إلى السماء بسحابها و طيورها والبحر بكائنته تسبح بحمد خالقها .
معذرة أنا لم أعرفكم بنفسي حامد اسمي حامد و صفتي كذلك احمد ربي على حالي ، أنا الطفل يتيم الأب و الأم الذي توفى والديه في حادث حريق و أنا لم أبلغ عامي الثاني ، أراد الله أن يحفظني من هذا الحادث الذي وقع لسبب لا يعلمه غير الله .
أصبحت أنتقل من منزل لمنزل في قريتي ، فجميع نساء القرية أمهاتي و رجالها أبائي و أولادها أخواني و أخواتي، الجميع يحب حامد اليتيم و انا ايضا أحبهم جدا و لكن كنت أفضل دائما الذهاب لعم عبد الله الرجل العجوز الذي يسكن في اخر القرية ، إنه العجوز الذي كان دائما يحنو علي و يهتم بي فليس لديه أبناء فأعتبرني ابنه و حاول تعويضي عن أبي.
عندما انام كانت تزوروني الكوابيس كل ليلة و كان كابوس متكرر وهو أن أجد نفسي مربوط على كرسي في سفينة متهالكة و السفينة ليس بها أحد و بمفردي في عرض البحر و أرى رجل لا استطيع أن أرى ملامحه يمسك في يديه ساطور و عندما ينزل به على وجه استيقظ و على وجهي العرق ينزل على وجهي .
عبدالله : أمازت تحلم بهذا الحلم يا حامد.
حامد : إنه ليس بحلم إنه كابوس و تعبت من رؤيته كل ليلة منذ صغري.
عبد الله : استيقظ و توضأ و صلي لأني أريد أن أتحدث معك في أمر مهم.
قمت من نومي و توضأت و صليت الفجر و وجدت عم عبدالله قام بتحضير الفطور و أثناء الفطور قال لي : حامد انت كبرت و أصبحت رجل يعتمد عليه و لابد أن تعمل لتكسب قوت يومك.
حامد: أعمل .. أنا لا أستطيع أن أفعل شيء .
عبدالله :تعمل بمهنة أبيك و جدك بحار، فأبيك كان بحار ليس عليه غبار و كذلك والده.
و بالفعل في اليوم التالي ذهبت مع عم عبدالله للمعلم عثمان صاحب اكبر سفينه وفي الميناء، و من بعد هذا اليوم أصبحت من البحارة على سفينة المنصورة ، وقد تعلمت بسرعة أصول المهنة و كيفية العمل على السفينة و أصبحت من أعمدة السفينة الشجعان.
ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، في يوم كنت في فترة عملي فجرا و فجأة رأيت سفينة ليست بالعملاقة و لكنها كبيرة ظهرت من العدم ، يظهر عليها الصدأ من كل جانب ، ذهبت مسرعا الي قبطان السفينة و أخبرته بما حدث.
القبطان : ما تلك السفينة؟ كيف ظهرت و من أين أتت ؟ إنها لم تظهر على رادار السفينة.
ظل الجميع ينظر للأخر في حالة من التعجب و الدهشة، و لكن ظهر على وجوههم الخوف و الريبة من الأمر .
القبطان : لقد اقتربنا منها بشدة من هذه السفينة فما رأيكم؟
قال رضوان مساعد القبطان و صديقي : نحن لا نعرف ما هو بداخل السفينة ربما تحدث مشكلة أرى أن تبلغ السلطات ولا نتدخل .
قاطعته مسرعاً : كيف نذهب و نترك السفينة ربما يكون أحد بالداخل يحتاج مساعدة.
رضوان : و لكنها مخاطرة غير محسوبة.
القبطان : أنا أعتقد أن لا مانع من تفقد السفينة و عند العودة تبلغ السلطات ، ولكن من نرسله إلى داخل السفينة .
صمت الجميع لم يتكلم أحد و لكني بادرت بالحديث و قلت أنا أريد الدخول فطبعا أنا المتحمس لدخول السفينة من قبل.
عند الاقتراب الشديد من السفينة تم وضع لوح عريض حتى انتقل من خلاله للداخل، الأن أنا على سطح السفينة دعوني أوصف لكم ماذا رأيت، سطح من المعدن الملئ بالصدأ و بعض من الكراسي المكسورة و المتهالكة.
وجدت باب حديد كبير ليس به مكان لمفتاح أو قفل ، قمت بتحريك الباب للداخل ، صوت الباب عالي جدا و مزعج ، بمجرد فتحة و إذا بهواء ساخن جدا يضرب صدري و صرخت أه...
لا استطيع أن أوصف مدى الالم الذي أحسست به عند مرور هذا الهواء الساخن ، تمالكت نفسي و لكن من عادتي عندما ادخل اي مكان أسمي بالله ولكن أنا لا أستطيع أن أتكلم ولساني كأنه مربوط بحبل .
بس....بس....بس...
أنا لا أستطيع أن انطق البسملة حتى لا أفهم أنا لا أرى سوى ممر به غرف كثيرة جدا و الضوء خافت جدا و الارض لونها غريب بها بقع ذات لون غامق لا أستطيع أن تميزه ، و فجأة جاء هاتف في أذني،لا تدخل ..لا تدخل..
من يحدثني أنا لا أعرف و لكني دخلت ، منذ دخولي إلي السفينة و انا أشم رائحة عفن و لم أتعجب من هذا و لكن دخل الخوف قلبي عند رجع صوت إلي أذني و هو يقول (دخلت فأحذر).
وجدت نفسي أقول :من يتكلم من انت؟
و إذا فجأة سمعت صوت موسيقى من بعيد ، بدأت في السير نحو الصوت و انا أنظر على الابواب المليئة بالصدأ و أسير في أخر غرفة في السفينة ، و عندما وصلت إلى الغرفة التي يخرج منها الصوت فإذا بالباب يفتح بمفرده دون أن ألمسه ، ودخلت الغرفة و لكن الغرفة تبدو مرتبة و منظمة جدا يوجد سرير و. دولاب و مكتب و على المكتب يوجد صندوق موسيقى.
كيف هذا لا يوجد أحد في السفينة ولكن الغرفة نظيفة جدا ليست كباقي السفينة ، و أنا أحدث نفسي فإذا بشئ يجري سريعاً خارج الغرفة .
من.. من .. هل يوجد أحد هنا .
أكيد تهيؤات من الخوف فقط ، لم أتمالك نفسي و أخذت صندوق موسيقى ولا أعرف لماذا فعلت هذا ، هممت أن افتحه و إذا بالاسلكي الذي معى و صوت القبطان بداخله ، حامد حامد أوجدت شئ؟
رددت عليه : لا لم اجد شئ السفينة خالية بالكامل.
القبطان: حسنا أخرج من عندك و أرجع لسفينتنا .
أنا : حسنا سوف أعود.
و لكني فعلت شيئا لم يكن لدي القدرة على عدم فعله ، لقد أخذت نعم أخذت الصندوق الصغير و وضعته في داخل قميصي حتى لا يلاحظه أحد و خرجت من السفينة.
عندما خرجت دخلت إلي غرفتي بعد أن تحدث مع القبطان و سألني عن السفينة ولكني أخبرته أنها فارغة ليس بها أحد و لم أتكلم عن ما رأيته أو أخذته من هناك.
الآن وقت راحتي و على فراشي وجدت نفسي أمسك الصندوق و أفتحه ...
ما هذا إنه صندوق صغير فارغ من الداخل و لونه أسود من الدخل إذن من أين تأتي هذه الموسيقى.
و لكن لاحظت وجود خيط طرفه يخرج من الصندوق.
و عندما سحبته أحسست بدوار شديد ، راسي رأسي تؤلمني أه أه.. و فجاءة لم أشعر بأي شئ و أغمضت عيني.
عمران ..عمران .. استيقظ ميعاد خدمتك.
من هذا الرجل
وجدت عيني تفتح ببطء شديد مع ألم في الرأس و وجدت شخص أول مرة أراه ، و قال لي : أستيقظ يا عمران سوف تتأخر عن مناوبتك.
عمران من عمران ؟ أتحدثني أنا ؟
رد عليا: وهل يوجد أحد غيرك في الغرفة ، أنهض سريعا يا عمران فالقبطان يريد جميع البحارة على السطح.
و دخل رجل ينادي عم حسيب أسرع هناك أمر مهم في الاعلى.
كل هذا يحدث و أنا فاتح فمي لا أستوعب ما حدث، من عمران و من حسيب ذلك الرجل العجوز ذو الظهر المحني و يتكلم على عصا قديمه ، و ما هذه الغرفة أنها ليست غرفتي ..لحظة أنها نفس الغرفة التي كانت في السفينة المهجورة ، أنها هي بالفعل و لكن كيف حدث هذا أنا لا أفهم ماذا حدث؟
راسي تألمني جدا و لكني أتحملها و على الدولاب وجدت مرآة صغيرة عندما نظرت فيها وجدت شئ مختلف أنا ليس لدي لحية كثيفة كهذه و لست أقرع كما أن طولي أقصر قليلا و لكن نفس ملامحي.
خرجت من الغرفة و أنا أحاول أتمالك أعصابي عن ما يحدث أمامي ووجدت الممر نظيف جدا و الأبواب التي كانت مليئة بالصدأ نظيفة أيضا.
فتحت باب الممر لأجد نفسي على سطح السفينة المهجورة و لكنها ليست مهجورة أنها مليئة بالنشاط و العمل فيوجد العديد من البحارة الذين يعملون في السفينة و أنا ما زلت لا أفهم ماذا يحدث.
ولكنني وجدت نفسي أسأل أحد الرجال ، عن ما هو تاريخ اليوم وجدته يقول لي ٢٨/10/1900
ماذا هل عدت بالزمن قرن من الزمان، بالتأكيد أنا أحلم ، قطع تفكيري صوت القبطان و هو يقول :أمامنا ستة أيام على الوصول للميناء و علينا أن نعمل بجد حتى الوصول.
ولكن هناك أمر آخر أريد أن أتحدث معكم فيه ،يشكو بعض الركاب من سماع صوت موسيقى مجهول مصدره و لكن عن نفسي لم أسمعه ولكن إذا كان أحد منكم يعرف شيئا فليخبرني أو يخبر الريس حسيب.
راودني فجأة ذلك الهاجس صوت الموسيقى أيمكن أن يكون الصندوق الصغير و لكن أين هو؟ هل أختفى ؟
و هل أخبر أحد عن ما حدث لي ؟أم أستسلم للأمر الواقع و أترك نفسي في هذه التجربة .
لقد سكت سوف أترك نفسي لهذه التجربة لأرى إلي أين تأخذني .
قطع تفكيري صوت الرجل العجوز عم حسيب و هو يقول :ما ذا بك يا عمران ؟يبدو عليك التعب .
أنا بارتباك : أنا بخير الحمد لله فقط أحس ببعض الإجهاد.
حسيب : أعرف أنك تعبت هذه الأيام من كثرة العمل فأنت ماهر في عملك و لذلك القبطان يعتمد عليك في الكثير من الأمور.
و أبدأت أن أجذب أطراف الحديث مع حسيب حتى فهمت منه أنا كان يملك هذه السفينة و لكن الزمن غير كل شيء و أصبح لا يملك أي شيء و لكن تقديراً له أصبح يعمل في السفينة و القبطان يقدر هذا و لذلك لا يجعله يعمل أعمال صعبة.
لقد أحسست بالاطمئنان و الراحة و أنا أتحدث معه و لكن شئ ما جعلني أسكت و بدأت العمل في السفينة و أنا أعرف هذه الأعمال.
و قبل أن تأتي الساعة الثانية عشر منتصف الليل سمعت صرخة شقت صوت الأمواج .
خرجت سريعاً إلى الممر لأجد الجميع أمام عدة غرف و على وجوههم الرعب من ما وجدوه ، لقد وجدوا جثث لعشرة أشخاص من نساء و رجال و أطفال منزوعي الأعين و اللسان و لا يوجد أي جروح أخرى أو طعنات.
وجدت عم حسيب يقول : لا حول و لا قوه الا بالله كيف يحدث هذا و من يستطيع أن يقتل بهذا الشكل البشع ؟
رد احد البحارة : أثناء تجول طفلة من الركاب في الممر إذا بأحد الابواب مفتوحة و تنظر الفتاة إلى داخل الباب لتجد هذه الجثث.
أنا : إذن القاتل بيننا و هو ليس بالشخص العادي حتى يستطيع أن يقتل بمثل هذه الوحشية .
حسيب : فعلا الطريقة صعبة و العدد كبير و كيف قتلهم و لم يصرح أحد.
قطع كلامنا القبطان : لابد أن نأخذ الجثث للمخزن حتى نصل و على الطاقم الذهاب معي للسطح ، أما الركاب فعليهم عدم الخروج من غرفهم الليل .
الصمت يسود بين الركاب يتسلل صوت بكاء الاطفال ممن رأوا هذا المنظر ، خوف و رعب و ترقب لما حدث و ما سوف يحدث.
طلعنا جميعا للقبطان الذي قال لنا : الذين قتلوا اليوم هم الأشخاص الذين سمعوا الموسيقى أمس ولا أعرف هل هذا لهو علاقه بتلك و لكن الأكيد أن هناك قاتل بيننا و علينا أن نتناوب الحراسة في مجموعات و الجميع سوف يكون في الحراسة و لا أستثناء .
كان قد مر منتصف الليل و جاء ميعاد مناوبتي و كانت مع عم حسيب و بحار أخر أسمه حسان شاب صغير السن و يبدو عليه الفقر المضجع و كان حسيب يجلس مكانه و أنا و حسان نتجول حول السفينة و لكن هناك إحساس غريب كلما أقتربت من عم حسيب هذا الرجل العجوز ذو اللحية البيضاء الذي يبدو على وجه الطيبة ، جلست لأرتاح قليلا مع عم حسيب الذي صنع لي الشاي و قال لي: تعالى يا عمران يا ولدي لن يحدث شيء اليوم.
سالته و انا أشرب الشاي : و كيف عرفت هذا؟
حسيب : لأن القاتل نفذ ما يريد و انتهى الأمر و لو كان يريد أن يقتل الليلة مرة أخرى لما أراد أن يكتشف أحد الأمر .
أنا : كلام منطقي يا عم حسيب و لكن الحذر واجب .
ضحك حسيب و قال الحذر لا يمنع القدر ، و لكن أنظر أترى القمر بعد عدة أيام سوف يصبح القمر بدر سوف يضئ السماء.
أنا : نعم في يوم 31/10 .
جاء حسان و قال : أتشربون من غيري و أنا أموت عطشا .
حسيب :خذ يا حسان يا فجعان و هل لك نفس لتشرب شئ في هذه الأجواء.
حسان :و لما لا أنت و عمران تشربون لما أنا لا .
ضحكت من كلامه أنا و عم حسيب و ظللنا حتى انتهى مناوبتنا و رجعت إلى غرفتي.
عندما دخلت و نمت شدة تعبي على السرير حلمت بالحلم المعتاد أني جالس على سطح السفينة و مربوط اليد و الرجل الذي يمسك الساطور أمامي و لكن هناك فرق في كابوس اليوم و هو خلفية الحلم موسيقى الصندوق الصغير أنا أسمعها و الرجل يأخذ الساطور و إذا لحسان يوقظني :أصحى يا عمران سوف تتأخر، القبطان يريدنا .
أستيقظت مع ألم الرأس الرهيب ، و عندما وصلت القبطان قال لنا : لقد أشتكى بعض الركاب أنهم سمعوا صوت موسيقى و هم دون غيرهم و لا أعرف هل سيحدث لهم شئ ام لا، على العموم سو نأخذ حذرنا من أي شيء قد يحدث نوبات الحراسة كما هي فكونوا حذرين من اي أمر.
سمعت كلام القبطان و في داخلي خوف و تقرب و أحساس قوي أن هناك أمرا سيحدث ، بدأت أعمل ما عليا من مهام و لكن نظري على كل شخص في المركب و الجميع خائف و خصوصاً من سمعوا صوت الموسيقى و لكن قبل منتصف الليل كان ميعاد نوبة حراستي مع حسان و كان عم حسيب يقول أنه مريض و قد أستاذن من القبطان لإراحته و أنه سينام، و فجأة أثناء مروري في الممر و جدا بابا مفتوحا فتحته إذا بمذبحة عشرين شخص مقتولين الدماء في كل مكان في الغرفة أطفال و رجال و نساء منزوعي الأعين و اللسان ، و جميعهم على الأرض فوق بعضهم البعض ، منظر يقشعر له الأبدان ، جريت بسرعة نحو للقبطان أخبره ، و عندما أخبرته ضرب جرس الانذار و تجمع الطاقم و عندما شاهد الجميع المنظر أخذوا يصرخون من هول المنظر فالعدد اليوم كبير و الطريقة صعبة جدا.
عم حسيب يأتي من خلفي و يقول ماذا حدث ؟ و عندما شاهد المنظر قال ثانياً جريمة قتل واصعب من المرة السابقة.
و لأول مرة أحس بخوف القبطان و إرتعاش صوته و هو يقول هذا أصبح صعب و غير معقول لم يبقى إلا عدد قليل من الركاب و الطاقم و المجرم يتجول بيننا و نحن لا نعرف من هو أو لماذا يفعل هذا ؟
خذوهم في الأسفل و أكملوا الحراسة و ما يريده الله سوف ييحدث
سيطر الخوف و الترقب بين والجميع فلم يبقى من الركاب سوى القليل و طاقم السفينة و الجميع لا يريد أن يبقى بمفرده يشعر أن الدور عليه في القتل حتى الفجر صوت البكاء مفزع رائحة الموت في كل مكان.
انتهت ساعات الليل المقبض و عند شروق الشمس بدأ العمل مرة أخرى و باقي الركاب رجعوا إلي غرفهم و بالفعل بعدها بلحظات خرجوا من غرفهم يصرخون ، لقد سمعنا لقد سمعنا صوت موسيقى مجهول و هم مرعوبين ، و لكن المرعب أن بعض البحارة سمعوا هذا أيضا و بدأ القلق يتسلل إلى الجميع فالمصير المرعب بإنتظارهم جميعا.
ظل الجميع جالس مع بعضهم البعض على سطح السفينة لا أحد يجرؤ على الرجوع إلى الغرف فهم يعرفون المصير المحتوم.
ظل الجميع جالس حتى أتى الليل و اختفت أشعة الشمس و أحسست برغبة في النوم غير إعتيادية في هذا الوقت و عندما نظرت بجانبي كان يجلس عم حسيب و هو أيضاً يشعر بالنعاس و كذلك باقي الركاب و البحارة، و فجأة غلبني وحش النوم الذي منعني من معرفة ماذا سوف يحدث؟
فتحت عيني على هرج و مرج شديد ، لقد ماتوا نعم من سمع الموسيقى مات و هم معنا كيف نمنا جميعا و مات من مات فباقي الركاب و الكثير من الطاقم تم قتلهم و مثل الباقيين تم إقتلاع أعيونهم و ألسنتهم ، باقي البحارة و القبطان الرعب يخرج من أعينهم، بدأوا في البكاء و العويل مثل الاطفال ، لا يستطيع أحد أن يلومهم على هذا الخوف فهم أصبحوا في عداد الاموات.
قال القبطان بصوت مرتعشة : كيف حدث هذا كيف نمنا جميعا و أتى القاتل و قتل الجميع؟
رد أحد البحارة : هذا ليس يقاتل عادي ، إنه بالتأكيد جن أو عفريت لا أحد يستطيع أن يقتل هكذا ببساطة .
رد عم حسيب: جن ..ما هذه الخرافات و الجنون ، لا يوجد عفاريت أو جن أكيد القاتل بيننا الان .
أصبح الجميع ينظرون إلي بعضهم البعض فالشك يدخل لقلب الجميع ، لم يبقى سوى عشرة بحارة من بينهم القبطان و أنا و عم حسيب العجوز و بعض البحارة.
الشمس على وشك السطوع و الجميع مترقب في صمت هل عند حلول الصباح هل تسمع صوت الموسيقى ام لا ؟
واذا فجأة سمعت صوت الموسيقى ليس أنا فقط بل باقي البحارة ، الجميع صرخ فالجميع إذا سيموت ، هو صوت الموسيقى الهادئة الجميلة في كل وقت إلا هذا الوقت فهي الان موسيقى الموت .
اليوم٣١أكتوبرالجميع مترقب الموت منهم من يقرأ القرآن كالقبطان و منهم من يسبح كعم حسيب و منهم من يبكي و يصرخ و يقول لا أريد الموت كحسان.
أما أنا فصامت أتحدث مع نفسي هل هذه النهاية ؟ هل سأموت هنا كغريب فأنا حامد لا عمران ، لماذا رجعت بكل هذا الزمن للوراء؟
بالتأكيد يوجد حكمه لهذا لكني لا أفهمها الان ، أصبحت أنظر للجميع و لفت نظري عم حسيب الذي كان يحمل سبحته و يسبح بدون صوت لكنه يحرك فمه فقط و عندما لاحظ ذلك ألتفت إلي و بنظرة جعلت قلبي يعتصر خوفا.
هذا الرجل الطيب وراءه شئ ما جعلني أفكر بعد أن كان غني و يمتلك المال كيف وصل به الأمر إلى أن يعمل في السفينة في مثل هذا العمر كبحار عادي .
ذهبت إلى سور السفينة و أنظر إلى البحر الذي تعلوه السماء الصافية هل هذه هي النهاية،ثم رجعت أنظر لهم و أقول هل أنتم سوف تجلسون هنا تنتظرون الموت .
رد عليا القبطان : و ماذا سوف نفعل نحن سوف نموت بكل الاحوال.
قلت له : على الأقل سوف نكون قد حاولنا فعل شيء لعلى و عسى ننقذ أنفسنا.
القبطان : ماذا تريدنا أن نفعل؟
أنا : نبحث عن أي شيء غريب و غير معروف لعل و عسى نجد شئ.
بدأ الجميع الامل يدب في عروقهم و أخذوا يبحثون في السفينة إلا عم حسيب قال لي أنا مريض لا أستطيع أن أبحث معكم سوف أجلس هنا أعد لكم الطعام، سكت فلا أستطيع إجباره و في نفس الوقت لست مرتاحا من كلامه.
ظللنا نبحث في كل مكان على المركب هنا و هنا و لكن لا يوجد شىء ، حتى وصلت لغرفة مغلقة بابها لا يفتح ، قال لي حسان إنها غرفة حسيب ، و فجأة وجدت حسيب خلفي كيف و متى أتى أنا لا أعرف ، ثم قال لي إن غرفتي فارغة لا يوجد شىء بصوت متعب و مرهق لكن عينه مليئة بالحذر و الحرص.
ثم قال: تعالوا لتأكلوا ثم تكملوا البحث.
ذهب الجميع للسطح وجدوا حسيب قد حضر بعض الطعام و بدأ الجميع في الاكل إلا أنا لقد أحسست بعدم الطمأنينة والثقة في هذا الاكل أو من صنعه .
نظر إلي حسيب و قال : لماذا لا تأكل يا عمران؟
قلت بارتباك : أنا لست بجائع شكرا.
نظر إلى نظر كأن الشرار يخرج من عينه و أبتسم أبتسامة صفراء و سكت.
إحساسي تحول إلي يقين عم حسيب لديه السر و لا يتكلم ، و فجأة بدأ الجميع في إمساك بطنه و بدأوا بالصراخ من الألم ، إنهم يحترضون ماذا أفعل ؟ أنا عاجز واحد تلو الآخر يسقطون أمامي موتى القبطان و حسان و باقي البحارة و عم حسيب ..عم حسيب أين هو ؟
فجأة سقط على رأسي عصا حديدية و غبت عن الوعي و لا أتذكر ماذا حدث.
المفاجأة
و عندما استيقظت و جدا نفسي على كرسي و مربوط بحبل حتى لا أتحرك و أمامي جميع الركاب و البحارة الذين قتلوا جميعهم على سطح السفينة ، و فجأة ظهر حسيب و هو واقف على قدميه بدون العصا مفرود الظهر كأنه صغر في سنه .
حسيب : طبعا عرفت الان من القاتل الحقيقي؟
أنا : لقد أحسست بذلك لماذا قتلتهم و لماذا لم تقتلني معهم ؟
حسيب : لماذا قتلتهم ؟حتى أقدمهم هدايا أو بمعنى أخر قرابين .
أنا : قرابين لمن ؟
حسيب : لسيدي و مولاي حامل الضياء، لسوف أخبرك لقد كنت غني و ذو مكانة و هيبة وسط الجميع أملك أفضل سفينة و لدي خزائن مليئة بالكنوز و لكنى كنت أحب المراهنات فبدأت أخسر أموالي واحد تلو الآخر حتى أصبحت عجوز فقير لا أجد قوت يومه يعطف عليه البحارة ليعمل معهم في سفينته ، وليلة قبل أن نخرج في هذه الرحلة حدث أفضل شئ في حياتي ، و انا أجلس أتحسر على أموالي إذا فجأة ظهر أمامي من العدم و قال لي أتحب أن تستعيد مالك و شبابك ، قلت بدون تفكير نعم نعم و لكن كيف؟ قال لي تعالى معي و فعلا ذهبت معه إلى البحيرة و قال لي سوف أعقد معك صفقة سوف أرجع لك كل أموالك و أكثر و شبابك و تصبح أغنى الأغنياء في المقابل أريدك أن تطعم أطفالي ، قلت له كيف اطعمهم و أنا لا أملك سوى ، قال لي أطفالي يحبون طعم بني البشر ، خفت و أرتبكت قلت له أتريد أن أقتل من أنت ؟ رد عليا بعد أن نزع عباءته عن رأسه لأجد وجه مرعب لونه أحمر لا أستطيع أن أوصفه و قال لي تقتل تربح ، تعطي لي الهدايا و القرابين ترجع شابا من جديد .
قلت أنا : بعت نفسك للشيطان يا حسيب ، أنت هذا الرجل العجوز الطيب هو في الأصل قاتل.
رد حسيب : قاتل نعم و لكن من يعرف باني قاتل بعد أن قتلت الجميع سوف يأتي ملكي بعد أن تفتح البوابة التي تفصلنا عنهم و سوف يأخذ الجميع و يعطيني الذهب و الشباب و أبدأ في أي مكان من جديد.
أنا : بوابة ماذا؟ أنا لا أفهم ماذا تقصد؟
حسيب : الليل ليلة القمر الاحمر و يوم ٣١أكتوبرهذا اليوم التي تفتح فيه البوابة بيننا و بينهم قبل أن تغلق في منتصف الليل.
و فجأة بدأ حسيب بترديد بعض الكلمات الغير مفهوم ثم حدث برق و رعد و أرتفعت الأمواج بهياج شديد حتى ظننت أن السفينة سوف تنقلب بنا .
و فجأة ظهر وسط هذا دخان أسود كثيف تشكل على هيئة رجل طويل القامة جدا ذو عباءة سوداء لا تظهر أي ملامح له.
هرع حسيب إليه و قال : سيدي و مولاي لقد نفذت المطلوب مني أريد العطايا و الهدايا.
تحدث هذا الكيان : نعم نعم أنتظر هنا قليلا.
ثم إتجه إلي و قال : أهلا بعمران أم تحب أن أناديك بحامد؟
رد حسيب : حامد ..حامد من ؟
رد حامل الضياء: إخرس أنت الآن و لا تتكلم، ها يا حامد ماذا تريدوني أن أناديك؟
أنا: أي أسم الأهم ماذا تريد مني ؟
حامل الضياء : لكي يكتمل القربان كان لابد من شخص ليس منهم ذو مواصفات ومميزات خاصة فأخذت أبحث في العوالم و الأزمنة حتى أتيت انت فأنت الذي وجدت الصندوق الصغير إذن أنت من سيكمل القربان .
حسيب : مولاي هل أقتله الآن؟
حامل الضياء : إخرس يا أحمق بل أنت من سيموت.
و حمل حسيب في الهواء ثم رماه في البحر و عندما سقط ظل يقول إنقذني يا مولاي أنا خادمك بيننا عهد أنقذوني حتى غاص في البحر ، قام بالعهد المرعب فستحق المصير.
ثم إلتفت إلي حامل الضياء: ها يا حامد سوف أعقد معك إتفاق لكي يكتمل القربان لابد أن يكون المختار تابع لي و يتعهد بأن يأتي بقرابين لي .
أنا : و ما هو المقابل؟
حامل الضياء: جميل ، بما أنك سالت عن المقابل إذن ستوافق.
أنا: ليس شرطاً أن أوافق بل ممكن أن يكون حبا في المعرفة فقط.
ضحك الكيان بشدة و قال: حسنا سوف أجعلك ترجع إلى زمانك كحامد و انت أغنى الناس تملك القوة و النفوذ و كل ما تحلم به و لكن مع إكتمال القمر كل شهر تأتيني بعشر قرابين و ليلة ٣١ من شهر أكتوبر تأتيني بمائة و لك ما أردت.
و فجأة حل الصمت.
أنا الآن أجلس مع زوجتي و أولادي يوم ٣٠أكتوبر ٢٠٢٢ في منزلي ذو الثلاثة أدوار، هل وافقت على عهد حامل الاضواء لا أستطيع أن أقول هذا ، هل رفضت لا أستطيع أن أقول هذا أيضا ما سيأتي هو من سيجيب عن هذا السؤال.
ما هذا الصوت أهو صوت موسيقى.....